|
| منوعـات
* راتنجن د,ب,أ
في غضون ما لا يزيد عن ساعة تمكن ديتلف كول من سرقة بضائع قيمتها 5,000 مارك 2,400 دولار من أحد محلات الأجهزة الالكترونية.
ولم تفلح أي من الأجهزة الأمنية التي زود بها المتجر للحماية من السرقات مثل أجهزة التجسس المتصلة بالأبواب وكاميرات الفيديو المنتشرة في الأركان والألواح الالكترونية المثبتة في البضائع في إثناء اللص عن تنفيذ سرقته.
غير ان القلق لا يساور كول بشأن ما سيحدث له بعد ان علم مسؤولو المتجر بفعلته, فهذا اللص الذي احترف سرقة المحلات التجارية كان ينفذ سرقته بموافقة صريحة من صاحب المتجر الذي يقع في مدينة راتنجن التي تبعد عن دوسلدورف عدة كيلومترات شمالا.
فمالك المتجر يود عمل بوليصة تأمين من نوع جديد ضد سرقة المتاجر، ولكي يتسنى له هذا عليه أن يجعل كول وفريقه يزورون المحل أولا,ويقدر الاتحاد الألماني لتجار التجزئة ان الخسائر التي يلحقها لصوص المتاجر سنويا تقدر بخمسة مليارات مارك 2,4 مليار دولار , وذلك على الرغم من 1,5 مليار مارك ينفقها أصحاب المتاجر سنويا في شراء الأجهزة الأمنية والدورات التدريبية التي تتناول كيفية التعامل مع لصوص المحلات.
أول ما يفعله كول عندما يشرع في أداء مهمته هو تمزيق العبوات الخارجية ووضع ما بها من سلع ثمينة داخل جيوب سترته أو في عبوات أخرى خاصة بسلع اقل ثمنا,ويمكنه أن يضع في عبوة خاصة بفلتر مياه محولا كهربائيا ثمينا وهاتفا نقالا وكاميرا فيديو مسجلة وماكينة حلاقة كهربائية ومسجل موسيقى صغير وجهاز ألعاب الكترونية.
إنه أمر بسيط جدا كما يقول لص المتاجر المحترف، فالعبوة مؤمنة الكترونيا لكن السلع التي بداخلها ليست كذلك,ويمضي موضحا كل ما عليك فعله هو أخذ عبوة خاصة بمنتج رخيص ثم زج أربع كاميرات فيديو داخلها, وبهذا يصبح لديك سلع بقيمة 10 آلاف مارك في العبوة الورقية ولكنك لا تدفع أكثر من 50 مارك لدى الخروج ,وفي زيارته هذه لمتجر راتنجن، نجح كول في أداء مهمته حيث لم يفلح الموظف الموجود في اكتشاف أمره, وعندما تمت مواجهته بحقيقة الأمر لم يفعل سوى هز كتفيه تعبيرا عن استحالة التصدي للموقف.
وعلق الموظف على ما حدث بقوله لقد اصبحوا يعملون بكفاءة كبيرة وأحيانا لا يمكن معرفة الجاني إلا بواسطة استعادة ما حدث بواسطة كاميرات المراقبة .
غير ان اللص المستشار كول رد قائلا إنك مخطىء ، موضحا أن هناك الكثير الذي يمكن لموظفي المتاجر فعله من أجل منع السرقة قبل وقوعها، وأوصى كول بأن يتوجه الموظف الى الزبون ويعرض عليه بود أن يساعده في اختيار ما يريد شراءه.
وقال على الموظفين ايجاد الوقت الكافي لأن يستقبلوا الزبون بكلمة مرحبا على الأقل وألا يلاحظوا وجودنا,, وعليهم الا يتركوا عبوة مفتوحة بعد عرض ما بها .
وعلى أبعد تقدير، يجب أن يضبط اللص عند طاولة دفع الحساب حيث ينبغي أن يقوم الموظف هناك بفحص محتويات كل علبة كرتون وكل صندوق.
كما قال كول: ان المواقع التي يعثر بها على العبوات المفتوحة يمكن أن توفر خيطا يؤدي تتبعه الى اماطة اللثام عن ملابسات السرقة بواسطة كاميرات المراقبة, وفي كل ارجاء المتجر يجب تثبيت لافتات تخطر الزبائن بوجود هذه الكاميرات.
ويؤكد كول ان نصائحه هذه أثبتت جدواها، اذ انخفضت حالات السرقة في المتاجر التي استعانت بخدماته الاستشارية بنسبة 80 في المائة في بعض الحالات، وهي نسبة كبيرة اذ وضع في الاعتبار أن سرقة المتجر يمكن أن تكبدها 3 الى 4 بالمائة من قيمة مبيعاتها السنوية، وهو ما يصل الى مبالغ طائلة.
ويبدو ان النجاح كان حليف فكرة كول في تقديم خدماته الاستشارية للمتاجر، إذ بلغ عدد موظفي شركته سيكوري تيم الآن 44 موظفا هو يتعامل مع 12000 عميل في مناطق مختلفة من ألمانيا.
ومن الدلائل الهامة على هذا النجاح أن شركة التأمين دي,بي,في فينترتور تشترط على أصحاب المحلات التجارية ممن يودون عمل بوليصة تأمين ضد سرقة متاجرهم أن يستعينوا أولا بخدمات كول.
|
|
|
|
|
