تعتبر صفقة انتقال الحارس الدولي محمد الدعيع من ناديه السابق الطائي الى ناديه الحالي الهلال والتي أبرمها الناديان العام الماضي الأكبر على مستوى الكرة السعودية وربما العربية,, أما قيمة بيع العقد والتي بلغت خمسة ملايين ونصف المليون ريال سعودي فانها الأعلى في قيمة عقود اللاعبين.
أما عقد الدولي مرزوق العتيبي والذي كان الأعلى قبل أيام والذي انتقل بموجبه,, من ناديه الشباب الى الاتحاد فقد تراجع في بورصة اللاعبين الى المركز الثالث رغم ما قيل عن الملايين التسعة التي تم دفعها لاتمام الصفقة، فيما احتفظ الدولي عبيد الدوسري بالمركز الثاني في البورصة بانتقاله من ناديه الوحدة الى الأهلي ، ولكن بعد الدعيع وليس مرزوق رغم الملايين الستة أو الثمانية التي تم دفعها في هذه الصفقة.
هذا ما أكده أبطال الصفقات الثلاث وأطرافها,, خصوصا أندية الاتحاد والشباب من جهة، والأهلي والوحدة من جهة أخرى.
حيث أكد ناديا الاتحاد والشباب ان قيمة بيع العقد الحقيقية لانتقال مرزوق العتيبي هي مليونا ريال,, أما عدا ذلك فهو مجرد تبرعات وهبات من عضو شرف اتحادي للشباب! ونفس الوضع بالنسبة لصفقة عبيد التي قيل ان قيمتها الحقيقية هي أربعة ملايين ريال، وما عداها فهو فوق البيعة ,, وتبرعات أيضا أو هبات من عضو أو أعضاء شرف أهلاويين لخزينة نادي الوحدة.
وطالبت الأطراف المذكورة باعتماد هذه الأرقام في اتحاد كرة القدم على انها قيمة الانتقال الحقيقية، وهي المسجلة على الأوراق الرسمية,, وما عداها فهو تبرعات لا علاقة لاتحاد القدم فيها.
وهكذا,, أصبح عقد الهلال والطائي الواضح والصريح بانتقال الدعيع,, يدل على ان هذه الصفقة هي الأنجح والأعلى قيمة حتى الآن.
ويبدو ان هذا العقد سيظل الأعلى على مدى أعوام أو مواسم قادمة اذا ما سار الوضع على ما هو عليه وبالطريقة التي تم فيها عقد مرزوق وعبيد.
ويبدو اننا سنصبح أمام اشكالية جديدة,, أو ظاهرة جديدة، فبدأت بوادرها في الافق وقد تصبح أمرا مشاعا وعاديا يصعب السيطرة عليه ما لم يتم التعامل معه مبكرا لتفنيد سلبياته,, والبحث عن حلول مناسبة لمعالجة الموقف.
فالأوراق الرسمية التي تحمل أوراق الأطراف المعنية والمرفوعة للجهات المسؤولة,, تخالف الواقع,, والأرقام المعلنة.
صحيح ان اللاعب سيأخذ حقه الرسمي نسبة مئوية من قيمة الانتقال ,, من القيمة الحقيقية المدفوعة وليست المكتوبة,, وربما يأخذ أكثر,, وصحيح أن,,, لكن المستفيد الحقيقي وهو الاحتراف ، وصندوقه وأبواب صرفه,, هي المتأثرة والخاسر الوحيد في العملية اذ,, ان ما يصل اليه,, وما يستفيده من الصفقة قد لا يتجاوز 25% فقط من قيمتها الحقيقية.
ثم ان هناك تساؤلا يطرح نفسه لو أرادت جهة ما,, ناد أجنبي مثلا,, سمسار,, كاتب أو مؤرخ لغرض الاستفادة بكتابة التاريخ,, أو اعداد بحث أو دراسة,, الخ,, الاطلاع على عقد هذا اللاعب سواء مرزوق أو غيره مستقبلا,, فما هي القيمة الحقيقية التي سيتم الاستناد عليها وتقويمه على أساسها,, أو اعداد الدراسة مثلا على أساسها.
لا شك,, ان المستندات الرسمية هي الأساس في حين ان الواقع يقول غير ذلك!! وهذا سيؤثر بطبيعة الحال على تقييم اللاعب لدى تلك الجهات,, أو يؤثر على نوعية الدراسة والبحث ونتائجه,, أو أية أمور أخرى لها علاقة بالموضوع.
والمشكلة الكبرى ان كل هذه الأمور تجري وفق لوائح ونظم صحيحة عند الاطلاع عليها,, ولا يملك المرء التشكيك فيها,, انها أقرب وصف يمكن ان يطلق عليها هو انها تحايل على القانون بطريقة قانونية ,, أو تحايل على النظام بطريقة نظامية ان صح التعبير والهدف واضح,, وهو الاستفادة من هذا التحايل.
