| عزيزتـي الجزيرة
لقد اعتدنا سماحتك تسهيلك للصعاب التي تعترضنا, مساندتنا في الأزمات النفسية, ثم قل حضورك, إلى أن ندر، بل انتهى,.
وكلنا أمل لأن تعودي، ونظفر برؤيتك، والاحساس بجوك الحاني.
كنا نسأل بإلحاحٍ وشوق، رغبة في الاطمئنان على صحتك, حيث علمنا أن المرض عاودك، وبت في تنقلٍ بين البيت والمستشفى.
وماذلك الشحوب في الوجه، وانطفاء الابتسامة، والخطى المتثاقلة في أيامك الأخيرة بيننا إلا شاهد صدقٍ على ما يضنيك، وبرهان على ما تعانين,وفي السبت الأول من هذا العام الهجري الجديد, دخلت المدرسة مبكرةً ، فلم أجد إلا المساعدة الأولى تحادث طفلتها, هرعت إلى دفتر التوقيع لأسجل وقت حضوري المبكر الذي كنت تأملينه مني ومن بعض زميلاتي في بعض الأيام.
دخلت إحدى زميلاتي فلمحت الدموع في عيني المساعدة, سألتها مستغربةً:
مابك ؟ مالأمر؟,, فقالت لها الخبر الذي كنا ننتظر خيراً منه والله أعلم منا بالخير فصرخت زميلتي، وطرحت بنفسها على أحد المقاعد باكيةً, حوقلت أنا واسترجعت، أحنيت رأسي حول الدفتر وبكيت ومواقفك تمر أمامي سريعة, ومر اليوم كئيباً يعم فيه الحزن والأسى قلوبنا، والدموع تذرف من عيوننا، وألسنتنا تلهج دعاءً لك بالرحمة والمغرفة.
توالت رنات الهاتف وتتابعت، أمهات يأملن عكس ما نقلته بناتهن ولكن يواجهن بالخبر اليقين فيبكين حسن خلقٍ وروعة إدارة، كما بكت طالبات مدرستك اللاتي تخرجن إلى مراحل أعلى, وحزنت لموتك موظفات سابقات أجبرتهن ظروفهن على استبدال مدرستك بأخرى, عدنا في اليوم التالي، ولم يبدد حزننا إلا وعظ إحدى الأخوات المشرفات الخيرات التي قيظها الله لنا زائرةً للمدرسة، لتروي شفاف قلوبنا بعزائها، وتذكيرنا بالدار الآخرة، وأن الموت مآل كل حيٍ، ودعت ودعونا لك بالمغفرة والجنة، وأن يوفق الله بطانتك ويجعلها خير خلفٍ لخير سلف.
مديرتي الغالية:
لقد قرب رحيلي عن المدرسة، وأزف وقت فراقي لها , ولا أدري هل إلى إحدى دور التعليم في الدنيا, أم إلى الدار الآخرة؟ وعادتي إزجاء شكري إلى مديرتي على ماحظيت به من حسن معاملة واعتذاري عما بدر مني من تقصيرٍ أو تأخير,, ذلك شيء يمليه علي الواجب قبل الطبع والتهذيب,, فلن أتخلى عن ذلك لأنك لن تقرئيه، ولن تسمعيه, بل سأرفعه إلى الله دعاءً صادقاً لك بالرحمة والمغفرة، وأن يعوض أبناءك وبناتك فقدك صلاحاً وتوفيقاً وسعادة، وبراً بك، وبأبيهم، وأن يجمعنا بك في جنات الفردوس مع والدينا وذرياتنا وجميع المسلمين، إنه سبحانه سميع مجيب.
المعلمة: حصة العسكر الابتدائية المائتان بالرياض
|
|
|
|
|