أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Saturday 17th June,2000العدد:10124الطبعةالاولـيالسبت 15 ,ربيع الاول 1421

الاخيــرة

إلى حبيبتي,, "المدينة"
أنور عبدالمجيد الجبرتي
* معذرةً ياحبيبتي
فالحب كلمة,, نتلفظها كثيراً,.
ونسمعها كثيراً,.
ونعلق,, عليها,, احباطاتنا ونقائصنا,, وشطحاتنا,, كثيراً,, كثيراً,.
لكنني,, اليوم أكرّسُها,, لكِ,, وحدكِ,,
أكرّسُها لك,.
بين,, قوسين,,
وفوق,, خطين,.
وتحت جفنين,.
وفي جوف,, ضلعين.
* * *
* أكرّسُها لك,.
نقية,, نظيفة,, خالصة,.
لاغرض فيها ولا رياء.
لا دنيا فيها,, ولا زجاج ,, ولا خزف
لا جهالة فيها,.
ولا تعصب,, أو تَعَدّيَ.
* الحب,, لك,, أُهديه,.
ناصعاً كثياب أنصارك البيضاء.
بريئاً,, كابتساماتهم,, المشرقة.
هادئاً,, كإطراقاتهم السادرة.
أهديه,, لك,, كما علمتنيه,,
رحباً,.
يتسع للمدن جميعها.
كبيراً,.
يشمخ فوق المحليات كلها.
فضفاضاً:
يحتوي,, العالمين,, جميعاً.
* * *
* علمتني الحب,, مرنّماً,, طروباً,.
ينفي,, النشاز
ويهدي النزق ,.
ويورث,, الأمن,, والمحبة والسلام.
* * *
* إنه الحب الذي,, يعطينا,, دائماً,, دون أن يُسأل.
الحب الذي يخطو بنا قدماً,, دون أن يتعثر.
الحب,, الذي يصبر على طيشنا,, دون أن يتذمر.
الحب الذي يُهدهد,, خواطرنا,, دون أن يتكدر.
والحب الذي يستمع إلى همومنا,, وآلامنا دون أن يتضجر.
* * *
* هو الحب العظيم ياحبيبتي زرعَت بذورَه في تربتك المباركة
أيدٍ,, كريمة,, ندية،
وسَقَتهُ بدموع عشقها عيونٌ ,, خاشعة,, تقية،
ورعته بين حناياها
نفوس,, مُؤثرة أبيّة.
* * *
* تخيلتك ياحبيبتي ,, وأنت تتعلمين ,, مبادئ ذلك الحب العظيم.
على يد الحبيب ,, الأعظم,.
* * *
* أتخيلك,.
ترددين,, وراءه حروفه,, ومقاطعه ,.
وتستظهرين معه آياته ,.
وأحاديثه ,.
وتقلدين خلفه حركاته ,, وسكونه ,.
تصعدين معه أُحُدَه ,.
وتنزلين معه عقيقه .
تتبردين في عواليه ,.
وتزورين قباعه ,.
وتستظلين بين أكناف عرائشه,, ونخيله.

أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved