| الثقافية
والوهم بطبيعته ليس بمرض عضوي يمكن تشخيصه ومعالجته بالعقاقير الناجعة وانما هو مرض يسري في العقل والذهن فيهدم الجسد ويضعفه عن طريق تصورات ووساوس تضرب في اعماق النفس لتطبع في داخلها تأكيدات بان جسمها ليس سليما وان عدم الشكوى من مرض معين لا يعني ان الجسم صحيح وانما هناك مرضا يدب دبيبا خفيا سيفاجئها لامحالة وبهذا التصور تدخل النفس في دائرة نستطيع تعريفها بانها محطة انتظار لمرض قادم يتحرك بسرعة بطيئة.
وعلماء النفس لم يقفوا امام هذا المرض الذي يفتك بالملايين من البشر مكتوفي الايدي وانما هم يسعون بكل جد ونشاط في طرح الاساليب التي تصف طبيعة الوهم وتحذر من سوء تأثيره,, ومن الاقوال التي تعزو اسباب وجود الوهم او بالاصح تغلغله في النفس,, قولهم: ان الفراغ الروحي هو العامل الرئيسي الذي يمكن الوساوس والاوهام من الاستيلاء على النفس والمشاعر استيلاء يعكس فيها السرور ويحيله الى حزن والفرحة الى بؤس, والنور الى ظلام, وبالتالي القوة الى ضعف ينتهي الى نقطة الانهيار الكلي.
ولقد هبت اقلام غير اقلام علماء النفس للمساهمة في علاج هذا المرض الخطير وذلك كأقلام الشعراء الذين اخذوا دورهم في وصف اخطاره فمن اولئك الشعراء الشاعر ممد طاهر الجبلاوي الذي نظم قصيدة في الوهم قوامها عشرين بيتا, يقول في ابياتها الاولى:
تعالوا أيها الأطفال عندي لأضحككم على هزل الوجود حياة جد ما فيها مجون وأحلام تمثل في هجود اخال سعادتي فيها وبؤسي ولم أك بالشقي ولا السعيد |
ومنها قوله:
ألا يا أيها الوهم اعترافا بعرس علاك والملك المديد ملكت زمام هذا الخلق طرا ولم تحتج لنار أو حديد تحاربك العقول بكل علم وتظفر ما أردت بلا جنود ولو ظفرت لكان الفوز هلكا على الدنيا وفوزا للحود ولولا فيك للدنيا قوام وعز لانتهي امر الوجود |
|
|
|
|
|