| محليــات
*جدة أحمد العمري واس
اكد صاحب السمو الملكي الامير نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية ان ما يربط المملكة العربية السعودية والجمهورية اليمنية الشقيقة اقوى واكبر من الحدود.
جاء ذلك في كلمة استهل بها سموه مؤتمرا صحفيا عقده امس في مكتبه بجدة ألقى فيه الضوء على معاهدة الحدود الدولية النهائية والدائمة للحدود البرية والبحرية بين المملكة العربية السعودية والجمهورية اليمنية التي وقعها يوم الاثنين الماضي صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية ومعالي الأستاذ عبدالقادر باجمال نائب رئيس مجلس الوزراء وزير خارجية الجمهورية اليمنية.
وأرجع سمو الامير نايف بن عبدالعزيز الفضل لله اولا في الوصول لهذه المعاهدة ثم لخادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز ولأخيه فخامة الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية اليمنية في التصميم على الوصول الى اتفاق بين البلدين الشقيقين، مشيرا سموه الى ان عزيمتهما كانت صادقة وارادتهما قوية في ان ما يربط البلدين الشقيقين اقوى واكبر من الحدود او اجزاء تكون هناك وهناك.
وقال سموه الذي يربط البلدين الشقيقين هو الجوار والدين الواحد والعنصر الواحد وهذا يقتضي ان ينظر الى المصالح المشتركة بعمق وبنظرة اوسع واعمق لأن المصالح العليا والاستقرار وانهاء اي خلاف هو امر تقتضيه المصلحة العليا للبلدين الشقيقين .
واضاف سموه قائلا: لقد كان هناك إدراك كامل من قبل القيادتين الكريمتين تحقيقا لرغبة الشعبين العزيزين والشقيقين,, وقد كان لعزيمة وجهود سمو سيدي ولي العهد الاثر الكبير في الوصول الى الاتفاق على هذه المعاهدة .
واشار سمو الامير نايف بن عبدالعزيز الى ان صاحب السمو الملكي الامير عبدالله بن عبدالعزيز كان في لقائه بأخيه فخامة الرئيس علي عبدالله صالح في صنعاء اثناء احتفالات الوحدة في اليمن منطلقا وفق توجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز حفظه الله لسموه بأنه لا بد من الوصول الى اتفاق,, فكان هناك تصميم كبير بأنه لا بد من الوصول الى اتفاق.
ولفت سمو وزير الداخلية الى انه كان لمتابعة واهتمام صاحب السمو الملكي الامير سلطان بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع والطيران والمفتش العام اثر في تذليل الكثير من الصعاب كما كان لجهود الاخوة اليمنيين كذلك جهود تقدر.
وقال سموه: الحمد لله تم الوصول للمعاهدة التي اعلنت,, ولا شك ان هذه النتيجة ستصرف البلدين الشقيقين الى العمل والبناء والتعامل في كل المجالات .
واضاف سموه قائلا: كما تعلمون ان هناك اتفاقية وقعت بين البلدين,, وقعت قبل سنوات اتفاقية اقتصادية وتجارية,, كما ان هناك اتفاقية قديمة قبل اكثر من عشرين سنة في التعاون الثقافي,, كما وقعت بعد ذلك الاتفاقية الامنية,, والان سيكون الجهد كله موجها للتعاون في كل المجالات بما فيه خير البلدين الشقيقين,
واردف سموه يقول: آمل ان شاء الله ان نجد المشاريع المشتركة بين البلدين وبجهد أبناء المملكة العربية السعودية والجمهورية اليمنية,.
وقد اثبت البلدان الشقيقان ان ليس هناك امر الا ويمكن الاتفاق عليه,.
وقد تم تجاوز ما يطرح او يقال عن تعذر الاتفاق في هذا الامر,, ولكن نسي هؤلاء ان هناك مصالح عليا تحتم الوصول الى اتفاق,, ونسي بعض الذين اخطأوا في التصور ان هناك قيادتين قادرتين وشعبين تربطهما مصالحهما .
واكد سمو وزير الداخلية ان الذي ينظر الى العمق يدرك انه لا بد ان يتفق البلدان على اي امر كان، لافتا سموه الى ان الحدود امرها مهم وان كانت السنوات التي مرت ينظر إليها البعض على أنها كثيرة وقال: عمل مثل هذا يحتاج الى وقت مثل هذا .
واضاف سموه قائلا: اود ان اؤكد ان الثقة في فخامة الرئيس علي عبدالله صالح والتقدير كان موجودا منذ ان تم بحث الحدود,, وكنا على ثقة ان فخامته يدرك كل الادراك المصالح المشتركة,, وكنا نقدر كل التقدير حرصه على مصالح اليمن وهذا شيء طبيعي, كما انه في نفس الوقت يقدر مصالح المملكة .
ووصف سموه ما وصل إليه البلدان بأنه انجاز كبير وتاريخي للمملكة واليمن راجيا من الله ان يوفق الجميع لما فيه خير البلدين ولتحقيق الاستقرار في هذه المنطقة المهمة,
بعد ذلك أجاب صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز على أسئلة الصحفيين، فحول أسئلة عن إن كانت هذه المعاهدة لم تتعرض لأي استثناءات تخص العمالة وان كان تعطيل اتفاق الحدود في السابق سببا في أن الاتفاقات التي عقدت سابقا لم تكن ملحوظة الفاعلية وان كان توقيع المعاهدة سيؤدي إلى أن تأخذ تلك الاتفاقات وضعا نشطا بين البلدين وبالذات في مجال الاستثمار الاقتصادي ومجال الانضباط الأمني قال سمو وزير الداخلية: هذه المعاهدة كما تم الإعلان عنها خاصة بالحدود البرية والبحرية أما بالنسبة لموضوع العمالة فليس له علاقة بما تم, وكما تعلمون أن الاخوة اليمنيين محل الترحيب والتقدير بين اخوانهم وهناك مئات الآلاف يعملون في المملكة,, طبعا نحن نرحب بالاخوة اليمنيين في العمل وأنا أحث الشركات والمؤسسات وجميع رجال الأعمال بالاستقدام من اليمن .
وأضاف سموه يقول: أما بالنسبة للاستثمار والناحية الأمنية,, أولا الاستثمار ما فيه شك أن الوصول لهذه المعاهدة سيفتح أبوابا كثيرة للتعاون بين البلدين,, ونأمل أن نجد مستثمرين سعوديين في اليمن الشقيق مشاركين لاخوانهم,, كما نأمل أن نجد مشاريع مشتركة يمنية سعودية في المملكة العربية السعودية,, وبالنسبة للناحية الأمنية كما تعلمون وقعت اتفاقية أمنية ونحن متعاونون أمنيا مع الاشقاء في اليمن,, ولا شك أن توقيع هذه المعاهدة سيساعد كثيرا على التنسيق الأمني خصوصا على أمن الحدود ,, ونعتبر في الواقع أن أمن اليمن هو أمن المملكة العربية السعودية .
ورداً على سؤال حول إن كان قد تم تقديم تنازلات جوهرية من أي من الطرفين أفضت إلى توقيع المعاهدة أو أن تصفية النفوس والنوايا وتوضيح الأهداف حجم الخلاف على الأرض ووضعه في إطاره الطبيعي وان كان سموه يرى ضرورة اعلان نص المعاهدة لتوضيح الحقيقة من جهة ولإبراز الجهود التي بذلت من الطرفين لتكون نموذجا يحتذى في تصفية الخلافات الحدودية في منطقة الخليج أو في المنطقة العربية أو حتى نموذجا عالميا قال سمو الأمير نايف بن عبدالعزيز ما من شك,, كما ذكرت ان الإدراك الكامل للمصلحة العليا للبلدين الشقيقين هو الذي كانت نتيجته هذه المعاهدة,, أحب أن أقول إنه تم الوصول او تم حل كافة النقاط الحدودية بشكل جيد ومرضٍ للبلدين الشقيقين,, وأود أن أؤكد أننا في المملكة العربية السعودية كنا ولا زلنا ننظر إلى أن الحدود جسر للتواصل مع الأشقاء,, والبلدان قد كسبا الشيء الكثير من خلال هذا الإنجاز ومهما في بحر أو بر فكلنا بلدان شقيقان .
وأضاف سموه يقول: كما ذكرت أن يكون شيئا يحتذى به للدول الأخرى,, نحن نتمنى هذا الحقيقة,, وهذا هو سبيل المملكة,, وما تم التوصل إليه في الحدود مع الأشقاء يوجد فيه نفس الروح,, والمملكة دائما تميل إلى حل كل مشكلة ودفع الأمور إلى اتفاق,, وهذا ما تحقق والحمد لله مع كل الأشقاء في عمان والامارات وقطر والكويت والعراق والأردن والآن يتم مع اليمن الشقيق .
ونفى سمو وزير الداخلية صحة أن المملكة كانت هي من يضع العقبات في طريق حل مشكلة الحدود مع اليمن طوال فترة المفاوضات السابقة,, وقال سموه في رده على سؤال بهذا الشأن هذا غير صحيح,, وكون وجهات نظر أو نقاط تطرح للبحث سواء من المملكة أو من الأشقاء في اليمن فاعتقد هذا شيء طبيعي وعلينا أن نقدره,, وكنا نقدر ما يقدره الاشقاء اليمنيين ونحن كذلك نلمس منهم التقدير ولم تؤثر خلافات وجهات النظر فيما سبق على الود والتفاهم والتعاون بين البلدين الشقيقين,, المهم نحن الآن وصلنا إلى اتفاق وعلينا أن ننسى كل شيء سبق ممكن كان مؤخراً الوصول إلى هذه النتيجة المشرفة .
وفي اجابته على سؤال حول تقييم سموه للعلاقات مع اليمن ما قبل توقيع الاتفاقية وما بعدها وان كانت هناك مبادرات من قبل المملكة لإنشاء أو لدعم مشاريع معينة داخل اليمن أكد سمو وزير الداخلية أن التعاون قائم وموجود بين البلدين الشقيقين قبل توقيع المعاهدة مشيرا سموه إلى أن المعاهدة لها دور كبير في فتح مجالات أكثر في مجالات التعاون لأنها مرتبطة بالمعاهدة ولأن لها الأولوية بين البلدين.
وقال سموه أما هناك أشياء محددة هذه متروكة للبحث,, وما يطرح وأي شيء يحقق مصلحة مشتركة فلن تتأخر عنه المملكة .
ورداً على سؤال عن صحة القول بأن المملكة حلت مشاكل حدودها دون انصاف جيرانها قال سمو الأمير نايف بن عبدالعزيز أعتقد أن الواقع يكذب هذا,, الكل يعرف ما هي حدود المملكة قبل,, وكل يعرف حدود بلده,, وإذا رجعنا للواقع الآن ونظرنا للحدود بيننا وبين بعض الأشقاء (نتكلم عن غير اليمن) فلن تجد إلا إذا كان هناك شيء فهو شيء تنازلت عنه المملكة,, والمملكة لم تأخذ من أي بلد أي شبر واحد,, إما بالمناصفة وإما بتقدير المملكة لظروف البلد الشقيق والتنازل عن أراضي سعودية,, فالذين يقولون هذا اما يجهلون الواقع أو يتجاهلون وفي كلتا الحالتين لا نرى لما يقولونه أي قيمة .
وفي رده على سؤال لوكالة الأنباء السعودية حول الحصول على تفاصيل أكثر عن هذه المعاهدة ونتائجها المستقبلية على شعبي البلدين وحول ما أوكل للجنة التي يرأسها سمو الأمير نايف بن عبدالعزيز ومعالي وزير الداخلية اليمني بشأن اختيار الشركة التي ستقوم بالرصد بالأقمار الصناعية وتحديد خطوط العرض والطول وأماكن العلامات قال سمو وزير الداخلية أود أن أعود لسؤال قبل سؤال وكالة الأنباء السعودية عن التحدث عن المعاهدة,, كلكم تعلمون أن المعاهدات والاتفاقيات لها قواعد قانونية ونظامية ولابد أن تمر بجهات مسؤولة,, وهذه المعاهدة ستعرض على مجلس الوزراء من جانب المملكة وستعرض على مجلس الشورى وبعد انتهاء هذه الاجراءات سيعلن عنها بكل التفاصيل,, وكذلك بالنسبة للأشقاء في اليمن أعتقد أنه نفس الشيء وهذا هو المتبع في كل الحالات المماثلة .
وأضاف سموه يقول وبالنسبة للإجابة على السائل مندوب وكالة الأنباء طبعا كما أشار فخامة الرئيس علي عبدالله صالح إلى أن هناك لجان سيكلف بها وزيرا الداخلية,, وهذه كذلك ستعرف فيما بعد,, وسيتفق عليها وهي لتطبيق ما اتفق عليه على الأرض,, بالنسبة كذلك للشركة التي ستقوم بتنفيذ أو تطبيق الحدود هذا شيء يتفق عليه بين البلدين لاختيار شركة مؤهلة وستكون كل الأمور مشتركة بين المملكة واليمن .
وأجاب سمو وزير الداخلية على سؤال حول وجود خطة لتسريع خطى الاستثمار في جانبي الحدود وتعجيل فرص الجذب السياحي في واحدة من أكثر مناطق الجذب السياحي في المملكة قائلا: ليس هناك استثناء لأرض معينة في مجالات الاستثمار .
وحول سؤال عن الاشاعات والأقاويل التي كانت تتحدث عن وجود أطماع للمملكة في اليمن وان كان سيتم تقاسم الثروات الطبيعية التي تستخرج على جانبي الحدود وبخاصة في منطقة الربع الخالي المليئة بالنفط قال سموه ليقول من يقول في السابق لعل إن شاء الله الواقع الآن الذي يفرض الحقيقة,, أما التقاسم ليس هناك لأن كل دولة معنية بأراضيها وهذا يختلف على التعاون المشترك للاستثمار في أي مجال,, الأمور واضحة في هذا الأمر وليس هناك شيء اتفق عليه لم يشتمل عليه المعاهدة,, هذه الحقيقة والواقع الذي سيعرفه الجميع .
وردا على سؤال حول إن كانت المعاهدة تضمنت أي بنود أو نصوص سرية لا يتم الإعلان عنها وإن كانت الاحتفالات التي تجرى حاليا في اليمن ترتبط بتلك البنود أكد سمو الأمير نايف بن عبدالعزيز عدم وجود أي شيء سري أو اتفاق سري وقال سموه المعاهدة تشمل كل شيء وسيعلن عنها,, أما الاحتفالات في اليمن فلا نفسرها إلا التفسير الايجابي وسعادة الاخوة اليمنيين بالاتفاق بين الجمهورية اليمنية والمملكة العربية السعودية وهذا نقدره كل التقدير ويؤكد الرغبة الأكيدة لدى الشعب اليمني في الاتفاق بين البلدين الشقيقين .
|
|
|
|
|