| محليــات
وسط شعور فلسطيني عميق بالاحباط، بسبب ما عبّر عنه الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات بقوله: (إن الإسرائيليين غير جادين في التوصل إلى اتفاق سلام) تزور وزيرة الخارجية الأمريكية مادلين أولبرايت منطقة الشرق الأوسط هذا الأسبوع في إطار جهد أمريكي مكثف لتحريك عملية السلام.
ومصدر الاحباط الفلسطيني هو مماطلة إسرائيل في الوفاء باستحقاقات الانسحاب الثالث وبحث القضايا الحساسة المتعلقة بالوضع النهائي.
كما أن هذا الاحباط يرجع في جزء منه إلى ضعف إن لم يكن انعدام الضغط الأمريكي على إسرائيل، بل إن غياب هذا الضغط على إسرائيل يشجعها على المزيد من المماطلة والمناورة ومحاولة القفز على جميع الاتفاقات المبرمة بينها وبين الفلسطينيين في محاولة منها للحصول على الارض والأمن والسلام بدون مقابل للفلسطينيين.
ولولا ضعف أو غياب الضغط الأمريكي على إسرائيل لما جرؤ وزير خارجيتها ديفيد ليفي على الاعلان بصوت عالٍ عن أن إسرائيل لن تنفذ المرحلة الثالثة من الانسحاب، ولما تبرع بوضع مواصفات لحجم وسيادة وحقوق الدولة الفلسطينية التي يعلم أن الرئيس الفلسطيني أكد أكثر من مرة على أن إعلانها سيكون في شهر سبتمبر المقبل وأن المجلس الوطني الفلسطيني بصدد صياغة قانون إعلان الدولة في الموعد المقرر.
ونخشى أن نقول إنه ما لم تأتِ أولبرايت إلى المنطقة بجديد أمريكي يلزم إسرائيل باحترام توقيعاتها على الاتفاقات المبرمة مع الفلسطينيين فإن النتيجة ستكون صفراً وخصوصاً بعد أن أعلن الرئيس عرفات أمس بأن القمة الثلاثية التي ستحاول أولبرايت الترتيب لعقدها (فلسطينية/ إسرائيلية/ أمريكية) ستكون بلا جدوى، ولا مبرر لعقدها طالما أن إسرائيل غير جادة في مباحثاتها مع الفلسطينيين للوصول إلى اتفاق سلام عادل يحقق طموح الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة.
كما أن زيارة أولبرايت للمنطقة تتزامن مع نقل المفاوضات من واشنطن بعد فشلها هناك واحتمال استئنافها غداً في القاهرة.
فهل تضع زيارة أولبرايت للمنطقة حداً لمماطلات إسرائيل، وتدفعها دفعاً لتنفيذ ما التزمت به للوصول إلى سلام مع السلطة والشعب الفلسطينيين؟
نأمل ذلك.
الجزيرة
|
|
|
|
|