قضى ربنا الخلاق حتماً بلارد

بأن يستعيد الخلق فرداً على فرد

فيجزي كلاً وفق ما قد سعى به

ورحمته من قبل ذاك ومن بعد

لقد فجر الاحزان فينا مصابنا

لفقد عزيز لا يعوض بالسند

بكيناك عبدالله في القرب والنوى

وان كان ذا مما يضر ولا يجدي

ولكنها في القلب حرقة غربةٍ

ولذعة فقد الإلف ذي الحب والود

فلله هذا الموت كم هو موجع

إذ اختار عبدالله (واسطة العقد)

لقد كان فذاً في الرجال مبرزاً

أخا عزمات دأبه مسلك الرشد

حباه عظيم الشأن بالعقل والحجا

والبسه حسن الخلال بلاعد

لقد كان فينا زينة لمجالس

فمن منطق عذب الى مرجع مجد

لقد كان فينا نهر حب وبهجة

وشلال ضوء مشرق دائم الرفد

كريما سخياً يملأ الخير قلبه

وفياً وذا رأي حكيم وذا حمد

لفيناك في الأحياء غادرت جمعهم

تلبي نداء الله سبقاً الى الخلد

ليهنك فوز بالشهادة بعدما

تحملت اثقالاً من المرض المردي

ويهن بنيك الفوز بالأجر بعدما

أحاطوك براً في الهناءة والسهد

ويهنك فيهم خير غرس تركته

تزود بالتقوى وشمر للجد

فكم رغبوا ان لوفدوك بأنفس

فلا سقم يغزوك او انةٌ تبدي

ولكنهم راضون بالله اذ قضى

رجاء ثواب منه في صادق الوعد

وحسن عزاء للاحبة بعدكم

لكم عقب فينا رجال ذوو رشد

واخوان صدق والاقارب كلهم

واولادهم والكل باق على العهد

وفي ربنا الرحمن خير عزائنا

بعفو وجمع الشمل في جنة الخلد

ألا إنما الدنيا غرور لأهلها

فيافوز من يحظى بخاتمة السعد