** لن أنسى دموع علياء تلك التي رحلت في مطلع 1991
تركت المملكة قافلة إلى بلدها اليمن الذي لا تعرفه,.
ولدت هنا علياء,.
وتعلمت هنا,.
وشربت من ماء هنا وأكلت من أشجار هنا .
كانت حزينة
مثل كل الأشجار التي حزنت في الجنوب,.
ومثل كل زهرات الوادي التي ذبلت,.
ومثل كل قطرات المطر,.
التي بكت,.
كانت تبكي الجرح
الذي لم تفتحه هي,.
فتحوه هناك بانسياق غريب
لكنها هي من تألم هنا,.
لملمت أشياءها
وذكرياتها,.
وكتبها ودفاترها,,
وحقائبها الأنيقة
حملت كل وجوه الرفيقات ورحلت,.
بكت علياء,.
حتى جف الدمع من عينيها
فلم يعد لعينيها ماء يقطر
ويبلل وجنتيها,.
وصار لها قلب يبكي
وينتحب,.
قالوا لها على الحدود
ابصقي على الأرض حين تخرجين
ولكنها لم تستطع,.
فالأرض هي منابت حلمها,.
هي تربة قلبها,.
هي شجنها وعشقها,.
تركت يد الغض الذي صفعها
علامة في وجهها
لكنها علامات أرحم مما يطلبونه منها
هل تبصق على تربة الطفولة والأحلام؟
هل تبصق على أرض
تخطو عيها الصديقات
والرفيقات والمعلمات والجارات,,
رحلت علياء وطويتها في صفحات الذاكرة.
وحين وقعت معاهدة الاتفاق نسيتُ كل البشائر
السياسية والاقتصادية والاجتماعية
** وذكرتُ علياء,.
علياء هي التي ستفرح بالاتفاق,.
هي التي ستلتمع عيناها بالبهجة مجدداً
هي التي ستستيقظ الأحلام
في مداخل قلبها مجدداً
علياء هي التي ستزغرد في أواسط صنعاء للاتفاق
وهي التي ستلملم الأشياء
مجدداً
لكي تقبل الأرض وذرات التراب
وتعيد للقلب أفراح الصبا والطفولة
** لم تكن الاتفاقية الخيّرة هي
نصراً سياسياً للدولتين
بل هي ذات أبعاد اجتماعية أكثر مما هي
سياسياً واقتصادياً
لقد عاش الشعبان وتمازجا
حتى تداخلت أحلامهما,.
وتشكلت ثقافتهما
وجاءت الحكومتان بعقليتهما الناضجة
لتعيدا المياه الى مجاريها الصافية
وتُسكت كل هواجس الخوف
التي رانت على القلوب سنوات طويلة
وبشراك ياعلياء
فلكِ الآن ان تفرحي
ولكِ الآن ان تفتحي الحقائب
لتنثال منها كل الأحلام
المخبأة
وكل الوجوه
المعبأة!!
عنوان الكاتبة البريدي: ص ب 26659 الرياض 11496.
|