| الثقافية
عن مؤسسة اصدارات النخيل صدر مؤخرا الجزء الثاني من رواية (الحصاد) للروائي سليمان الحماد.
والرواية رؤية درامية واقعية لسلسلة أحداث حياتية متنوعة حرص الكاتب على ان يحيطها بأجواء فنية عالية التفعيل فاعطى لأجواء الرواية عناية كبيرة سواء في جانب الطبيعة المحيطة او في الأحوال الشعورية التي تضطرم داخل أبطال الرواية.
نقرأ في الفصل الثاني من الرواية ,, إن صورة الاصيل هذه تتكرر على مرأى ومسمع الميمون كل يوم, فمنذ بدأ القمح في النضج وهو يأتي إليه يذود وينهم العصافير والحمام والطيور الأخرى لئلا تأكل من سنابله، صارخا ومصفرا مرة، مترنما وهازجا مرة اخرى ببعض اشعار جده الأول, انها إن تركت وشأنها اكلت ريع هذا الزرع او نصف محصوله, يقول ذلك مع نفسه وهو يرى ان ما تأكله في الصباح كان لها ولحقله وهو كثير الترديد للمثل الذي يقول ياكل الطير ويبقى خير والمثل الآخر لا يموت الذيب ولا تفنى الغنم ويرى كذلك ان ليس ثمة ما يمنع هذه الطيور مشاركته في منتوج هذا العام كغيره من الأعوام السالفة ولكن لا يريد ان يطلق لها العنان فتأكل ما تأكل وتفسد ما تفسد يريد لهذه الطيور ان تكون لوجباتها النهارية مواعيد مثلة واسرته اما الليل فإن العصافير تغرق في النوم مع الشمس.
ويستمر حوار الذات مع الطبيعة ومع الآخر خطاً رئيسا في رواية الحصاد، وحافظ المؤلف في عمله على خطوط ربط فرعية رقيقة جدا لكنها قوية,, فاتسم النتاج في مجمله بالتماسك وخصوصية البيئة وساعدت المفردات الشعبية في اضفاء المزيد من الخصوصية الجميلة مفاصل العمل وتفاصيله في كل جانب.
(الحصاد) عمل روائي جدير بالتوقف عنده، فهو يرسخ لرؤية وتناول روائي قصصي قمين بالتشريح النقدي اضافة الى انه عمل خاص سعى لامتاع القارىء وحفز خياله عبر رحلة واقعية تحيطها أجواء فنية آسرة,, تجذب الانتباه وتمتلك المشاعر دون استئذان.
|
|
|
|
|