أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Monday 19th June,2000العدد:10126الطبعةالاولـيالأثنين 17 ,ربيع الاول 1421

الطبية

الخيارات المتاحة لعلاج وهن العظام
د, يوسف صالح *
هناك أدوية الآن تقوم برفع كثافة العظام وتمنع الكسور بإذن الله، العلاج بالهرمونات الانثوية لتعويض نقص الاستروجين بعد سن اليأس هو الأفضل.
عقار فوساماكس : أحدث إضافة لعلاج وهن العظام هذا العقار على درجة عالية من الكفاءة لعلاج المرض.
استعرضت معك عزيزي القارئ في اللقاء السابق بعض المظاهر الاساسية لمرض هشاشة العظام والمشاكل التي قد تترتب على هذا المرض الصامت الذي ينخر العظم ويجعله هشاً طرياً قابلاً للكسر حتى بدون أي عوامل خارجية في بعض الأحيان وفي هذا الجزء سأستعرض معكم بعض أنواع العلاجات التي يمكن استعمالها لعلاج المرض.
وقبل ذلك فلا بد من التنويه أن نسبة حدوث المرض في ازدياد بالغ وتكاليف العلاج من أدوية والحاجة إلى دخول المستشفى لفترات طويلة وربما الحاجة لعمل تغيير لمفصل الورك جراحياً وما قد يترتب على ذلك من مشاكل وفقد المريض لقدرته الطبيعية للقيام بأمور حياته الروتينية، كل ذلك يجعل المريض على درجة عالية من الأهمية الأمر الذي يدعو إلى اتخاذ كافة الوسائل لمنع حدوثه في المقام الأول، وتأتي بعد ذلك أهمية المتابعة الطبية من شخص متخصص لعمل الفحوصات اللازمة مخبرياً وشعاعياً ومن ثم وضع خطة العلاج المناسبة.
إن مانسبته أكثر من 40% من السيدات بعد سن اليأس هن عرضة للإصابة بوهن العظام وهذه نسبة عالية جداً، يجب التصدي لها بكل الوسائل المتاحة, وفي عام 1990 بلغ مجموع الكسور الناتجة عن المرض في العالم مايقارب ال1,7 مليون كسر كما أن التأثير الاقتصادي للمرض كما أسلفت لايستهان به، فسنويا يكلف المرض حوالي 10 بلايين دولار أمريكي كل سنة في الولايات المتحدة، وإذا استمرت كسور مفصل الورك على معدلها الحالي في الولايات المتحدة فإنه من المتوقع أن تصل التكلفة إلى 62 بليون دولار بحلول العام 2020م.
وعودة مرة أخرى عزيزي القارئ إلى أهم العلاجات المتاحة لعلاج مرض وهن العظام وسأبدأ أولاً بالعلاج بالهرمونات التعويضية لنقص الاستروجين :
1- العلاج بهرمون الاستروجين+ البروجيسترون:
كما ذكرت في المقال السابق فإن نقص الاستروجين في جسم المرأة بعد سن اليأس له تأثيرات كثيرة فبالإضافة إلى التدهور في كثافة العظام التي تحدث لكثير من السيدات بعد سن اليأس، فإن تأثير هذا النقص يتعدى ذلك ليشمل كل أجزاء الجسم وبخاصة الشرايين المختلفة ومنها الشرايين الناجية التي تقوم بتروية عضلة القلب, هذا النقص يجعل السيدات عرضة للجلطات الشريانية المختلفة ومنها جلطات القلب والمخ, كما أن هناك تأثيراً كبيراً لنقص الاستروجين على الجهاز التناسلي والبولي وكذلك الجلد وظهور الكثير من التجاعيد عليه كما تحدث هناك تأثيرات نفسية عكسية لهذا النقص وازدياد كبير في نسبة التعرق تحدث على شكل نوبات شديدة.
إن كل هذه التأثيرات يمكن وضع حد لها أو منعها بشكل كامل إذا تم تناول هرمون الأستروجين في صورة حبوب أو لصقات توضع على الجلد ويتم تغييرها كل 24 ساعة ويلزم التنويه إلى أنه من الضروري أن يتم استخدام العلاج الهرموني تحت اشراف طبي مباشر ومتابعة مستمرة لمنع حدوث اي مشاكل تترتب على هذا العلاج.
إن استعمال العلاج الهرموني له تأثير كبير على كثافة العظم إذ يمنع هذا العلاج التدهور في الكثافة، كما أنه قد يزيد في هذه الكثافة إلى حد 5% مقارنة مع التدهور الحاصل لدى السيدات اللاتي لم يستعملن الهرمونات .
2- عقار فوساماكس :
يعتبر هذا العلاج أحدث إضافة الى الأدوية المتوفرة لعلاج وهن العظام ويمكن استعمال الدواء لعلاج مرض وهن العظام، كذلك يمكن استخدامه لمنع حدوث المرض لدى اولئك المعرضين بصورة كبيرة للمرض، مثل المرضى المستعملين للكوريزون لفترات طويلة.
ومن الممكن رفع كثافة العظم إلى مايقارب 7% مع استعمال هذا الدواء ومنع حدوث كسور بإذن الله بنسبة قد تقارب ال50%
ومن المهم أخذ الدواء تحت اشراف طبي إذ أن هناك طريقة معينة لأخذه لمنع حدوث تأثيرات جانبية وأهمها تقرحات المعدة والمريء.
وتجد الإشارة الى أهمية أخذ كمية مناسبة من الكالسيوم وفيتامين مع أي عقار يستعمل لعلاج وهن العظام.
وهناك أدوية أخرى يمكن استعمالها لا يتسع المجال لذكرها في هذه العجالة ومنها عقار الكالسيتونين الذي يعطى على شكل بخاخ في الأنف ولها تأثير مخفف للألم للمرضى المصابين بكسور العمود الفقري المؤلمة .
أن الكسور الناشئة عن المرض تنتج في معظم الأحيان عن السقوط المفاجئ ولذا فمن المهم محاولة منع مثل ذلك السقوط والانتباه وأخذ كل الحيطة والحذر الممكنين لمنع سقوط قد يؤدي إلى كسر لا قدر الله.
وبعد عزيزي القارئ كانت هذه عجالة بسيطة عن مرض ينخر في عظام المصاب على مدى سنين طويلة، ويؤثر على الملايين من الناس في أرجاء المعمورة، وله تأثيرات سيئة جداً على الشخص المصاب، وأرجو أن تساعد هاتان المقالتان على التوعية الصحية عن هذا المرض.
مع تمنايتنا للجميع بصحة جيدة وعظام سليمة قوية خالية من أي هشاشة أو وهن.
* استشاري باطنة وغدد وسكر
الزمالتان العربية والبريطانية للطب الباطني

أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved