|
| القرية الالكترونية
كثيرا ما يتردد على مسامعنا التوعية بأضرار المخدرات ومخاطر القيادة المتهورة والسرعة الجنونية لما تسببه من ضرر هائل في المجتمع بل وتتضافر الجهود سواء في القطاع العام او الخاص على حد سواء لبث هذا الوعي, ولعل الكل يدرك الجانب الإيجابي الذي تتركه هذه الاساليب من التوعية بل ان الجانب السلبي قد لا يكاد يذكر, لأن العلاج الذي يترتب على عدم التوعية قد يكون كبيرا فتكلفة الوقاية أقل بكثير من تكلفة العلاج غالبا.
ولست هنا بصدد المقارنة بين الإنترنت وأضرار المخدرات او حتى الإنترنت ومخاطر السرعة فللإنترنت جوانب إيجابية كبيرة والتوعية ليست هنا بصدد الإقلاع عنها بقدر ما هو للتشجيع لها واستغلالها للاستخدام الافضل, والتوعية تنقسم الى أنواع وأشكال عديدة منها التوعية التعريفية التي تتناول جوانب للتعريف بحدث أو سلوك معين وتستخدم وسائل الإعلام المتاحة لبث هذا الوعي او استخدام الدعم والضرائب لتدعيم التوعية فكثيرا ما نرى أن هناك بعض الدول التي تفرض ضرائب عالية على التبغ سواء كان مستوردا أو مصنعاً محليا وينفق الدخل الناتج من هذه الضرائب لبناء المصحات او المراكز المتخصصة او حتى لتغطية تكاليف التوعية الإعلامية.
والإنترنت سلاح ذو حدين فهناك من يستخدمها بشكل عملي ومفيد وهناك من يسيء استخدامها وإن الغرض من التوعية هنا ليس فقط تشجيع البعض للإقلاع عن المخدرات والاتجاه الى الإدمان على الانترنت بل إن الهدف أن تكون الإنترنت عاملا أساسيا في خلق فرص أكبر سواء للأفراد أو للشركات وقد تكون فرصا للعمل أو فرصا لتطوير الأداء الوظيفي ولا ننسى سرعة الحصول على المعلومات مما يسهم في اتخاذ القرار بشكل أفضل.
ومع بداية الإنترنت في الولايات المتحدة الأمريكية قام الكثيرون باستخدامها لأغراض الترفيه بصفة عامة وقد يأتي تصفح الصفحات (الإباحية) جانبا منها ولكن مع تقدم الإنترنت وتنوع مصادر استخدامها وعرضها للكثير من الخدمات مثل خدمة الاتصالات الهاتفية والمنخفضة التكاليف )Voice Over IP( وخدمة الاستشارات الطبية والقانونية المجانية في معظم الأحيان ناهيك عن استخدامها للأغراض التجارية أو التعليمية وبهذا أضحت الإنترنت جزءاً يمس الحياة اليومية يقلص من جوانبه السيئة ويحد من انتشارها وتأثيرها على المجتمع, بل انه أصبح الجانب السلبي للإنترنت في تقلص مستمر ولكن الخطر الاقتصادي زاد بشكل ملحوظ على الشركات التي ما زالت تمارس نشاطها بالطرق التقليدية.
وإن الأسلوب لتوعية الافراد للإقبال على الإنترنت او الاحجام عنها قد يكون بتوضيح تنوع مصادرها وفوائدها والتنبيه من استخدامها لأغراض سيئة وايضا بالتسعيرة المناسبة لتخدم الغرض المنشود ففي الآونة الاخيرة عندما قامت مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية بوضع التسعيرة الجديدة والتي قدمت خصومات ما بين 20 40% من الأسعار السابقة لوحظ تدفق الكثيرين للاشتراك ودفع المشتركين الحاليين لاستخدام الإنترنت لساعات اطول, وبلا شك فإن الانترنت تحمل في طياتها الجانب السيئ والجانب الحسن ومحاولة بث الوعي عن طريق التحذير من المواقع السيئة التي تتعارض مع شريعتنا واخلاقنا امر مطلوب ومحبب ولكنه قد لا يحقق ما نصبو اليه بل قد لا يكون للتوعية أي دور لتوجيه استخدام الإنترنت بشكل فعال ومفيد في حالة انعدام المحتوى الجيد للمستخدم العربي.
فالمستخدم العربي الذي لا يجيد اللغة الانجليزية قد يظل تائها وقد تكون اللغة الوحيدة بجانب اللغة العربية هي لغة الصور والرسومات والتي يمكن قراءتها بغض النظر عن اللغة الأم, وللأسف فقد تكون في الغالب صورا إباحية.
ويأتي الجانب التوعوي عن طريق القطاع الخاص والعام لتوفير المحتوى والخدمات المناسبة مما سيقلل بشكل كبير من استخدام الإنترنت لأغراض الترفيه مثل الدردشة وتبادل الرسائل ليتجه لاستخدامها في الحوارات البناءة والمشتريات والأبحاث وتخليص المعاملات الحكومية والبنكية,, ولعل المؤسسات التعليمية يقع على عاتقها جزء هام من نشر التوعية فيما يختص بتعويد الطلاب على استخدام الإنترنت في الأبحاث والذي قد يأتي كمرحلة لاحقة لتسليم الواجبات المنزلية عن طريق البريد الإلكترني بدلا من الطرق المستخدمة حاليا,, وبهذا نكون تطرقنا الى بعض الجوانب الخاصة بتوعية الفرد العربي بالإنترنت وسنتناول في الاسبوع القادم توعية القطاع الخاص للاستخدام الامثل لخدمات الإنترنت.
* مدير تطوير الأعمال اول نت الفيصلية
|
|
|
|
|
