| عزيزتـي الجزيرة
كنت مع المقدم طلال بن مخضور اللحياني مساعد مدير إدارة جوازات منطقة الحدود الشمالية قبل اسابيع على الهاتف وهو يمارس عمله بهمة ونشاط,.
كان يستشيرني دائما ويأخذ رأيي في بعض أموره الخاصة,, غير ان الهموم التي يعاني منها مؤخرا كانت كبيرة,, والعيون الحاسدة قد اشعلت حراراتها في جسمه النحيل,, فبات يشكو منها وأنا أهدىء من روعه,, من قلقه,, من تخوفه من المجهول,, نعم إنها ضريبة الشهرة,, والاخلاص في العمل,,.
لقد كنت يا أبا عبدالله شهما,, كريما,, ذا نخوة,, وذا عزيمة,, تحب العمل,, وتحب مساعدة الناس صغيرا وكبيرا,, ممن تعرفهم وممن لا تعرفهم,, لقد شهد لك عملك بكفاءتك ومقدرتك وحسن إدارة ما أوكل إليك,, كما شهدت لك بذلك كافة الاجهزة الحكومية بالمنطقة وعلى رأسهم صاحب السمو الأمير عبدالله بن عبدالعزيز بن مساعد آل سعود أمير منطقة الحدود الشمالية وتوقيعه الكريم يزيّن الشهادة التي منحها لك وأنت تريني إياها مع مجموعة من الشهادات التي زيّنت بها أحد جدران مجلسك العامر,, إنها شهادات الفخر والتقدير والشكر,.
لقد ودعتنا يا أبا عبدالله وفي حلوقنا غصة,, وفي أفئدتنا حسرة,, وفي عيوننا دمعة,, إننا لم نسمع صوتك في الايام الأخيرة,, قبل ان يلقي عليك القدر بذلك الحادث المروّع وأنت عائد إلى أهلك وذويك من عرعر ماراً بالمدينة المنورة,, بعد أن منَّ الله عليك بزيارة مسجد الحبيب عليه أفضل صلاة ربي,, وتشرّفت بالسلام عليه,, لقد كان سلامك على الحبيب مسك الختام في هذه الدنيا الفانية,, ويشاء الإله أن تتعرض لذلك الحادث في مدخل قريتك الوادعة (عين شمس) بين أهلك وذويك,, وتضم مكة المقدسة جسدك الطاهر,, سبحان الله تقطع كل تلك المسافات الطويلة,, وينتهي بك القدر في هذه البقعة المباركة,, حمداً لك يا رب على قضائك وقدرك,, ووداعاً أخي وصديقي الحبيب,, وهذا طريقنا عما قريب,, ولنا في ابنك الوديع عبدالله,, أملا في ان يبقيه الإله,, فيكبر ويقتفي أثرك ويظلل إخوته ويرعاهم تحت رعاية والدهم الاكبر أبا طلال وأبا حمزة,.
فلله ما أعطى,, ولله ما أخذ,, وإنا لله وإنا إليه راجعون .
عقيد/ مساعد منشط اللحياني المديرية العامة للدفاع المدني
|
|
|