| محليــات
تأكيدات الرئيس اللبناني إميل لحود المتكررة وآخرها كان أمس على أن الانسحاب الاسرائيلي من جنوب لبنان لن يكون كاملاً إذا لم يحترم الحدود الدولية القائمة منذ عام 1923م,, هذه التأكيدات يؤيدها منطق وأحكام قرار مجلس الأمن الدولي رقم 425 الذي ينص صراحةً على انسحاب القوات الاسرائيلية من جنوب لبنان إلى المواقع التي كانت فيها قبل الدخول في جنوب لبنان وإقامة ما كانت تسميه اسرائيل الشريط الأمني .
المعروف أن القرار 425 صادر في عام 1978م.
والانسحاب الاسرائيلي الذي بدأ في 24/ مايو الماضي لم يبلغ الحدود الدولية السابقة للتدخل والتي كانت قائمةً بين لبنان وفلسطين السليبة منذ عام 1923م.
وفي ضوء هذه الحقيقة ندرك مصداقية الوصف الذي أطلقه الرئيس لحود على خط الحدود الجديد الذي رسمه كبير خبراء الأمم المتحدة لارسون بأنه خطٌّ وهميٌّ لأنه لم يبلغ حد خط الحدود لعام 1923م، المعترف به إقليمياً ودولياً.
وتم تبليغ الأمم المتحدة بوجهة نظر لبنان في هذا الخصوص.
وعليه فإن أي حديث من أي طرف إقليمي أو دولي داخل أو خارج الأمم المتحدة عن اكتمال الانسحاب الاسرائيلي يكون مغالطةً صريحةً وتجاهلاً متعمداً لحقيقة أن الانسحاب الاسرائيلي لم يصل أو يحترم الحدود الدولية السابقة وأن خبراء الأمم المتحدة الذين رسموا خطّاً حدودياً جديداً بين جنوب لبنان وشمال اسرائيل خالفوا بنود القرار 425 من أجل خدمة أطماع اسرائيل وإعطائها حق الاستفادة من عدوانها على لبنان بتغيير خط الحدود لمصلحتها!
ونعتقد أن من السابق لأوانه أن تعلن الأمم المتحدة على أن الانسحاب الاسرائيلي من لبنان قد اكتمل.
كما أننا نعتقد أن على مجلس الأمن الدولي التريث قبل اصدار بيان رسمي يؤكد به صدق واكتمال الانسحاب الاسرائيلي، لأن صدور مثل هذا البيان من مجلس الأمن والتأكيد من جانب خبراء الأمم المتحدة بأن الانسحاب الاسرائيلي قد اكتمل، يعني بالضرورة التجاهل التام، والمتعمد لوجهة نظر لبنان الذي تطالب سلطاته بأن يكون الانسحاب الى ما وراء حدود 1923م الدولية,, ومعنى هذا أيضاً أن شمال اسرائيل لن ينعم بالأمن، وأن السياج المكهرب الذي أقامته على طول الحدود مع جنوب لبنان لن يوفر لشمالها الأمن المنشود، لأن المقاومة اللبنانية ستتواصل طالما بقي شبر واحد من أرض لبنان محتلًا ومقتطعاً منه لصالح اسرائيل.
الجزيرة
|
|
|
|
|