| القرية الالكترونية
تحدثت في الاسبوع الماضي عن الشق الأول من هذه الجولة وسأتحدث كما وعدتكم عن الشق الثاني الذي يركز على توظيف هذه المقاهي في الطريق والاتجاه الصحيح إن شاء الله تعالى.
ففي البداية أحب أن أشير إلى أن استغلال هذه المقاهي في الجوانب الإيجابية سهل جداً ولا سيما إذا تم التعاون بين أصحاب تلك المقاهي والمسؤولين في القطاع الحكومي والقطاع الخاص.
أولاً: يجب القول بأن هذه المقاهي ليست فقط للتصفح وقضاء الوقت بل يمكن أن تكون بمثابة مساهمة وطنية في ناتج الاقتصاد الوطني، ولعلي أذكر بعض النقاط التي قد تساهم في تفعيل هذه المقاهي:
في مجال حصر الأماكن (المواقع) المتميزة في مجال التربية والتعليم البيع والإعلام التجارة والاتصال التصنيع والتصدير وغير ذلك لو قام كل مقهى بحصر هذه المواقع وغيرها من المواقع المهمة مثل مواقع الحوار الصادق والهادف والبناء ومجموعات الأخبار المتخصصة ووضعها في المقدمة وقام بحفظها في المفضلة بحيث يمكن للمستخدم الدخول على تلك الأماكن وهو مطمئن النفس هادئ البال مرتاح الضمير, لكان في هذا توجيه للشباب للدخول للأماكن الجيدة التي فيها ما ينفعهم في دينهم ودنياهم.
في مجال التدريب هذه المقاهي يمكن أن تكون بمثابة تدريب للمستجدين على الإنترنت ومن قال إن الإنترنت لا تحتاج إلى تدريب فهذا ليس بصحيح أعني بذلك أننا نريد أن يبدأ المستفيد من الإنترنت في توظيفها في حياته العملية أي يستخدم البريد الإلكتروني في مراسلاته ويستخدم غرف الحوار ويعرف كيف يبحث ويستقبل ويرسل ويبيع ويشتري وهكذا وليس فقط كيف يتصفح الأماكن المشبوهة فقط؟
ولعل الاجازة الصيفية يمكن ان تكون إحدى الفرص لهؤلاء الشباب بالتدريب على هذه التقنية الحديثة.
يمكن أن تكون مقاهي الإنترنت مركزاً للمعلومات للشركات وللباحثين بمعنىآخر يمكن أن تستفيدالشركات التي لم تفكر في الإنترنت بعد! من الاستفسار عن منتج معين وماذا عن آخرالمنتجات في هذا المجال مثلاً وكيف توجهات الاسواق العالمية,, الخ كما أن الباحثين والباحثات يحتاجون من يساعدهم في البحث عن البيانات والدراسات اللازمة لدراساتهم العلمية كما أنهم يحتاجون لمن يرشدهم إلى كيفية الاتصال بالمتخصصين في مجالاتهم.
يمكن أن تكون هذه المقاهي مركزاً للتعريف في بلدنا الغالي المملكة العربية السعودية وهنا لابد من التعاون بين الجهات المسؤولة وأصحاب المقاهي وبصورة بسيطة يمكن حصر مجموعة من المواقع التي تتحدث عن المملكة وإنجازاتها العملاقة في شتى المجالات مثل موقع السفارة السعودية بواشنطن ومن ثم يمكن تزويد السائلين في غرف الحوار أو غيرهم بتلك المواقع أعني بذلك من خلال التجربة في غرف الحوار انك أحياناً تضايق بإرسال عنوان يجب عليك فتحه ثم يخرج المرسل من غرفة الحوار وبالتالي تكون هذه دعاية مجانية تجبر على مشاهدتها.
يمكن أن تكون هذه المقاهي مركزاً للدعوة الإسلامية وهنا لابد من التعاون بين الجهات الخيرية ولتكن مكاتب توعية الجاليات وأصحاب المقاهي وذلك بوضع رسالة أو رسائل عن التعريف بالإسلام بصفة عامة بعدة لغات وحصر بعض المواقع المهمة ووضعها في أجهزة الكمبيوتر الموجودة في المقهى بحيث يمكن للمستخدم إرسال رسالة على الأقل يومياً إما لشخص يستفسر عن الإسلام أو إلى غرف الحوار أو إلى المجموعات ويقوم أصحاب المقاهي بحث المستخدمين على هذا العمل وفي هذا خير للطرفين إن شاء الله تعالى، كما أن هذه المقاهي فرصة للداعية الذي لا يستطيع استخدام الإنترنت ان يحضر أقراصه التي تحتوي على بعض الرسائل ويستأجر شخصاً ب 10 ريالات ويرسل الرسائل إلى أكثر من مليون مستخدم على الأقل خلال لحظات وفي هذا أيضا خير كثير إن شاء الله تعالى.
وليت مكاتب الجاليات تبدأ بهذا الاقتراح وتقوم بتوزيعها على المقاهي.
هذه بعض النقاط التي أعتقد أنها تساعد على تفعيل مقاهي الإنترنت واستغلالها الاستغلال الأمثل إن شاء الله تعالى.
* جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية
|
|
|
|
|