أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Saturday 17th June,2000العدد:10124الطبعةالاولـيالسبت 15 ,ربيع الاول 1421

محليــات

لما هو آت
بين جدل وآخر
د,خيرية إبراهيم السقاف
محتوى ما تنشره وسائل الإعلام المقروءة، والمسموعة، والمرئيمسموعة يعبّر عادةً عن الاهتمامات العليا والدنيا للمجتمعات الصغيرة والكبيرة,,.
وهذه المحتويات التي تقف بين أيدي الناس تشكِّل لديهم القناعات، وتقدِّم لهم المفارقات، وتؤكد على نوايا الاتجاهات عند الإنسان,,،
وسبق أن تحدثنا هنا عن النوايا: سالبها وموجبها، تلك التي تعبِّر عن خفايا الإنسان، القصدية إذ لا يؤاخذ الإنسان بغير ما يقصد ,,.
ولأن الإنسان واحدٌ في جماعة,, فإن تركيبة ، ومجموعة المواقف الواحدة أو المشابهة ، أو المتَّفقة هي تلك التي تعبِّر عن النوايا العظمى للمجتمع الأكبر الذي يمثل المجموعة الأكثر والأكبر في المجتمع الواحد,, لذلك تنطلق الأمم من الفرد، فالمجتمع الواحد المحدود، إلى المجتمعات العديدة، إلى المجتمع الإنساني الأكبر.
ولا يمكن أن تتفق النوايا، ولا أن تنطبق أو تتطابق المضامين لمحتوى ما يصدر عن الناس في كل الأرض وعلى مساحة المواقع التي يمارس فيها وفوقها الإنسان حياته.
لذلك فإن الفضيلة العظمى التي يتفق عليها البشر في الحياة هي نُشدان السلام والحياة الحرة النظيفة,,.
ومن أجل هذا المقصد الجليل تعمل الرؤوس والقمم البشرية التي تتسنَّم القيادات البشرية، وتتمثل في الحكومات,,, وإن كانت هذه المقاصد جليلةً ونقيّةً وجميلةً وهي هادفةٌ إلى سعادة الإنسان الواحد في منظومة جماعته القريبة ومن ثَمَّ ضمن أُطر جماعاته الأكثر، ففي مواقع تحركه الأوسع,,, فإن السبل التي يُعلن عنها لتحقيق ذلك عن وسائل الإعلام تؤكد المساعي من أجل حياة نظيفة حرة مسالمة,,, تختلف في آليات التنفيذ، بل التعبير العملي مما يكشف عن الخفايا غير المتطابقة وغير الصادقة، تلك التي تتداخل مع الأغراض الشخصية ليس على مستوى الفرد من البشر وإنما على مستوى مجتمعات بعينها، يدخل في ذلك العنصرية العرقية والعَقَدية، والقوة السلطويّة القائمة,, فتذوب الجهود,,, وتتفتّت الهمم، ويتبدَّد الجهد والمال، ويفقد الأفراد من البشر ثقتهم، ويبدأون في تبنِّي أحلامهم والتقوقع في خبايا مدنهم النفسية الفاضلة,,.
ومن أجل المقصد ذاتِه يتطلَّع إلى كبح سلاح الإبادة البشرية على اختلاف أنواعه وأشدّه خطورةً السلاح النووي,,.
وإن كانت وسائل الإعلام قد تناقلت موقف ألمانيا الأخير من إيقاف تشغيل المفاعلات النووية لديها وحدَّدت لذلك موعداً أخيراً تنتهي فيه مفاعلاتها عن العمل وهو عام 2002م، فإنه مع اختلاف مقاصدها الداخلية، تتّسع إلى مقاصد إنسانية شاملة,,, ومع ذلك يظلُّ السؤال عن محتوى ما تقدِّمه وسائل الإعلام في تداول هذا الشأن: سعادة بشرية شاملة أم مقاصد ذاتية داخلية؟ أم هناك رصيد نووي يكفي لإبادة جماعية عندما يلتقي حد الحنق بحدِّ الحنق في لحظة قادمة غير معروفة؟
وفيما يكون حديثُ الإعلام هو حديثُ الجماعات,,.
فإن هناك جماعاتٍ أخرى تبني، وتعمل، وتتحرك مثل خلايا النحل,,, تعيد ترتيب أنظمتها، وتعلن تحديث أساليبها، وتأتي بكلِّ جديد، وتبحث عن كل مفيد,,.
حركةٌ دائبةٌ في حياة الإنسان لا يكلُّ فيها ولا يملُّ,,.
تتجه مقاصده بادئ الأمر من ذاته,,, ينطلق من احتياجاته، تتبلور رغباته حول ما الذي يفيده، وما الذي يساعده على النجاح، وما الذي يحقق له الارتياح,,.
وتتسع مقاصده إلى ما حوله,,.
وبينما تتراكم وتتدافع وسائل الإعلام فيما تقدم من مضامين ومحتويات لا يتسع لها وقت الإنسان,, ولا يستوعبها كلُّ ذهنٍ، ولا يتواءم معها كلُّ عقلٍ وحسٍّ,,.
يظلُّ الإنسان لديه بوصلةُ تحكُّمٍ في أخذ ما يريد,, ولفظ ما لا يريد,,.
ويظلُّ بلا ريب ينشد الحياةَ الرغيدة,.
والمعاشَ الجميلَ,,, في حياةٍ يعمُّها الخيُر,,.
وتخلو من تسيُّد الشرِّ,,.
وتسلُّط الشيطان,,.
وفشل الجهود
ونقاء المقاصد,,.
وسلامة النوايا,,.
في حياته الخاصة بينه وبين أفراد أسرته,.
وفي حياته العامة مع أفراد مجتمعه,.
وفي حياته الشاملة الإنسانية التي يتحرَّك فيها عبر أزرَّةٍ صغيرةٍ، ومن خلال مَقعَدٍ في مركبة فضائية، وعبر أسلاك اتصال سمعيٍّ خارق,,.
وأخيراً، عبر شاشةٍ صغيرةٍ من خلف مَقعَدٍ محدود المساحة,,.
,,, واللهُمَّ ساعد الإنسان
كي يكون إنساناً في عالمٍ إنسانيٍّ,.
مع كل ما أعطيته من النعم وسخَّرتَ له من الخيرات.


أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved