أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Monday 19th June,2000العدد:10126الطبعةالاولـيالأثنين 17 ,ربيع الاول 1421

مقـالات

تعقيب على مقالة الأستاذ منصور الخريجي حول ما كتبته عن ترجمته لكتاب رونكيير 2 - 2
د,عبدالله الصالح العثيمين
أوضحت في الحلقة السابقة سبب حديثي عن أستاذي منصور الخريجي وثنائي عليه، كما أوضحت سبب اعتراضي على تغييره اسم عنوان الكتاب الذي ترجمه، وضعف دفاعه عن ذلك التغيير، وسأواصل في هذه الحلقة ذكر ما لم يوفق فيه الأستاذ في تعليقه على قراءتي للكتاب الذي ترجمه.
1 كنت قد بيّنت بعض الأخطاء الواضحة في أسماء بعض الأماكن الواردة في الترجمة؛ وذلك نتيجة نقلها من حروف لاتينية إلى حروف عربية، كما بيّنت كثيراً من الأخطاء النحوية.
وقد عقب الأستاذ منصور على ذلك في تعليقه قائلا:
عذري هو أن المسؤول في مكتبة العبيكان الذي تولى أمر الكتاب هو شاب مجتهد ومثقف أكد لي أن لديهم مختصين أكفاء في الجغرافيا واللغة العربية، وأنهم سوف يقومون بالمراجعة والتصحيحات اللازمة, وهو ما لم يحصل .
ومن الجدير بالذكر أن المترجم الكريم قد أورد كلمة قصيرة عنوانها: شكر (ص 7) من الترجمة؛ ونصها:
أود أن أقدم شكري وامتناني للأخ سليمان محمد العيسى الذي لم يبخل عليّ أبداً بوقته وجهده في كل مرة كنت بحاجة لهما, فقد ساعدني في تنقية الكتاب مما اندسَّ بين صفحاته من غلطات نحوية وقصور في التعبير كنت أقع فيه بين آن وآخر, ولا يفوتني أيضا أن أعبر عن امتناني وتقديري للإخوة العاملين في إدارة الطبع والنشر في مكتبة العبيكان لما أبدوه من صبر وأناة ومساعدة كريمة إلى أن ظهر هذا الكتاب للوجود .
فهل كان المسؤول عن الأخطاء اللغوية على الأقل صديق الجميع الأستاذ سليمان العيسى أو أحد المختصين الأكفاء في الجغرافيا واللغة العربية في مكتبة العبيكان؟ وسواء كان المسؤول عن تلك الأخطاء الواضحة الكثيرة الأستاذ سليمان أو غيره، فإن المهم لدى القارىء هو أن هذه الأخطاء موجودة في الكتاب، وقراءتي للكتاب اهتمت بالتنبيه إليها، وليس من المهم لدى القارىء مثلي أن يعرف من هو المسؤول عن وقوعها.
2 قال الأستاذ منصور:
يقول الدكتور عبدالله في مكان آخر من دراسته: أما أن أتباع الشيخ محمد أطلقوا على أنفسهم جماعة الدعوة فأمر لم أره في كتاباتهم, وهو بهذا يرد على ما قلته في مقدمتي من أن أتباع الشيخ محمد بن عبدالوهاب كانوا أحيانا يطلقون على أنفسهم الموحدون (وصحتها لغوياً الموحدين) أو جماعة الدعوة , وأنا لا أرى غرابة في إطلاق مثل هذه المسميات على أناس كانوا ضالين, ثم اتبعوا طريق الهدى الذي بينه لهم الشيخ محمد ورجعوا إلى الإسلام الصحيح .
وتابع قائلا:
وأنا أحيل الأخ عبدالله إلى كتاب بعنوان المجد في تاريخ نجد لعثمان بن بشر الحنبلي الخ,.
وكما كان تعليل الأستاذ منصور لعدم إمكانية وصف الأراضي التابعة للملك عبدالعزيز قبل اتخاذ البلاد اسم المملكة العربية السعودية بأنها سعودية تعليلاً غير موفق أو مقبول فإن رده على قولي بأني لم أر في كتابات أتباع الشيخ أنهم وصفوا أنفسهم بجماعة الدعوة غير موفق ولا مقبول, لقد أظهر الأستاذ الكريم قولي أما أن أتباع الشيخ محمد أطلقوا على أنفسهم جماعة الدعوة فأمر لم أره في كتاباتهم وكأني أرد على قوله: إن أتباع الشيخ محمد بن عبدالوهاب كانوا أحيانا يطلقون على أنفسهم الموحدين أوجماعة الدعوة ومن الواضح أني لم أشر إلا إلى اسم جماعة الدعوة ، الذي قلت عنه: إني لم أره في كتابات أتباع الشيخ محمد, أما تسمِّيهم بالموحدين فلم أنفه, فكيف يجمع الأستاذ منصور بين الأمرين؟ بل كيف يخطر على باله أنني أنفي تسمِّيهم بالموحدين وأنا من بين أناس عديدين أشاروا إلى هذا التسمّي, ويتضح هذا في كثير من كتاباتي وفي طليعتها رسالتي للدكتوراه عن الشيخ محمد، رحمه الله، بل لعل ما قاله الأستاذ منصور في مقدمته (ص 14) من تسمِّي أتباع الشيخ محمد بالموحدين منقول من كتابي عن ذلك الشيخ الجليل، وهو الكتاب الذي أشار الأستاذ نفسه إليه (ص 11) من تلك المقدمة.
3 كنت قد كتبت في قراءتي للكتاب الذي ترجمه الأستاذ منصور ما يأتي:
ومما ورد في مقدمة دي جوري وكان يجدر بالأستاذ منصور أن يعلِّق عليه أنه أشار إلى زيارة الرحالة جوار ماني إلى عنيزة سنة 1864م (1281ه) ونقل عنه حديثه عن أميرها من آل زامل قائلا (ص 31):
لم يكن لديه (أي لدى ذلك الأمير) الهدف المزدوج للاستقلال وإحياء العقيدة بدلا من الإصلاح فقط، أو على الأقل لو أخفى هدفه الثاني حتى يحصل على الأول لما وجد نفسه وحيداً في مواجهة فيصل بن سعود وطلال بن رشيد, لقد حاول أن يأتي بعقيدة تعتمد على وحدانية الله فقط مدِّعيا أن الخالق لا يحتاج إلى واسطة بينه وبين أبنائه؛ حاثاً مواطنيه على إنكار القرآن وكل الكتب المقدسة الأخرى لأن كتاب الله يقرأ من خلال أعماله, وكان هذا القول هو الذي أثار غضب العلماء المسلمين وأدى إلى هزيمته .
وبعد أن أوردت هذا النص، وأبديت ما عليه من مآخذ لغوية أبرزها سقوط لو قبل لم يكن قلت: على أن المهم، هنا، هو كلام دي جوري، الذي ترجمه الأستاذ منصور إلى العربية, فهذا الكلام كان من الأحسن إن لم يكن من الواجب ألا يترك بدون تعليق نظرا لخطورته واحتمال أن ينخدع به من لا يعرف شيئاً عن تاريخ هذا الوطن .
فجاء تعليق الأستاذ منصور على ما كتبته كما يأتي:
لا أظنني في حاجة، هنا، أن أقول حقيقة واضحة هي أن عملي مقصور على الترجمة فقط وليس على دراسة تاريخية, فأنا لست مؤرخا ولم أحاول في ترجمتي أن أفند أو أعترض أو أصحح تاريخياً أو غير تاريخي .
وغير خاف على القارىء الكريم أني لم أطلب من الأستاذ منصور أن يقوم بدراسة تاريخية, على أنه قد عبّر في مقدمته للترجمة عن نظرته إلى كتابات الرحالة الغربية، وحاول أن يقوّم ما كتبه رونكيير بالذات بصفة عامة، وأورد تعليقات قليلة في هوامش الترجمة, فهو فيما قام به لم يقصر عمله كما قال في تعليقه على الترجمة فقط, ولقد اشدت بما قام به، فقلت:
لقد أحسن الأستاذ منصور صنعاً في إيضاحه (ص 18) أن رونكيير قدم إلى الجزيرة العربية ولديه أفكار وآراء عن العرب عموما وديانتهم والوهابية بصفة خاصة، ولا مجال لتغييرها .
وكان من التعليقات التي ذكرها الأستاذ منصور على ما ورد في كتاب رونكيير تلك التي في الصفحات: 21، 27، 77 و173؛ وهي تعليقات على أمور أقل شأنا وخطورة مما ورد من كلام عن أمير عنيزة من آل زامل، الذي قيل عنه (ص 31): إنه حاول أن يأتي بعقيدة تعتمد على وحدانية الله فقط مدعيا أن الخالق لا يحتاج إلى واسطة بينه وبين أبنائه؛ حاثاً مواطنيه على إنكار القرآن وكل الكتب المقدسة الأخرى لأن كتاب الله يقرأ من خلال أعماله .
فهذا الكلام عن ذلك الأمير لا يحتاج إلى دراسة تاريخية، بل يكفي أن يقال في الهامش، مثلا، إن ما قيل أعلاه عن الأمير غير صحيح وعدم صحته من الأمور التي يعرفها العامي؛ ناهيك عن أستاذ فاضل مثل الأستاذ منصور, فكيف يعلّق الأستاذ الكريم على أمور قليلة الشأن ويستنكر إذا قيل: إنه كان من المستحسن أن يعلِّق على هذا الكلام الخطير البعيد عن الصحة؟
ولقد ختم الأستاذ منصور تعليقه بقوله:
وفي كل الأحوال على من يتصدى للترجمة أن ينقل ما يترجمه بأمانه, أما المجالات التاريخية أو أي مجالات أخرى فهي أمور مختلفة لا تدخل ضمن عمل المترجم .
وإني لأوافق الأستاذ على أن الأمانة مطلوبة في الترجمة, لكنه وقد علّق على أمور قليلة الشأن في هوامش ترجمته كان جديرا به أن يعلق على أمر خطير بعيد عن الصحة ولا يحتاج إلى دراسة تاريخية لنفيه, على أني أرجو أن في ما بيّنته في قراءتي لترجمته لكتاب رونكيير من أخطاء واضحة في أسماء بعض الأماكن والتعبيرات اللغوية ما أفاد القارىء, وأرجو، أيضا، أن يجد فيه الأستاذ منصور بالذات ما قد يشجعه على الاستفادة منه بحيث يتفادى تلك الأخطاء في طبعة الكتاب الآتية إن قُدِّر له أن يطبعه.
والله ولي التوفيق

أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved