| عزيزتـي الجزيرة
هذه المجلة تحمل اسم قائد عظيم فهي جزء مما يخلد ذكره ويجعله قائما في الأذهان دائما.
ومع أنها ليست الشيء الوحيد الذي يحمل اسم هذا القائد فيصل بن عبدالعزيز رحمه الله إلا أنها أسيَر هذه الاشياء التي تحمل اسمه، فهي تُوزع في الخارج اكثر من توزيعها في الداخل، وان كانت في الداخل ذات ذيوع جيد، ولذا ليس بعجيب ان يكون لها صداها الجيد، وان تكون ذات تأثير في ثقافة مثقفي هذا العصر.
لكن هل استطاعت مجلة الفيصل أن تحافظ على قوتها، وعلى امتدادها، وعلى منزلتها في نفوس طلاب الثقافة والمعرفة، وعلى تمثيلها ثقافة هذه الأمة.
ليس بالمنكر ان تبرز صحف ومجلات، ثم تختفي، هذا مشاهد ومعروف عند كل من له صلة بتاريخ الصحافة.
ولو فتشنا في اسباب ذلك الاختفاء لوجدنا أن السبب الاول والرئيس في اختفاء جل تلك الصحف والمجلات التي برزت ثم اختفت لوجدنا ان أهم اسباب ذلك هو المادة، ولذا فنحن مطمئنون إلى ان مجلة الفيصل لن تختفي ولن تختفي أبداً مادام وراءها هذا الرجل العظيم خالد الفيصل , لكن القضية ليست استمرار أو اختفاء.
القضية قضية تطور لا استمرار وحسب.
على ان الاستمرار يعني شيئا من القوة التي اوجدت التماسك الذي يدل على شيء من حيوية ونشاط, لكن ما مصدر الحيوية والنشاط؟ ومن أين تأتي؟ من الداخل أم من الخارج.
وإذا كانت من الخارج فهل تمثل البيئة التي تنطلق منها المجلة؟ أم أنها تكون كمن يعمل في غير أرضه؟
وبعبارة صحيحة من المسؤول عن هذا؟
ان يوجد مقال أو مقالان، أو حتى ثلاثة فأمر شبه طبيعي، وكتابنا حينا ينشرون في صحف الخارج ومجلاته ولكن هل هناك نسبة بين ما ينشره هؤلاء في صحف الخارج وما ينشره أولئك في صحفنا؟
أنا لن اجيب على هذا السؤال، ولكني أقول ان نظرة إلى جُل صحفنا ومجلاتنا وأولها الفيصل تعطيك الجواب الصحيح.
لقد تراجعت هذه المجلة، وأخذت مساحة القلم السعودي على صفحاتها تتقلص حتى باتت وكأنها مجلة تصدر في مصر أو لبنان أو نحوهما من بلاد العرب ذات الوفرة في الكاتبين.
قد تشارك مجلة الفيصل بعض من الصحف والمجلات كمثل مجلة القافلة مثلا.
لكن هل لها ما لمجلة الفيصل من الانتشار والذيوع؟ ثم هل لها من الخصوصية مثل ما لمجلة الفيصل؟
ثم هل كان لها من البداية مثل ما كان لمجلة الفيصل؟
كل هذه أسئلة تبين ما لمجلة الفيصل من منزلة في نفوس قرائها وما عليها من مسؤوليات تجاه فكر المجتمع السعودي وثقافته، بل جميع معارفه التراثية والمعاصرة؟فمتى تعود مجلة الفيصل إلى سالف عهدها وتنزع عن هذا الوهن الذي دب في صفحاتها؟ على ان هذا لا يعني انها اصبحت سيئة، لا تستحق الالتفات إليها، كلا ولكن الذي اشير إليه هو انها لم تعد كسالفها، مع ان المفروض ان تتطور اكثر لان خبرات مؤسسة الملك فيصل الخيرية قد تطورت تطورا ملحوظا، فالمفروض في المجلة ان تساير هذا التطور، لا أن تتراجع, إن زميلاتها كمجلة الحرس الوطني والمجلة العربية مثلا هاتان اللتان تزاحمانها في الذيوع لم نجد فيهما هذا الوهن الذي اصاب مجلة الفيصل,إن مجلة الفيصل ليست مجلة عادية، إنها أكبر من ذلك لا لكونها مصدرا ثقافيا جيدا، ولا لكونها نافذة جيدة على الخارج، فذلك مما تشاركها فيه وسائل ثقافية اخرى.
وإنما لكون مجلة الفيصل تحمل اسم فيصل بن عبدالعزيز وكفاها ذلك فخراً.
فهل ستعود هذه المجلة إلى ما كانت عليه لتكون خير ممثل لثقافتنا خارج البلاد,, ذلك ما نتمناه لها.
عبدالعزيز بن محمد آل حسين
|
|
|
|
|