أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Monday 19th June,2000العدد:10126الطبعةالاولـيالأثنين 17 ,ربيع الاول 1421

مقـالات

أريد أن أقول
الديموقراطية الكروية,, مطلوبة لمسارات التفاوض
خلدون السعد
ماذا تعني المماطلات الإسرائيلية للحقوق العربية المعلقة إلى ما شاء الله في الجولان والأراضي الفلسطينية المحتلة، وما تفسير أن يكون هناك ثلاثة عشر اختراقاً لاسرائيل في الحدود الفاصلة بينها والأراضي المحررة، ويصرح كوفي آنان الأمين العام للأمم المتحدة بانسحاب المحتل الكامل من جنوب لبنان!, المسألة ببساطة لا تخرج عن كونها حرباً كلامية اعلامية أنتجت فيما مضى عوائد سيادية كبيرة جداً، وأتقن الطرف الصهيوني ممارستها ببراعة يحسد عليها، بعدما أصبح الطريق أمامه ممهداً ومزيناً بالورود ومباركة الراعي الأمريكي لعملية السلام، فلا يخفى على الكثيرين تلك الأسباب التي قادت بطرس غالي الأمين العام السابق لترك المنظمة الدولية قبل اقالته بصورة رسمية، وما تردد ولا زال في شأن قيام الولايات المتحدة بتحديد هوية ومضامين القرارات الصادرة عنها، لكن عمر موسى وزير الخارجية المصري له رأي آخر فهو يحاول اقحام دور انقاذي متأخر، يقاوم سياسة الطرف الأقوى باستخدام سلاحه الخطير وربما كي يحفظ للوجه العربي ماءه المتبقي!، وذلك بعد أن شبه يوم السبت الماضي ما نما إلى علم وسائل الإعلام عن عقد قمة ثلاثية تجمع عرفات وباراك إلى جانب كلينتون، بجلسة الضغط التلفزيونية الهادفة إلى املاء الشروط والإشعار بالمطالب الواقع تنفيذها عاجلاً أم آجلاً، وأنه لا مجال وفق الآلية المشار إليها لمجرد الاعتقاد بوجود فكرة تسعى إلى اقرار مبدأ ولو واحد يكفل العمل بميزان متكافئ يضمن حقوقاً متلازمة لكافة المتخاصمين قبل الاتفاق عليه أولاً، مع اقرار مشاركة عربية خارج دائرة التفاوض تراقب سير أعماله، وبالتأكيد معه كل الحق في هذا استناداً إلى تاريخ الصراع العربي الاسرائيلي وما جرى وسيجري, أما في الجانب الآخر فقد أثبت اللبنانيون خلال الأسابيع المنقضية القاعدة الكروية المعروفة: الهجوم أفضل وسيلة للدفاع .
وكما نعلم الفريق الذي يلعب مدافعاً لا يسلم من ولوج هدف في مرماه، يغير النتيجة لصالح المنافس ويذهب بآماله بعيداً، وخبراء الكرة يقولون بأن الهدف يؤثر غالباً على معنويات اللاعبين مما يؤدي بهم إلى التخاذل فيسمحوا بمرور أهداف أخرى لا ينتبه إليها أحد!، وبالتالي تضيع الخطة ويسأل المدرب ما لم يستبدل بغيره: لماذا بدلت فلانا بفلان ولو أبقيت فلانا أو أدخلت فلانا لكان أحسن وهكذا؟! وهذه بالتأكيد ديموقراطية كروية مطلوبة لا يتمتع بها الملعب التفاوضي، ورغم اختلاف المواقف والظروف نجد الأمريكيين والإسرائيليين فعلوا نفس ما فعله الأوروبيون باحدى دول المغرب العربي في منافسات كأس العالم، عندما تركوها تتخطى الأدوار التمهيدية ثم اقصوها عن المنافسة بتعاون تحكيمي!، نحن مسلمون ومنهاجنا يقف على كل شيء ليعالج الحالة الراهنة بمعادلة بسيطة: لا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم إذن متى نغير سباتنا العميق إلى صحوة وهزائمنا السياسية والدبلوماسية إلى انتصارات, الأمر موقوف بمن يملكون حق البت في الأمور نيابة عن شعوبهم وأوطانهم، وبهم يعقد الأمل بشرط أن يقترن بالجرأة والتعاون بين أصحاب المصير المشترك لمواجهة التغيير ومحاربة سالبي الحقوق، وليكن بالأدوات الجديدة للعالم أو لنأخذ بالقديمة صاحبة الريادة والفتوحات أو تدرون ما رأيكم في ديموقراطية الكرة وبالذات في الأدوار النهائية للبطولات أليست مناسبة جداً لطريقة التفكير العربي؟!

أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved