| مقـالات
في هدوء العقلاء، وصمت الولاة العظماء، وادارة الساسة الحكماء، وقعت القيادتان السعودية واليمنية معاهدة الود والاخاء معاهدة صفاء السريرة، ونقاء الخواطر, تلك المعاهدة التي طال انتظارها فجاءت موادها بعد أن نضجت على نار هادئة، فأذهبت ما لايراد بقاءه، وأبقت ما لذ وطاب، بعد جهود حثيثة وفقها الله وجاءت محققة لآمال الشعبين اللذين كانا يرقبان عن كثب ويدعوان سراً وجهراً أن يوفق الله عز وجل القادة الى ما فيه خير البلدين.
وكم حاول غلاة الصحافة ان ينتزعوا كلمة يفسرونها حسب أهوائهم من أحد القادة أو رجال الصف الثاني أو الثالث أو من صناع القرار في أي من البلدين الشقيقين, ولكن تفاهم الحرم الحرام كان يخيم بظلاله على القيادتين فلم يظفر الغلاة بشيء حتى انه في كل يوم وفي كل مناسبة كان الجميع يرد على الاسئلة التي تحمل في ظاهرها مجرد السؤال وفي باطنها ما لم يعلمه من البشر غير السائلين كانوا يردون بكل ما هو مهدئ، وبكل ما هو حقيقي من أننا شعبان شقيقان يسعيان إلى حل جميع ما يعترض الأخوة الصادقة.
ولقد فضلت القيادتان عدم تعريض الغسيل للشمس والهواء الا بعد أن أصبح ناصعا نقيا خاليا من الشوائب، ولبساه معا في عرس هادئ تخيم عليه المودة وصدق النوايا والتوجه قبل صدق التعبير، وهكذا انتهت مشاكل الحدود بين المملكة العربية السعودية والجمهورية اليمنية حينما نهج البلدان الطريق الصحيح في التفاهم بهدوء وعقل وحكمة وروية وتضحية كل منهما من أجل شقيقه.
فليهنأ الشعبان، ومن هؤلاء الرجال فليتعلم غيرهم الأثرة والمحبة ورأب الصدع، فكم خفف دفء الجنوب صقيع الشمال، وكم خففت نسائم الخزامى لهيب الجبال، فالتقيا بردا وسلاما على يد الحكومتين والشعبين الشقيقين, فتهنئتي الى كل محب للسلام والوئام، والى مثال آخر من أمثلة الود والاخاء والوفاء.
* مدير عام مكتب التربية العربي لدول الخليج
|
|
|
|
|