هذا الوضع يذكرني بالاسلوب الذي تلجأ اليه بعض الشركات خصوصا الكبرى منها أو مؤسسات القطاع الخاص في تعاملها مع مصلحة الزكاة والدخل عندما تعمد عن طريق محاسبها القانوني الى وضع ميزانيتين احداها لحساباتها الخاصة ومعرفة موقفها المالي، والأخرى لتقديمها للمصلحة,, تجنبا لدفع مبالغ كبيرة نسبة الى رأس المال,, أو ما تلجأ اليه بعض الشركات الأجنبية لتجنب الضرائب الكبيرة!
اننا في الوقت الذي نستبشر فيه خيرا بتبلور مفهوم الاحتراف لدينا,, ودخوله مرحلة النضج,, من خلال التقويم المستمر له,, ومعالجة السلبيات,, بتعديل البنود بين فترة وأخرى بما يحقق الصالح العام,, نفاجأ,, بظهور سلبيات جديدة,, للاسف ان أبطالها,, هم من يطالب لجنة الاحتراف في أي اتحاد كرة القدم بتصحيح كثير من الأوضاع بما يخدم مصالحها أي الأندية وتعديل سلبيات اللائحة.
واعتقد اننا في حاجة ماسة لدراسة مثل هذه الحالات,, طالما انها في البداية,, وحتى لا تتحول الى ظاهرة وتصبح هناك عقود مشفرة للاعبين يصعب فك رموزها والدخول اليها,, بدلا من أن تكون عقودا مشاعة يحق للجميع الاطلاع عليها ومعرفتها لتحقيق المصلحة العامة التي من أجلها تم وضع نظام الاحتراف,, مما يوجب احترام هذا النظام ولوائحه.
النادي الراقي ,, من الإدارة الراقية
النادي الراقي الذي تفضل بافتتاحه قبل أيام صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن فهد بن عبدالعزيز الرئيس العام لرعاية الشباب,, والتابع لنادي الشباب,, الذي تولى انشاءه وتجهيزه كناد مساند,, له خصوصية وطابع معين ورسالة معينة.
هذا النادي ومن خلال معلوماتي عنه عبر وسائل الاعلام المقروءة والمرئية وان كان المرء لا يحتاج لأكثر من ذلك للحكم عليه,, يؤكد بما لا يدع مجالا للشك ايمان نادي الشباب ممثلا في ادارته بدور النادي ورسالته تجاه المجتمع كمنشأة اجتماعية تؤدي رسالة ذات أبعاد تتجاوز النظرة الى الرياضة على انها ميدان تنافسي فقط,, أو انها ذات هدف محدود.
ان مثل هذا النادي هو في الواقع جزء من نمطية التفكير بكيفية استثمار الأندية استثمارا حقيقيا ذا فوائد مزدوجة تجاه المجتمع من ناحية,, وتجاه النادي المستثمر من ناحية أخرى بالبحث عن مداخيل أخرى تعينه على أداء رسالته كمنشأة حضارية لها أهداف سامية.
وهو أيضا يؤكد من ناحية أخرى,, ان الفرص متاحة أمام الأندية للابداع,, والبحث عن سبل متعددة لتحقيق أهدافها,, والاستفادة من هذه السبل بما يعين على تحقيق الأهداف,, لكن يظل هذا كله بمدى الرغبة الصادقة في العمل,, ووجود القدرات والكفاءات القادرة على خلق الأفكار,, ومتابعتها ومن ثم تنفيذها.
ونادي الشباب هو أحد الأندية,, ان لم يكن النادي الوحيد,, أو النادي الأكثر تميزا في القدرة على استثمار المنشأة,, وأداء دوره الاجتماعي,, ولا أريد هنا أن أطرح اسماء معينة أثق انها خلف مثل هذه الانجازات,, ولو بالفكرة,, حتى لا أقلل من شأن آخرين,, لا أملك خلفيات كاملة عن دورهم في مثل هذه العطاءات.
الرياض ,, وفأل خير!
لعل من الواجب تثمين خطوة الأستاذ عبدالرحمن المفيريج رئيس مجلس ادارة نادي الرياض الجديد وادارته الجديدة,, أن يبدأ عهده مع النادي بأمسية ثقافية غابت عنها أنديتنا منذ مدة طويلة.
واذا كانت الرياض هي عاصمة الثقافة العربية لعام 2000م وان على الأندية واجبا تجاه التفاعل مع هذا الحدث وهو ما أشرت اليه في مقال سابق تم تخصيصه لهذا الحدث,, فان الرياض النادي وهو ينظم تلك الأمسية انما يتفاعل مع هذا الحدث حتى وان لم يربط به.
وارجو ان تكون هذه بداية,, وان يكون مثالا تحذوه الأندية الأخرى لتفعيل دورها الثقافي الذي يأتي نظريا في مقدمة الاسم ثم يعتزل موقعه عند التنفيذ, والله من وراء القصد.
|