| مقـالات
منذ أسبوعين كنت في اليمن لأول مرة مشاركا في حضور ندوة علمية، ولكن أهم ما عدت به هو ما وجدته من حب من أبناء اليمن للمملكة وأبنائها ووثقت أن شعبا لديه ذلك الإكبار والإعزاز لبلادنا الذي يقابل بمثله في المملكة؛ لن تكون العلاقة مبنية إلا على أوثق أواصر الأخوة.
نحن في المملكة ننظر لليمن على أنها المهد الأول للعروبة في القرون الأولى، وأنها بقيت بعد الهجرات العربية مهدا للأصالة العربية، وقد وجدتها كذلك، وحمدت الله على ذلك فالجزيرة العربية بكل دولها ما زالت وستظل إن شاء الله مأرزاً للتقاليد العربية المبنية على الشيم والأخلاق الكريمة.
وعندما سمعت نبأ توقيع معاهدة الحدود الدولية النهائية والدائمة برا وبحرا بين البلدين يوم الاثنين الماضي سعدت به أكثر من سعادتي بمناسباتي الشخصية السعيدة، وما لقيت أحدا أو سمعت منه حديثا حول الموضوع إلا وجدت منه الشعور نفسه، فقد كان إغلاق ملف الحدود بين البلدين أهم حدث في تاريخ بلادنا بعد احتفالها بالذكرى المئوية، ذلك أن الخلاف الحدودي بين البلدين بقي جرحا مؤلما لكل محب للبلدين.
وبإغلاق ملف الحدود السعودية اليمنية تكون بلادنا قد أنهت ملفات حدودها مع 7 دول عربية، ولم تعد لدينا أي مشكلة حدودية مع أي دولة، والشيء الذي يكتب بمداد من ذهب لمسؤولي بلادنا أن جميع ترسيمات الحدود مع جميع الدول انتهت بالتفاوض السلمي الأخوي، وليس ذلك بغريب فنحن بلاد السلام والإسلام.
لقد أثلج صدورنا أن توقيع معاهدة الحدود السعودية اليمنية جاء مخيبا لكل آمال أولئك الذين ظنوا أنهم سيسعرون عداوة بين البلدين، وكانت حكمة القيادتين في البلدين عند آمال الشعبين، ورد الله كيد الحاقدين في نحورهم بحكمة الرجال وصدق التوجه، وثبت أن الذين يصطادون في الماء العكر لن يجنوا إلا الخيبة.
هنيئا للقيادتين ولشعبي البلدين بهذا الحدث التاريخي الذي تأخر، ولكنه جاء نهائيا ودائما وشاملا للحدود البرية والبحرية ومثلجا للصدور، والحمد لله على فضله.
* للتواصل: ص,ب: 45209 الرياض 11512 الفاكس 4012692
|
|
|
|
|