|
| مقـالات
هل سبق لك ان شاهدت الدهماء في ملعب لكرة القدم وهي تعبر بشدة عن سخطها تجاه احد لاعبي فريقها المفضل,, يحدث هذا غالبا عندما يطوح اللاعب بالكرة بعيدا عن المرمى مهدرا بذلك فرصة تحقيق هدف لفريقه, إن مصدر السخط والاستهجان الجماهيري هنا لا يعود إلى فشل اللاعب في تسكين الكرة داخل المرمى بقدر ما يعود إلى أن التصويب نفسه كان عملاً عشوائياً محضاً وبعيدا كل البعد عن الهدف.
وفي عالم التربية والتعليم نحن ايضا معشر التربويين نبحث عن تحقيق أهداف، لكن الحُكم على جودة تصويبنا نحو أهدافنا التعليمية لا تقرره المشاعر الغوغائية العابرة، كما أنه لا يتم بالسرعة نفسها التي يتم بها في ملعب كرة القدم, ومثلما ان اللاعب قد يطوح بالكرة بعيدا عن الهدف مهدرا بذلك كل جهود الآخرين، فإن القيادي التعليمي أو المدرسي هو الآخر قد يطوح بالجهد والمال التعليمي بعيدا عن الأهداف التربوية بسبب سياسته الخرقاء أو تنفيذه البليد.
وهنا نسأل: ما هو المعيار الذي نحكم من خلاله على دقة تصويباتنا نحو أهدافنا التعليمية؟ , ونجيب بالقول: انظر في مدى ما تحقق من تغير إيجابي في تعلم وسلوك الطلاب, ويعود السؤال للظهور مرة أخرى: ولكن كيف لنا ان نعرف مدى ما تحقق من تغير في تعلم وسلوك الطلاب؟ ونجيبك بالقول: علينا ان نبني مجسات تعليمية تقيس لنا بدقة مقدار ونوع ما تحقق من تغير في سلوك الطلاب وتعلمهم, ولكن لنفترض أننا تمكنا من قياس ما حققه طلابنا من تعلم، فما هو مستوى التعلم الذي يمكن ان نرضى أو نقبل به؟ ونجيب بالقول: الأمر يعتمد على المعايير التي وضعناها مسبقا، والتي تمثل الحدود الدنيا المقبولة لما يجب أن يعرفه الطالب ويستطيع أداءه.
إننا الآن في أمس الحاجة لأن نكون أكثر وضوحا في بناء المعايير التي يجب أن تحكم تعلم طلابنا عند كل مستوى دراسي، ومن ثم نطور في ضوء تلك المعايير أدوات القياس الدقيقة التي تخرج لنا مؤشرات حول منجزات طلابنا الأكاديمية، خصوصا في مجالات اساسية مثل القراءة، والكتابة والرياضيات،, ان هذه المؤشرات متى ما احسن تقنينها وتوثيقها فسوف تكون قطعا افضل ما يمكن ان ينبئك بحال تعليمنا.
د, عبدالعزيز بن سعود العمر
|
|
|
|
|
