|
| مقـالات
ليس عيباً بأن نقول إننا في الماضي رغم أنني مصرفي قديم اسمياً لم نكن نعرف الكثير عن القضايا المصرفية وأهمها تطور العمل المصرفي في العالم ودخول عناصر التشجيع على التعامل المصرفي ليس لأننا فقراء إلى الله ومن العالم الثالث, إنما لكون تعاملنا المصرفي محدوداً, فالتاجر على سبيل المثال كان يمتطي بعيراً إلى أقاصي الدنيا كانت بلاد الهند هي المقصودة في الغالب من أجل أن يتبضع ثم يعود محتملاً المشاق الكثيرة إذ لم تكن الاعتمادات المصرفية معروفة لأن تواجد البنوك كان محدوداً, وحتى لاندخل في متاهات ليس هنا مجالها عن إنشاء البنوك وتناميها لاحقاً أتوقف عند موضوع الائتمان الذي يمثل هذه العناصر من الاغراءات المصرفية للتعامل مع البنوك حيث انك تحمل بطاقة صغيرة في جيبك توفر لك الأمان عن نقل النقود التي قد تعرضك للخطر في ربوع الدنيا التي انتفى فيها الأمان ولم تعد بعض الدول تستطيع السيطرة على جماعات الارهاب أو الخارجين على النظام فيها, وعن طريق هذه البطاقة الصغيرة والأنيقة تستطيع أن تبتاع ماتريد من التسوق حسب ما أعطي لك من تسهيلات وتخرج من أي متجر محملاً بالبضاعة التي تجعل اللصوص الذين لايبتعدون كثيراً عن أماكن التسوق ذات الإغراء العالمي والتي يتعامل معها العرب بالذات مشدوهين كيف أن هذا المشتري المتخم قد أفلت من أمامهم بمثل هذه الأموال التي يملكها.
فالبطاقة الائتمانية بهذا المعنى قد تكون بديلاً عن النقد أو بالأحرى تحل محله في تسهيل التسوق بعيداً عن أي ملابسات, على أنها أي البطاقة قد تكون كارثة حين لاتستعمل كما يجب لاسيما إذا كان يصطحب الرجل أفراد اسرة كبيرة تغريهم المعروضات عند التسوق فتنهال الطلبات وتتكدس البضائع عند باب المتجر لتكون الطامة الكبرى عند العودة إلى المصرف الذي منح تلك البطاقة والضحية بطبيعة الحال هو الرصيد الذي سوف يختفي في زاوية ضيقة.
والبطاقة بالمناسبة لها مواقف غريبة فهي أحياناً تنقذك من الإحراج بأن تمرر تجاوز رصيدك, وهذه الحالة النادرة أفادني بها صديق إذ قال غير مصدق تصور أن البطاقة التي أحملها اتصفت بالمرونة ذات مرة وأنقذتني من موقف محرج وأنا في الخارج حين سمحت لي بسحب مايزيد عن رصيدي بمبلغ من المال فهل يمكن ان يحدث هذا لبعض البطاقات إذ تتصف بالمرونة القائمة علىحسابات غير متوقعة مثل أن يكون لها حس إنساني تتحمل هي البطاقة الآلية تبعته, هذا مايمكن أن يحدث في حالات شاذة جداً تكون البطاقة مسئولة عن هامش معين, انه مجرد توقع قد يتحقق مستقبلاً بشروط ضاغطة جداً حتى لايتمرد الفرد على إمكانياته المالية إلا في المواقف الصعبة جداً مثل أن يكون في الغربة بعيداً عن وطنه فلا يجد من ينقذه إلا سفارة بلده.
للمراسلة ص,ب6324 الرياض 11442
|
|
|
|
|
