| مقـالات
وعندما تتهرأ أرديتنا القديمة فاننا نتخلص منها أو لربما نبعثها في وجوه أخرى، لكن يبدو أن صحافتنا المحلية تمتلك خزانة كبيرة للأنتيك والذي تحرص عليه وعلى تلميعه، ومن ثم تعده ليؤدي دوره الموسمي؟؟
فقبل ما يقارب شهراً من الآن انتشرت حمى الامتحانات وانخرط في هذه الحمى الجميع كل يدلي بدلوه، الطلاب والأسئلة والدروس الخصوصية والسهر والإرهاق والنتائج ومن ثم سرعان ما أغلق هذا الملف بعد بعض من المقابلات مع تربويين وبعض من التوصيات المتناثرة هنا وهناك، ولم يلبث الملف أن أعيد الى مكانه واستبدل بملف الفراغ في العطلة الصيفية والبطالة بين الشباب والأخطار المهولة التي كانت تحدق بهم نتيجة الفراغ وكأنهم أيام الدراسة لم تقع الكتب من يدهم لشدة حرصهم على المذاكرة، حتى ليداخل الانسان أحساس بأنه اذا خرج الى الشارع فإن الشباب قد تحول الى مجموعة من الضباع سيلتهمونه؟؟
وهكذا سيستمر هذا الموال إلى أن نباشر نهاية العطلة ومن ثم سيعاد هذا الملف إلى مكانه بعناية وترتيب ليعاد فتحه في نفس الوقت العام القادم دون زيادة أو نقصان فقط ليخدم موقعه الملائم، على أن يحل محله في بداية العام الدراسي، قضايا القبول والتسجيل، وغلاء الأدوات المدرسية وخلو مدارس البنات من الصيانة والتكييف وأخبار متفرقة عن قيام بعض من أولياء الأمر بشراء بعض المكيفات لفصول بناتهم؟؟
ومن ثم مقالات وتغطيات ومجموعة من التربويين وأصحاب الأمر الذين يكتبون بعض التوصيات، ومن ثم يطوى الملف بهدوء واستسلام ودون وجود لذلك التفاعل الواضح بين تلك القضاياوالمهتمين بها، عندها تنشغل الصحف بإعداد الملف الذي يدور حول غلاء الأسعار في شهر رمضان.
من حق الصحافة أن يكون لها ذلك الدور التوعوي الذي يلامس هموم المجموع ومشاكلهم، لكن على شرط ان تحتوي تلك الطروحات على نتائج ذات جدوى وأهمية، وليس طقساً موسمياً نتعرف عليه في المواسم, فالعلاقة دائرية هنا ينخرط فيها الصحافة والمسؤول وذوو الشأن, ولا أدري إلى الآن أين هي الحلقة المفقودة؟ فمنذ أن فتحت، عينيّ على الدنيا وأنا أعلم أن الشباب في الصيف يعانون من الفراغ، وهم مابرحوا كذلك.
|
|
|
|
|