| محليــات
وصل الأمين العام للأمم المتحدة إلى بيروت أمس وسط موجة عالية من الغضب والانتقادات الحادة لتعجله إعلان اكتمال الانسحاب الإسرائيلي من جنوب لبنان وإبلاغه مجلس الأمن بذلك مما دفع المجلس الى المصادقة على ذلك!
وتثور شكوك قوية حول الأسباب غير المعلنة التي دفعت عنان للإقدام على إعلان اكتمال الانسحاب في وقت كان الخبراء فيه ما يزالون يواصلون أعمالهم للتحقق من ذلك!
وأمس تعززت هذه الشكوك بعد أن أكد مصدر لبناني ضمن فريق الخبراء الذين يتعاونون مع خبراء الأمم المتحدة في عملية التحقق من اكتمال الانسحاب الإسرائيلي أكد المصدر اللبناني أن إسرائيل لا تزال حتى أمس تحتفظ وبمعنى أدق، تحتل 13 نقطة حدودية داخل أراضي لبنان وهناك أمران يثبتان صحة ذلك:
الأول: استئناف ضباط لبنان وخبراء دوليون أمس الاثنين لعملية التحقق من اكتمال الانسحاب الإسرائيلي.
ويجيء استئناف العمل في هذه المهمة بعد ثلاثة أيام من إعلان كوفي عنان اكتمال الانسحاب الإسرائيلي من جنوب لبنان!!
الثاني: أنه في يوم 9/ يونيو الحالي تظاهر سبعة آلاف لبناني يطالبون بسبع قرى لبنانية ضمتها إسرائيل إليها عام 1948م.
وكانت تظاهرتهم أمام بوابة الرامية على بُعد 40 كيلاً شرق بلدة الناقورة وتلك القرى لبنانية كانت داخل الحدود اللبنانية لعام 1923م.
وقد أرسل سكان هذه القرى ومن بينها قرية لغجر التي قسمتها الحدود الجديدة التي رسمها خبراء الأمم المتحدة برئاسة لارسون، أرسلوا برقية بالفاكس إلى تيري لارسون يقولون فيها: (إن قريتنا ملكنا منذ مئات السنين ولدينا وثائق رسمية تثبت هذه الحقيقة، مثل وثائق ملكية الأرض التي ترجع الى العام 1901، وبطاقة هوية وتصاريح بناء منذ عام 1955م).
وتجاهل لارسون هذه البرقية ومضى في خطته لإعادة رسم الحدود اللبنانية/ الإسرائيلية مسقطاً من اعتباره حدود عام 1923م، لأسباب ما زالت غير معروفة، وإن كان هدفها هو تحقيق مصلحة إسرائيلية بحجة (الأمن الحدودي)!
وأول أمس سبقت زيارة كوفي عنان للمنطقة إشاعات روّجتها دوائر إعلامية معيّنة خاصة في إسرائيل تزعم أن لبنان سحب اعتراضاته على خط الحدود الذي وصفه قادة لبنان بالوهمي!
وسارع لبنان بلسان رئيسه إميل لحود وبلسان رئيس حكومته سليم الحص إلى نفي هذا الزعم بقوة والذي قصد به التشويش على اللبنانيين، بدليل مبادرة إسرائيل الى الترحيب بخط الحدود الجديد الذي اعتبرته - إسرائيل - أمراً واقعياً وقائماً! وجولة عنان الحالية هدفها واضح وهو كسب التأييد لخط الحدود الوهمي الذي رسمه تيري لارسون وخبراؤه دون اعتبار للاعتراضات اللبنانية التي لم تجد حتى الآن أُذناً صاغية لا من كوفي عنان ولا من تيري لارسون ولا حتى من مجلس الأمن الذي صادق على خط الحدود الوهمي الجديد بالرغم من أن إسرائيل ما زالت موجودة في 13 نقطة داخل الأراضي اللبنانية!!
|
|
|
|
|