| ملحق الطائف
تضم المملكة العديد من المعالم التاريخية والأثرية التي يعود تاريخها إلى صدر الإسلام وما قبله في مختلف مناطق المملكة التي تمتد حدودها مع سبع دول عربية هي العراق واليمن والأردن والكويت وسلطنة عمان والإمارات والبحرين وقطر ، والجزيرة العربية التي تقع بها المملكة تمثل الأسس الأولى للتاريخ والحضارة إلى ما قبل الميلاد بآلاف السنين وبالتالي فالمنطقة غنية جداً بالآثار التاريخية والحضارية التي تجذب السواح من مختلف أنحاء العالم وعدم التفريط في نصيبنا الكبير مما سوف نستفيد منه ونفيد الوطن من خلال دخل إضافي من موارد جديدة تحت مسميات السياحة التي لا شك أنها أصبحت صناعة كبرى تم توظيفها في كثير من دول العالم لتمثل أهم مصادر الدخل القومي منذ زمن طويل ، وكان الأجدر بنا أن نكون في مقدمة المهتمين بالسياحة لما تتميز به البلاد من مقومات سياحية وتاريخية وأثرية لكن يبدو أن النظرة العامة للسياحة لدينا ظلت تفهم من منظور خاطئ جداً بدليل أننا تراجعنا عن ذلك الخطأ بالموافقة على إنشاء هيئة عليا للتطوير والسياحة برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع والطيران والمفتش العام ورئيس مجلس إدارة الهيئة العليا للتطوير والسياحة بالمملكة واقامة مهرجانات سياحية سنوية في معظم المناطق التي تشهد اقبالاً سياحياً كبيراً من المصطافين من مختلف مناطق المملكة وبالتالي انخفاض نسبة السواح السعوديين المسافرين للخارج الذين ينفقون سنوياً مئات الملايين بالخارج ولطالما بدأنا بالفعل بالاهتمام بالسياحة وتطويرها والسماح للراغبين القدوم للمملكة بغرض السياحة فعلينا إذاً الاهتمام بالمواقع التاريخية والأثرية التي تمثل أحد أهم عوامل الجذب للسواح من الداخل والخارج على حد سواء ، ومن ضمن تلك المواقع التاريخية والأثرية التي يجب الاهتمام بها وإعادة ترميمها وفقاً لنمطها المعماري التي بنيت عليه قديماً سوق عكاظ بالطائف ومدائن صالح والمساجد التي أقيمت في صدر الإسلام والسدود التاريخية والأثرية كسد عبدالله بن معاوية الذي انشئ بالطائف عام 8 ه وعين زبيدة زوجة الخليفة هارون الرشيد ، وطريق أبرهة الحبشي الذي قدم من اليمن لهدم الكعبة ومن أهم الآثار التاريخية والحديثة لهذا الوطن، سكك القصور التاريخية التي شيدها جلالة الملك عبدالعزيز موحد الجزيرة العربية ومنها قصر المويه الذي يعتبر انجازاً معمارياً مميزاً في ذلك العصر لا يزال موجوداً بالمويه القديم ومن خلال نظرة عابرة قدرت لي مؤخراً مرافقة رئيس مركز المويه سليمان عبدالله السالم وجدت أن القصر يمثل تحفة معمارية هامة في حياة الشعب السعودي بصورة عامة ، وعملية بنائه في نفس الموقع الصحراوي على بعد ثلاثمائة كيلو متر شمال الطائف وأربعمائة كيلو متر جنوب غرب الرياض جاء نتيجة دراسة وبعد نظر لجلالة الملك عبدالعزيز يرحمه الله باختيار المويه مقراً لقصر جلالته لأنها تتوسط منطقة صحراوية يسكنها بادية كبيرة في شمال الطائف كالمويه والخرمه ورنيه وتربة ورضوان وعشيرة وظلم وعقيق وغيرها من القرى والهجر في شمال الطائف وجنوب غرب الرياض كبادية تعيش في منطقة صحراوية تمتد مساحتها لأكثر من ألف كيلو متر مربع وقد استطاع الملك عبدالعزيز من خلال متابعته لرعاياه من خلال هذا القصر أن يحول تلك الصحراء القاحلة من بادية إلى مدينة عصرية استوطن فيها المواطنون حتى نراها اليوم بفضل تلك الجهود لجلالته مدناً عصرية حديثة امتدت لها كل الخدمات ، أفلا يجدر بالمسؤولين عن الآثار التاريخية الاهتمام بهذا القصر الموجود بالمويه القديم واعادة ترميمه وتطويره والحفاظ عليه بعد أن صدر أمر سمو وزير الداخلية بتسويره مؤخراً، وبالتالي شق طريق سياحي من المويه الجديد حتى المويه القديم موقع القصر ، واقامة منتزه سياحي بجوار القصر وما حوله من بيوت قديمة للمويه القديم تمثل أطلالاً للذكريات وآباراً أثرية أمر مقر الملك عبدالعزيز لم تنضب مياهها حتى اليوم منذ أكثر من سبعين عاماً ولا تحتاج سوى معدات لا تكلف كثيراً لمعالجة تلك المياه والاستفادة منها للشرب في منطقة أصبحت فيها مصادر المياه قليلة جداً.
ولا يسعني في الختام سوى توجيه الدعوة للهيئة العليا لتطوير السياحة في بلادنا الاهتمام بالمواقع التاريخية والأثرية وفي مقدمتها قصر جلالة الملك عبدالعزيز بالمويه الذي يمثل كنزاً أثرياً وتاريخياً نستفيد منه وتستفيد منه الأجيال القادمة عن رجل مميز يعود الفضل له بعد الله فيما تشهده هذه البلاد من أمن واستقرار ونمو مطرد.
|
|
|
|
|