| مقـالات
تمضي العلاقات الاسرائيلية التركية قدماً نحو العمق، وتتوثق الصلات بين الدولتين يوما بعد آخر في كل المجالات: اقتصادية وعسكرية واجتماعية، ولكن هذه العلاقة مهما توثقت فلن يكون في مقدورها ان تجعل التركي ينسى أنه مسلم وأنه يرتبط بجيرانه العرب بروابط ثقافية واجتماعية، وفوق كل ذلك دينية عميقة تضرب بجذورها في اعماق التاريخ.
إذن فإن الرابطة بين تركيا واسرائيل هي رابطة مصالح تمليها الظروف العالمية الراهنة، وتشجع عليها دول قوية تتحكم في مسار عالم اليوم، وقد تمتد هذا الرابطة الحميمية سنوات وسنوات ولكنها لن تفلح في الاستمرار والديمومة ما دامت هناك قاعدة دينية تجمع بين العرب والترك.
ولكن لو تركنا جانباً الحقيقة التي تقوم على ان الصلة بين الاتراك والاسرائيلين هشة وقتية وطرحنا سؤالا عن دور العرب في تقوية العلاقة مع الاتراك ثقافيا واقتصاديا وعسكريا؟
فسوف نجد ضعفا ملحوظا في القيام بمحاولات جادة للتقارب رغم الظروف المفروضة على الامتين العربية والتركية ولكن اليس من الواجب ان تعمل الدول العربية من جانبها على الاقل على كسر حاجز الجفاء.
والجواب قد يكون صعبا لأن اختلاط الاوراق يحتاج الى تخطيط لاعادة تنظيمها تمهيدا لإظهار الجوانب الايجابية التي تجمع بين الامتين، وهما في حاجة ماسة الى بعضهما في عالم تحكمه رؤية واحدة وهي ان اسرائيل دولة ديمقراطية متقدمة والعرب على عكس ذلك, وبالتالي حتى تكون تركيا دولة ديمقراطية مقبولة في الغرب عليها التعامل مع دولة ديمقراطية محاطة بالاعداء كما يصور ذلك الاعلام الغربي.
ان اختراق هذه الرؤية هو الطريق الى تمتين العلاقة العربية التركية، والاختراق يكون بالتعامل المباشر المبني على المصالح للامتين.
فمتى نرى علاقة العرب بتركيا، علاقة قوية مبنية على معطيات التاريخ والثقافية المشتركة، والدين الواحد وتبادل المصالح الاقتصادية؟
|
|
|
|
|