|
| عزيزتـي الجزيرة
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين والتابعين لهم باحسان الى يوم الدين واشهد ان لا إله إلا الله وحده لا شريك له إله الأولين والآخرين وأشهد أن نبينا محمداً رسول الله الذي أرسى قواعد الملة والدين ومحا البدع والأباطيل صلوات الله وسلامه عليه وعلى سائر النبيين والمرسلين وعلى آله وأصحابه أجمعين ومن تبعهم وسلك سبيلهم إلى يوم الدين, أما بعد/ فالسلام عليكم أيها المسلمون ورحمة الله وبركاته/ انه من واجب المسلمين تعاونهم على البر والتقوى وتمسكهم بالعروة الوثقى وبعدهم عن الخرافات والدبع والأهواء, وإنه يقع من بعض الناس بعض البدع المنهي عنها مثل بدعة عيد المولد في الثاني عشر من شهر ربيع الأول, ومع الأسف أن البعض من الناس يتعلقون بالبدع الواهية ويتركون السنن الواضحة, ويعظمون الخرافات والخزعبلات والأباطيل ويهملون الأصول والنصوص الصحيحة الصريحة وكأن لسان حال المحدثين للبدع أنهم يقولون ان الدين غير كامل ويردون على الله سبحانه قوله (اليوم أكملت لكم دينكم) أو يعتقدون أن النبي صلى الله عليه وسلم ما بلغ رسالة ربه أو أخفى بعضها فهم يكملونها مع أن المولد لم يكن له ذكر في القرون المفضلة ولا يعرف ولا يجيء على بال أهل السنة والجماعة وانما أحدثه بنو عبيد القداح في خلافتهم وهم يهود لعنهم الله, أبوهم عبيد صانع للقداح أظهروا محبة أهل البيت فاشتهر أمرهم عند الناس فأحبوهم ثم غلوا في أهل البيت فعبدوهم وأظهروا الشرك والبدع، يقول فيهم شيخ الاسلام ابن تيمية - رحمه الله - انهم اظهروا الرفض وباطنهم الكفر المحض فأفسدوا في الأرض وأحدثوا الشرك والبدع والضلالة وملكوا المغرب ومصر والشام في زمانهم, قال ابن كثير: قطع الله دابرهم واخزاهم وصار لهم شوكة وسلطة حتى أظهر الله عليهم السلطان/ صلاح الدين الأيوبي, فقضى على شركهم وبدعهم ومحا ضلالاتهم من الأرض فقرر التوحيد ومحا الشرك والبدع والتنديد فاستقامت الامور وصلحت الاحوال وقضى على البدع والخرافات جزاه الله خيرا عن الاسلام والمسلمين، لكن بعد موته قام مقامه وزيره/ أبو سعيد الكوكبوري, فنشر البدع مرة أخرى وأحيا المولد وصار يعد له منذ دخول شهر ربيع ويبذل فيه الأموال ويظهرون فيه اللهو واللعب حيث أنهم قلدوا النصارى في احتفالهم بمولد عيسى بن مريم عليه السلام فقلدوا اليهود والنصارى وضلوا عن سواء السبيل فأحيوا البدع وأماتوا السنن وافسدوا في هذه الامة فعاملهم الله بعدله ومع الأسف ان بدعتهم بقيت إلى الآن في المغرب ومصر والشام وانتشرت في افريقيا وآسيا ووصلت إلى الحجاز واليمن عند كثير من الناس ويحسبون ذلك خيرا وهو شر وبدعة وضلالة ولو كان خيرا لسبقنا من هم أحب الى رسول الله صلى الله عليه وسلم منهم وهم الصحابة والتابعون, فلم تكن هذه البدعة موجودة لا في القرن الاول ولا في القرن الثاني ولا في القرن الثالث ولا في اول القرن الرابع وانما انتشرت في آخر القرن الرابع وما بعده فأي فائدة في البدع وما هي مصلحة اهلها منها الا محاربة الله ورسوله ووجود الفساد في الارض والله يقول (ولا تفسدوا في الارض بعد اصلاحها) فان الله اصلح الارض بارسال الرسل وانزال الكتب كما قال تعالى (فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى ومن اعرض عن ذكري فان له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة اعمى)- نعوذ بالله من العمى بعد الهدى - وليست البدع برمزاً لمحبة الرسول كما يدعيه اهل الباطل بل محبة الرسول الحقيقية تقتضي اتباع ما جاء به من الهدى والنور, وكما قال الله تعالى لنبيه الكريم (قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم) لانه صلى الله عليه وسلم حذر من البدع وقال (اياكم ومحدثات الامور فان كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة) فعلى جميع المسلمين التحذير من البدع والتوبة الى الله عز وجل لان البدعة احب الى الشيطان من المعصية حيث ان المبتدع يحسب انه على هدى فهو في جهل مركب, نسأل الله ان يهدينا وجميع المسلمين إلى صراطه المستقيم,, وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
قاله وكتبه رئيس الجماعة الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم بمنطقة الرياض
عبدالرحمن بن عبدالله آل فريان
|
|
|
|
|
