أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Wednesday 21st June,2000العدد:10128الطبعةالاولـيالاربعاء 19 ,ربيع الاول 1421

مقـالات

التدريب الأهلي
أ,د, عبدالرحمن بن إبراهيم الشاعر *
تحت رعاية صاحب السمو الملكي الامير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز امير منطقة القصيم تدشن معاهد العالمية فرعها الجديد في منطقة القصيم وتحتفل بتخريج الدفعة الاولى والثانية, والمعهد بذلك يفتح آفاقاً جديدة في مجال التدريب في المنطقة وهو بذلك مصدر من مصادر التعليم تزخر بها منطقة القصيم حيث إنه من مسلمات نظريات التعليم والتعلم ان اي نشاط حياتي بممارسة البشر يتعلمون من خلاله معارف ومهارات واتجاهات, لذا فالتعليم عملية نشاط حياتي يمتد بامتداد الحياة نفسها, والتدريب اسلوب يتم من خلاله تطبيق المعارف والمفاهيم والحقائق العلمية من خلال توظيف مفرداتها لتنفيذ اداء مهني اوتقني او ذهني وتكون مخرجاتها مهارات يكتسبها المتدرب وتؤهله الى ممارسة عمل ما.
وطالما ان المدارس والجامعات تزود طلابها بكم هائل من المعلومات والمعارف دون المهارات وتزج بهم الى سوق العمل فمن الطبيعي ان تكون هنالك فجوة تتولد نتيجة الفارق بين النظرية والتطبيق وتتعاظم هذه الفجوة مع تطور ادوات العمل وانظمته ودخول الآلة الى ميدانه مما ادى الى تعاظم الحاجة الى التدريب كذلك.
والتدريب وفق نظرية التعلم تحويل الخبرات المجردة الى خبرات واقعية مباشرة ولتحقيق ذلك يبنى البرنامج التدريبي وفق احتياجات المؤسسة او المنظمة او الدولة ككل لإعداد افراد قادرين على القيام بمهام وظيفية ومهنية بدرجة عالية من الكفاءة والقدرة على الانتاج، وفي عصر تميز بمعطياته التقنية وبالانفجار المعرفي تسعى الدول وخاصة النامية منها، الى تبني التقنيات الحديثة والافادة منها في جميع مناحي الحياة، ونقل التقنية بحاجة الى ايجاد ارضية مناسبة، وبيئة ملائمة لها الى جانب الاهتمام بترجمة العلوم وسبر اغوار المعرفة، وكشف اسرار التقنية المتمثلة بالاجهزة والادوات والآلات التي يستخدمها الانسان في عملية التنمية الشاملة بحيث يكون هناك من يدير تلك الاجهزة، ويتعامل مع الادوات، ويسخر الآلات لخدمته الى جانب تحليل المعلومات والمهارات وتطبيق النظم التقنية.
والحاجة الى برامج التدريب قائمة مادام هناك انتاج وهناك تقدم وهناك عالم اول وعالم ثالث، فمبدأ الحاجة الى البرامج التدريبية وارد سواء اثناء الخدمة او قبل الخدمة.
الا ان هناك بعض الجوانب المهمة التي يجب على مصمم البرنامج التدريبي اخذها في الاعتبار حتى يحصل على نتائج جيدة عند تطبيق برنامجه, هذه الجوانب تهدف الى الاسهام في بناء برنامج تدريبي قادر على ايجاد التوازن الثقافي والحضاري في المجتمع, ومثل هذه البرامج لابد ان تأخذ عدة صيغ يحكمها التركيب العام للمجتمع الذي اعد من اجله البرنامج التدريبي متمثلة في مستويات التعليم، والتوزيع الجغرافي، ودرجة تقبل عملية التغير الحضاري، والمستويات العمرية لمتدربين.
ان مثل تلك العوامل قد تكون بديهية وسهلة في اول وهلة، ولكنها تعد القاعدة الاساسية التي يقام عليها بناء البرنامج التدريبي.
وطالما ان سرعة التطور والتقدم التقني والمتغيرات الحضارية تؤثر على الافراد سلباً او ايجابا، كان من الواجب على الانظمة التعليمية والتدريبية التركيز على تنمية المعارف والمهارات لدى الافراد لمواكبة هذا التغير والرقي في تحصيلهم وإنتاجهم الى درجة اكثر كفاءة وملاءمة للعصر الذي يعيشون فيه, ويبقى على المصمم تصنيف الاحتياجات وتحديد حجمها لتوزيع الاولويات في عملية التنفيذ.
ولكن لابد من ان يدرك المصمم ان الحياة تسير وفق نظام متكامل تحكمه انظمة فرعية يتفاعل بعضها مع بعض من اجل تماسك بنية النظام الكامل.
لذا يجب ان يبنى تخطيط البرامج التدريبية وفق المفاهيم سالفة الذكر ولا يتسنى ذلك الا اذا قامت الادارة التي يناط بها وضع الخطط التنموية للمجتمع بتحديد حجم الاحتياجات في كل جانب من جوانب النظام المتسق المتكامل.
إن معرفة الخطة التنموية الشاملة والعمل ضمن اطار هذه الخطة يجعل التدريب اكثر معنى واكثر مردوداً على المجتمع الذي يخدمه، وينبغي على المصمم ابراز دوره بوصفه مختصاً في هذا المجال عندما يرسم استراتيجية التدريب التي ينبغي الا تؤثر على الجوانب النظرية دون التطبيقية، وان كانت الجوانب النظرية مهمة في تطبيق المفاهيم والمهارات وخلق الابداع لدى المتدرب.
يأخذ التخطيط للتدريب ثلاث مراحل اساسية هي:
اولا: مرحلة دراسة تحليل الوضع الراهن:
وهذه المرحلة مهمة جداً لتحديد نقاط انطلاق البرنامج التدريبي بعد معرفة المستوى المهني او الاداري او التعليمي للمؤسسة والافراد المراد تدريبهم, وتتم الدراسة بواسطة التحليل الوصفي للوائح الانظمة والتقارير والكشوفات الخاصة بالمؤسسة او الادارة, وكذلك تتم الدراسة بواسطة الحصول على استجابة الموظفين والاداريين والعمل على اسئلة الاستبانة التي تعد لهذا الغرض، وتحليل تلك الاستجابات ومقارنتها بنتائج التحليل الوصفي.
ثانياً: مرحلة دراسة الامكانات المادية والطبيعية والبشرية وتحديد حجم الاحتياجات التدريبية عند تنفيذ البرنامج والجدول الزمني للتنفيذ.
ثالثاً مرحلة تعيين اختيار الجهاز التدريبي سواء من داخل المؤسسة او من خارجها ويتم اختيار الجهاز التدريبي وفق معايير تحددها الدراسات الاولية للوصف الوظيفي او المهني للمتدربين, وتشكل كل هذه المراحل الثلاث الدراسات الاولية التي تجريها المؤسسة او الاشخاص الموكل لهم عملية التخطيط للبرنامج التدريبي وجميعها تعد خطوة واحدة من خطوات بناء البرنامج التدريبي، وهي من الاهمية بمكان، حيث ان الجيل بها لن يساعد المصمم على تصميم برنامج يخدم اهداف المؤسسة بشكل فعال.
وتوجد ثلاثة انواع لاحتياجات التدريب والتطوير في كل المنظمات وهي احتياجات المنظمة والجماعات والافراد ويمكن تقسيم كل نوع من هذه الانواع الى احتياجات حالية، واحتياجات طويلة الاجل, ويجب تلبية كل فئات الاحتياجات اذا اريد لمنظمة معينة ان تزدهر وللعاملين بها كمجموعة وكأفراد ان يحققوا أقصى انتاجية وان يشعروا بالرضا الوظيفي,وعندما ترقى المعاهد التدريبية الى مستوى الاداء الفعال تحقق تطلعات ولي الامر في اسهاماتها في التنمية الشاملة ويأتي في طليعة المعاهد التدريبية معاهد التدريب على علوم وتطبيقات الحاسب الآلي كنظام اساسي في تشكيل البناء التنموي بجميع اتجاهاته ووظائفه وتشجع الدولة هذه المعاهد بتهيئة جميع الظروف التي تسهم في تطوير نشاطها كرافد حيوي لمصادر العلم والمعرفة ويلحظ المتابع ذلك من خلال اهتمام الدولة متمثلة في امراء المناطق برعاية المعاهد التدريبية الاهلية ومتابعة انشطتها التعليمية والتدريبية هذا الاهتمام الذي يدفع القائمين على تلك المعاهد الى البحث عن الجودة والمحافظة عليها.
* وكيل معاهد العالمية للحاسب والتقنية

أعلـىالصفحةرجوع










[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved