أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Monday 19th June,2000العدد:10126الطبعةالاولـيالأثنين 17 ,ربيع الاول 1421

فنون مسرحية

كالوس
تجريبي,, مرة أخرى
فهد ردة الحارثي
تجري بي بعض صيغ السؤال التي يستخدمها بعض الزملاء العاملين في الصحافة الفنية نحو سبب استخدامات هذه الصيغ الجاهلة بطبيعة العمل المسرحي مدارسه، افكاره، الاشكال التي يتم تنفيذ العمل من خلالها,, ولعل أبرز تلك الصيغ ما يطرحه البعض بالصيغة التالية:
ما رأيك في المسرح التجريبي وهل يتناسب المسرح السعودي مع هذا المسرح,,؟ ربما صيغ مماثلة,.
هذا السؤال مع احترامي للشخص الذي يطرحه يدل على جهل شديد بواقع العمل المسرحي لأن التجريب في المسرح شيء يختلف عما يحدث لدينا وأنت لا تستطيع ان تصنف داخل هذا الإطار من كل عروضنا المسرحية التي قدمت إلا القليل النادر.
لأن التجريب عملية عسيرة ليس من السهل الوصول اليها وتحتاج الى خبرة وتواصل وجهد وعمق معرفي كبير يقودك نحو التجربة في جزئيات العمل المسرحي, ولكن الخلط الشديد لدينا جعلنا نصنف كل شيء لا نفهمه او لا ينتمي للمدرسة التقليدية مسرحيا على انه عمل تجريبي.
ويحدث كثيرا ان يصبح الملحمي والعبثي والاحتفالي والتسجيلي والفقير ومسرح الصورة وغيرها من الصيغ المنهجية الى مسرح تجريبي، ولا اعلم ما هو التجريب في الشيء المنهجي؟,, ان التجريب يقوم على تجربة في جزئيات من العمل المسرحي واخضاعها لقياس التجربة للبحث عن صيغ واشكال جديدة بغية الوصول الى حقيقة مسرحية جديدة وذلك ما لا يتوفر في مسرحنا المحلي وإذا توفر فهو في القليل النادر والجميع يعملون وفق منهجية مسرحية معروفة لمدارس مختلفة مما لا يمكن اعتباره تجريبا وبالتالي يصبح من الخطأ الواضح ان يتم الحديث عن مسرح تجريبي لدينا وان يتم السؤال حول سيطرة هذا الشكل التجريبي على مسرحنا المحلي.
كيف يمكن ان تسيطر أولا على هذا الخطأ الذي يجعل الملحمي تجريبياً والعبثي تجريبياً والاحتفالي تجريبياً وكل ذلك لمجرد ان كل عمل ليس تقليدياً يصبح تجريبياً، القضية عسيرة بالفعل والسؤال الصحفي الجاهل امتد حتى للعاملين بهذا المجال وخصوصا لاصحاب الثقافة المسرحية الهشة الذين اصبحوا يتجاوبون مع هذا السؤال ويرفضون هذا الشكل من المسرح ,, وقد مللنا تكرار الحديث حول ان المسرح قضية ثقافية وفعل نعاني بالدرجة الأولى وليس مجرد ممارسة سطحية تقع في فعل الخطأ أكثر من مقاربتها لفعل الصواب.
ولقد اشبعنا هذا الموضوع مناقشة خلال فعليات مهرجان الجنادرية العام الماضي لاننا كنا نلاحظ شيوع هذا الخطأ المسرحي وداخل هذا التصنيف غير الصحيح الذي جعل مسرحنا إما تقليدياً صرفاً او تجريبياً صرفاً,, فكل ما لا يكون تقليديا يكون تجريبيا وهنا مكمن الخطأ, مرة اخرى التجريب ياجماعة الربع موضوع آخر تماماً غير ما تتكلمون عنه وغير ماتطرحونه في أسئلتكم,, واتمنى ان يكون ذلك كافيا لتوقف هذه الصيغ من الأسئلة والاجابات.

أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved