| الثقافية
يتزايد الاهتمام بالكتاب السعودي المعاصر ومتابعته ورصده وتجري حوارات جادة حوله وللكتاب السعودي دور رائد وفعال في تنشيط الحركة الادبية ولقد واسهم اسهاماً فعالاً في الثقافة وتطور المكتبة السعودية, فقد صدرت في السنوات الاخيرة مجموعة من الكتب والدواوين الشعرية والمؤلفات المتنوعة في ضروب الآداب ومجال العلوم وفنون الشعر والقصة والتاريخ والرحلات والتربية وغير ذلك من الاثار الادبية والفنون الفكرية وتحقيق عدد من كتب التراث ولكي يستمر هذا العطاء ويزداد قوة ويتضاعف هذا الانتاج فلابد من دعم الكتاب والاهتمام به ويواجه الكتاب السعودي ازمة في تسويقه وانتشاره في الداخل والخارج ويفتقد الوسائل القادرة على توصيله الى القارىء العربي في أرجاء الوطن العربي فهو يحتاج الى بذل المزيد من التشجيع والمؤازرة والعمل على تسويقه والتعريف به خارج بلادنا من خلال معارض الكتب ووسائل الاعلام والاندية الادبية والجامعات فقضية تسويقه في الداخل والخارج قضية وطنية وثقافية خاصة انه يحتل اليوم مكانا مناسبا في ميدان الثقافة ومجال المعرفة فالكتاب واحد من اوجه نشاط الامة وعنوان على وعيها ودليل على رقيها الحضاري واطار لتاريخها ورافد من روافد نهضتها
والكتاب السعودي اليوم يحمل الكثير من الخصائص والمقومات مما يتيح له القدرة على مواكبة آداب الامم الاخرى ويحمل في تضاعيفه الانتاج القيم والقيم السامية والادب الرفيع والشعر الرصين القويم وجمهرة المثقفين والقراء في العالم العربي لا يعرفون شيئا عن المؤلفين والادباء والعلماء السعوديين واذا عرفوا شيئا من ذلك من خلال الصحف والمجلات ومعارض الكتب وبحثوا عنه ورغبوا في اقتنائه لم يجدوه في مكتبات بلادهم العامة او التجارية مما يجعله قليل الاثر في الاسهام في تكوين وضع الثقافة العربية المعاصرة خاصة ان بلادنا اليوم تعيش نهضة حضارية فاعلة في مختلف المجالات وفي ميدان النشر والطباعة وان المرء ليتألم حينما يزور المكتبات في الوطن العربي ويراها خالية من الكتاب السعودي وان لبلادنا دوراً تاريخيا كبيرا في الثقافة العربية والاسلامية ونشرها في العالم.
وما تعرف به المملكة اليوم من حاضر مزدهر وتطور ورقي حضاري وفي العالم العربي دور نشر نشطة توزع كتبها في كل الأقطار التي تجد فيها قارئا عربيا ولعل دور النشر في بلادنا تحذو حذوها وتفتح لها منافذ واماكن لتصدير الكتاب السعودي وتوزيعه ولئلا يظل محدداً في الداخل ولا يعرفه الا فئة من القراء خاصة انه يلعب اليوم دوراً فعالاً في تنمية المعرفة والثقافة,,ولقد قيل ان الامة الواعية هي الامة القارئة,, فالكتاب هو الدعامة الاساسية في مجالات البحث والدراسة والمطالعة,, ولقد مر الكتاب في تطوره بمراحل متعددة وليس هناك شك في ان ما طرأ على الطباعة وصناعة الورق من تطورات تقنية قد ادى الى تغيير شامل في حركة نشر الكتاب.
ويمر الكتاب السعودي اليوم بفترة يعاني من خلالها الكساد والركود ولم يجد السوق الرائجة لعرض ما تجود به قرائح الادباء والمفكرين، الامر الذي قد يحدو بالكثير من ادبائنا ومفكرينا الى العدول والانصراف عن حقل التأليف والكتابة.
ان قضايا الكتاب ومشاكله عديدة ومتعددة من حيث الانتاج الفكري والانتاج الطباعي وقلة منافذ التسويق وارتفاع التكاليف والمنافسة المتصاعدة من جانب الوسائل الالكترونية الجديدة للاتصال بالقارىء,, ومع هذا فمازال الكتاب من ابسط الوسائل واكثرها فاعلية في نقل المعرفة وتيسير الحصول عليها.
والكتاب كما هو معروف يتعلق بجوانب كثيرة سواء ما اختص منها بالشكل او ما اختص بالمضمون او بالطبع او النشر او التسويق او التوزيع.
وفي هذا الصدد لابد من الاشارة الى دور النشر والتوزيع وواجبها في هذا المجال فلا يكون الدافع الاول من تأسيسها هو الربح المادي فحسب، ولكن بجانب ذلك يراعي الهدف الاسمى وهو تيسير المعرفة ونشر الثقافة لكل طبقات الشعب ومستوياته، فالغذاء الروحي هو اثمن وابقى من مادة تفنى وتزول، انها رسالة قبل كل شيء وواجب وطني ومسئولية كبرى فالكتاب اجل واسمى من اية سلعة مادية اخرى, ولقد قيل:
جل قدر الكتاب يا صاح عندي فهو اغلى من الجواهر قدرا |
والمؤمل بعد ذلك ان تتضافر الجهود وان يتعاون الجميع بروح الجد والاخلاص لرفع مستوى الكتاب وتذليل الصعوبات امام نشره وتسويقه وتوزيعه في الداخل والخارج والمشاركة به في المعارض الدولية وتوزيعه حتى لا يغيب ادبنا عن المشهد الثقافي الغربي والعالمي وان يحتل مكانه المرموق ويجب ألا يغيب عن البال ان الكتاب وعاء المعرفة وهو الذاكرة التي تحفظ ما مضى علما وتاريخا وهو الينبوع الثر والمنهل الفياض مصدر للعلم والنور والمعرفة فلنعمل على خلق المجال المناسب لانتشار الكتاب السعودي باعتباره رافدا من روافد المعرفة والثقافة وذلك نإتاحة الفرصة ووضع التسهيلات لنشره وتسويقه وتحقيق الانطلاقة له وايجاد سوق للتوزيع الخارجي ووضع المزيد من التسهيلات وافتتاح المزيد من منافذ التوزيع من قبل الموزعين في الخارج على نطاق واسع ومهما كان ربح الكتاب قليلا فان الفائدة سوف تشمل المجتمع.
وبعد: فالامل كبير في ان ينطلق الكتاب السعودي انطلاقة تليق به الى مختلف الآفاق والابعاد فهو يجسد تاريخ الحركة الفكرية في بلادنا العزيزة والتي تشهد تجربة بناء رائدة تستمد مقوماتها من امجادها الخيرة.
وبعد فان الحديث عن الكتاب السعودي يحتاج الى دراسة وافية بل اقامة ندوة خاصة به تدرس الواقع والطموحات وافكاراً تطويرية فهو جزء من ثقافتنا التي تحتفل في إطارها بالرياض عاصمة للثقافة العربية وهو تجسيد للدور الريادي للمملكة في نشر الثقافة والكتاب احد عناصرها.
*أمين عام دارة الملك عبدالعزيز الأسبق |
|
|
|
|