| عزيزتـي الجزيرة
الاستقامة والعدل هما برهانان أكيدان للشاكرين الذين يشكرون الله على نعمه الجليلة وآلائه العظيمة, ولقد بين لنا صاحب السمو الملكي الامير نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية صغارا وكباراً امرا ربما خفي على شريحة كبيرة من الناس حينما اوضح ان الهجمة الشرسة على المملكة ونظامها المتزن الحكيم من دعاة حقوق الانسان الضائعة لديهم إنها هجمة على الإسلام قبل ان تكون على اسلوب الحكم، فقد قال سموه بمنتهى الأدب واللطف: إن كان اتهام المملكة في التقصير بحق من حقوق اي فرد على أرضها فهذا محل نقاش وترحيب وشكر, اما إن كان اتهام المملكة في انها تطبق شريعة الله فهذا الذي لا نقبل له اي نقاش ولا نخاف في الله لومة لائم.
الكل يعرف أن المملكة مواطنين ودولة وحكومة وأسرة مالكة ومجتمعاً محسودون على ما تتمتع به من النعم العظيمة نعمة الإسلام قبل كل شيء ونعمة الأمان والطمأنينة ونعمة الحرية التي كفلها الإسلام وأوجد ضوابطها ونعمة الخيرات الدفينة التي علمناها والتي لم نعلمها، ونعمة المجتمع المترابط المتآخي والمتحاب الملتف حول قيادته الشامخة بعزها المتواضعة للصغير قبل الكبير,, نعمة الحكام ذوي الابواب المفتوحة والصدور الواسعة والحلم الذي لا ضعف فيه.
لقد آن للعالم اجمع ان ينظر إلى المملكة كآخر ما تبقى على هذه الأرض الكروية من معاقل الحكمة والعدل والإيمان وأن يعتز ببقاء هذه القيم التي يرعاها وينميها في قلوب المواطنين اسرة مالكة كريمة حباها الله بمجد من التاريخ وتاريخ من المجد والله حكيم يعلم بحكمته اين يضع احجار البناء وإلا تهدمت هذه الامة كما تهدمت من قبلها امم كثيرة حمانا الله .
إننا أمة سعودية مسلمة محسودون على إيماننا وعلى استقامتنا وعلى طيبة قلوبنا وعلى أننا دولة كل ابنائها مسلمون وهو ما لم يحصل في اي مكان آخر في العالم, وكما ذكر سموه حينما ذكّر بقوله تعالى: ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم .
فهم لن يرضوا عنا حتى يرونا في اسفل دركات الشقاء والتخلف، عندها تسر اساريرهم وترضى نفوسهم.
قال لي أحد الضيوف الأجانب ذات مرة حينما تجولنا في بعض المدن والهجر والقرى بحكم العمل قال: شيء عجيب ان نرى اصحاب المحلات التجارية يضعون قماشا على باب المحل من صلاة الظهر حتى بعد صلاة العصر هذا شيء عجيب من المستحيل ان يحدث عندنا إننا ما زلنا مستمرين بتطوير الاقفال وأجهزة الامن ومنع السرقات فكيف لا تحصل السرقات وليس هنا اي اجهزة او موانع او ابواب حديدية؟ فأجبته قائلا: لن أجيبك إجابة مباشرة ولكن انقل لك ما دار من حديث بين عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأحد الولاة فقد قال له ذلك الوالي نريد أن نتخذ سورا كبيرا حول المدينة طلبا للأمان يوفر علينا أموال الحراسة والمحافظة على الأعراض فقال له عمر: لو أنك اتخذت بدلا من السور استقامة في دينك وعدلا في رعيتك ما احتجت لهذا السور مطلقا .
وأردفتُ وهكذا نحن لا نحتاج إلى اقفال وأجهزة أمن ومنع السرقات لأن هذا البلد بلد الأمن والأمان,, ولاة أمرنا غرسوا فينا تعاليم الدين الحنيف وأغدقوا علينا الخيرات والأموال, ومن تشذ يده عن ذلك فلا نراها إلا مقطوعة في ساحة العدل والإنصاف أو تقطع رقبته عبرة لمن يعتبر, وأعقبت قائلا: لو أن ضرسك قد تعفن الا تصلحه في البداية؟ قال نعم, قلت وإذا ذهب نصفه ألا تكمله بأغلى الأموال؟ قال نعم, قلت: وإذا استفحل العفن ولم يعد إلا خطرا على بقية الأسنان السليمة ألا تقلعه؟
قال: نعم قلت كذلك نحن في المملكة العربية السعودية نحفظ حقوق الإنسان من ان تضيع على يد فاسق أو خارج عن جماعة المجتمع وشرحت له معنى آية (ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب).
فمن أحق بالأمن والرعاية والدفاع؟ هل هو المجرم الذي سولت له نفسه أذى الأبرياء أو المظلوم وذووه وبقية المجتمع الذي يخشاه ويرتقبه,, اين الحكماء الذين يحكمون بعقولهم, أندافع عن المجرمين أم نسهر على الأبرياء؟
لقد أحسنت ياصاحب السمو فيما قلت وإنني أرى أن كلمتك كلمة طيبة والكلمة الطيبة صدقة تؤجر عليها حينما أوضحت لنا وللملايين في العالم الذين شاهدوك: إننا لا نجادل في الإسلام منهجا للحكم والحياة لكن أبوابنا مفتوحة عدا ذلك, إذن فأين الظلم يا دعاة الحقوق؟ ألم ينظروا كم عدد الضيوف غير المسلمين في المملكة محترمين في دينهم مكفولة حقوقهم محروسين في ليلهم ونهارهم وهم في نوم مريح أينما ذهبوا فهم الأصدقاء ينامون حيث ينزلون ويسيرون حيث يسيرون.
يا دعاة الحقوق هل قُتل أحد منهم لكونه غير مسلم هل اضطهد أحد منهم لكونه غير عربي هل احتقر أحدهم للونه أو لعرقه أو لجنسه؟ هل اغتصب ماله وجرد منه أم أنهم يحولون آلاف المليارات من الدولارات كل عام لخارج المملكة وبمطلق الحرية والضمان؟
ومع هذا كله نجد من يأتي وهو محمل بالمخدرات ليفتك بشباب الوطن ومن يأتي ليسرق في أشرف البقاع ومن يأتي وهو محمل بالأمراض ومن يأتي ليبث سموما هنا وسموما هناك لكن لهذا البيت الكبير رب يحميه ثم قيادة ساهرة.
لقد شكرت هذه القيادة الحكيمة ربها على النعم العظيمة بالعمل وليس بالقول فقط وما هو إلا توفيق من الله لهذه القيادة أن جعلها تشكر, فكانت الاستقامة في الحكم وفي العلاقات الداخلية والخارجية ابلغ البراهين على شكر المنعم.
ولقد كان العدل المأخوذ من شريعة الله دستورا ابديا لهذه البلاد وقيادتها,, وهو السور الذي أوصى به عمر بن الخطاب رضي الله عنه ذلك الوالي وهي قبل ذلك وصية الله والنبيين وكل الصالحين.
والله يحفظنا ويحفظ لنا أمتنا وقيادتنا الحبيبة.
قتيبة بن حمود السعدون مدير تخطيط المناطق المحمية الهيئة الوطنية لحماية الحياة الفطرية وإنمائها
|
|
|
|
|