|
| الشباب و الزواج
الشباب مرحلة التطلع واختمار الطموحات المبدعة، وهي للكبار بمثابة الخازنة لأجمل الذكريات وأحلاها، ولذلك فإن هذا الإصدار الإعلامي الذي اختارت توقيته المجلة ليكون متزامناً مع آخر موسم الصيف في القرن العشرين ، محاولة موفقة لمناقشة قضايا الشباب الاجتماعية برؤية اقتصادية.
وفي اعتقادي أنه لا سبيل إلى فهم مقاصد الشباب وتطلعاتهم وهموهم إلا بالاقتراب منهم أكثر فأكثر ، ومشروع الزواج هو من أجمل السير والمواضيع التي يسهل تبادل الحديث حولها لأنه يعتبر من أهم محطات التحول في حياة الإنسان عند كل شخص من الجنسين.
ولذلك فإن اختيار هذا الموضوع قد أتاح لنا ولهم تداول شأن هام ومدخل ضروري يطل على قضايا أخرى في مقدمتها العمل على تفعيل وترغيب الشباب للعمل في قطاعات الأعمال الأهلية وتجميل قيم العمل والانتاج والاجتهاد لزيادة الدخل والذي يؤدي إلى مساعدتهم في إكمال والاستعداد لمشروع الزواج بالكيفية والمستوى الذي يريده الشاب أو الشابة.
على أبنائنا أن يدركوا بأننا أمام تحولات اجتماعية واقتصادية ضخمة تنتظم العالم ، ويبدو أن القرن القادم لن يتيسر التعامل معه إلا لمن ملك ناصية العلم والمعرفة وخبر أسرار أدواته التقنية السريعة والمعطيات المتجددة على مدار الساعة وأملنا في الجيل القادم أن يكون في مستوى هذه التحديات الكبيرة.
وهذا ما سعدنا بالاستماع إليه عبر استطلاعات هذا الملف الإعلامي وخاصة ميل الشباب الواضح إلى عدم الركون لعائد إنتاج الآباء وعدم رغبتهم في بدء مشوار الزواج وبناء الأسرة الخاصة بالاعتماد على غيرهم فهذه من أهم القيم الإيجابية التي بدأنا نلمسها في العديد من شرائح أبنائنا الشباب ، بالإضافة إلى نبذهم لمظاهر البذخ والمباهاة الوهمية ورغبتهم في حصر نفقات الزواج في الضروريات والأساسيات المتعارف عليها.
وأمنيتي إلى مختلف أجهزة الإعلام المقروءة والمسموعة والمرئية أن تبادر بطرح الموضوعات والقضايا الاجتماعية التي تقرب المسافات بين الأجيال وتتيح فرص الاستماع والمناقشة بين الآباء والأبناء لتساعد على انسياب الخبرة وتسهيل إرساء المنطلقات المشتركة للبحث عن الحلول لقضاياهم الاجتماعية والاقتصادية.
وأخيراً فإن إصدار ملف للشباب قد أتى منسقاً مع الإصدار الذي سبقه والذي تناول هموم السياحة الداخلية فكلاهما يهتمان بالأنشطة الصيفية وكذلك الشبابية وبالتالي فإن من الواجب الإعلامي في مثل هذه المواسم التركيز على دعوة الشباب للتعرف على بلدهم والانتقال في أرجائها ومعالمها لما فيه من مكاسب اجتماعية واقتصادية.
* عن تجارة الرياض .
|
|
|
|
|
