أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Saturday 17th June,2000العدد:10124الطبعةالاولـيالسبت 15 ,ربيع الاول 1421

متابعة

الاتفاقية ,, الحلم الذي أصبح حقيقة,.
,,,, لاتزال أصداء توقيع معاهدة الحدود الدولية النهائية والدائمة بين المملكة العربية السعودية والجمهورية اليمنية الشقيقة تتصدر تعليقات الصحف العربية والإسلامية وتستحوذ على آراء وأحاديث الأوساط الرسمية والشعبية,, منذ أن تم التوقيع عليها يوم الاثنين الماضي الموافق للعاشر من شهر ربيع الأول الجاري 1421ه المصادف للثامن عشر من شهر يونيو لعام 2000م,,, وحتى الآن,, وسوف تستمر، لأنها الحدث الأبرز في الألفية الثالثة وإن هذا اليوم بلا شك يعد يوماً تاريخياً ومشهوداً وحدثاً فريداً من نوعه وغير عادي سوف يسجله التاريخ بمداد من ذهب وبأحرف من نور للأجيال الحاضرة والقادمة والذي فيه أسدل الستار ووضعت النقاط على الحروف وبشكل نهائي على هذه القضية وأغلق ملفها بين البلدين فسجل ياتاريخ واشهد يازمن بعد أن كانت عالقة لسنوات عجاف وصلت إلى 60 عاماً بأيامها ولياليها بين مد وجزر وأخذ ورد ,, وصحيح انها قد تأخرت لكن كل تأخيرة وفيها خيرة وبذلك اختصرت كل هذه السنوات للقضية في ظرف 45 دقيقة فقط بمدينة جدة وحسمت في أجواء سادتها روح المحبة والأخوة والألفة الحميمة التي تربط المملكة العربية السعودية والجمهورية اليمنية,, حيث في هذا اليوم اجتمعوا واتفقوا على أن يتفقوا وكان لهم ما أرادوا وبذلك تحقق الحلم الذي طال سهاده وأمده إلى حقيقة ماثلة للعيان,.
ليسدل بذلك الستار فصول وسيناريو قضية الحدود ليسجلوا بذلك أروع إنجاز في التاريخ لصالح وخدمة البلدين والشعبين الشقيقين ومستقبلهما ولصالح الأمة العربية والإسلامية,.
ولا غرو ان هذا الانجاز التاريخي والانتصار العظيم هو انتصار لصوت العقل والمنطق وما كان ليتحقق لولا فضل الله سبحانه وتعالى ثم بفضل العزيمة والإصرار والحنكة والإرادة السياسية الفاعلة واستخدام لغة الحكمة والوعي والنهج والتحضر وبُعد الرؤية لقيادتي البلدين,, إلى جانب ذلك وهو الأهم توفر النية الصادقة وصفاء النفوس وصدق التوجهات لدى القيادتين ,,, وبالطبع متى ما توفرت هذه اللغة الحضارية سوف تحل وتحسم الكثير من القضايا العالقة بين الدول خصوصاً ما يتعلق بالحدود ومهما استعصت ومهما كانت عسيرة تصبح يسيره بين عشية وضحاها وبالتالي تحقيق الأهداف المشتركة للقضايا الشائكة.
وبتوقيع هذه الاتفاقية والمعاهدة قطعت الطريق أمام كل المتأولين وأوصدت الابواب أمام الحاقدين والمرضى ممن يحاولون الصيد في الماء العكر وممارسة التشويش وأمام كل من يريد النيل أو إساءة علاقات البلدين الأخوين ورغم أن قضية الحدود لم تكن في يوم من الأيام مشكلة أو عائقاً أساسياً في طريق تطوير وتعزيز مسيرة العلاقات الخاصة فإن هذه الاتفاقية تترجم وبصدق كل معاني الآخاء والتقارب والود والتعاون ,.
كما انها تأكيد لترسيخ المبادئ الثابتة للعلاقات الثنائية الأزلية المشتركة وسوف تكون بإذن الله تعالى منعطفاً تاريخياً هاماً وتفتح آفاقاً أرحب وأوسع والأبواب على مصراعيها لتقوية وتمتين هذه العلاقات كما انها ستكون فاتحة خير لمستقبل واعد ومشرق للبلدين والشعبين الشقيقين وانطلاقة قوية في فتح صفحة جديدة لبداية مرحلة جديدة وإعادة الكثير من الخيرات والعطاءات الكفيلة بتحقيق المزيد من الرضا والازدهار إلى جانب تهيئة الأجواء المناسبة في التنمية المستقرة والتفاهم على أسس راسخة وسليمة وبالتالي توفير الأمن والأمان والاستقرار للمنطقة ونحو آفاق جديدة في القرن الجديد والألفية الجديدة.
صالح الفالح
أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved