أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Saturday 17th June,2000العدد:10124الطبعةالاولـيالسبت 15 ,ربيع الاول 1421

الاقتصادية

رؤية اقتصادية
سيارات الأجرة العامة والحاجة الملحة لخدمات اللاسلكي
د,محمد بن عبدالعزيز الصالح
منذ سنوات طويلة ومدننا السعودية تعاني من اكتظاظ طرقها بالأعداد الهائلة من سيارات الأجرة العامة، ولا يخفى على أحد تلك الانعكاسات السلبية المتعددة الناتجة عن التواجد المستمر لتلك السيارات وبخاصة إذا ماعلمنا بأن نسبة عالية من حوادث المرور داخل المدن هي بسبب التجوال المستمر لسيارات الأجرة بحثاً عن طالبيها.
ولذا كان لابد من إيجاد وسيلة فاعلة يمكن من خلالها القضاء على (أو الحد من ) تجوال سيارات الأجرة داخل المدن ولتحقيق ذلك نجد بأن إحدى مواد اللائحة المنظمة لنشاط الأجرة العامة والصادرة بموجب قرار وزير المواصلات رقم 470 وتاريخ 5/8/1417ه قد جاءت متضمنة لتلك الوسيلة الكفيلة بالقضاء على تلك المشكلة، حيث نصت اللائحة على: (للمنشأة استخدام أجهزة اتصال لاسلكية في النشاط وفقاً للضوابط الآتية:
1 الحصول على ترخيص بذلك من الجهة المختصة.
2 عدم تمكين السائقين من الاتصال فيما بينهم.
3 يكون التخاطب باللغة العربية وحدها وعلى المنشأة تدريب السائقين على استخدام الجهاز بالطريقة الصحيحة وبما يكفل عدم تعريض السلامة المرورية للخطر).
لقد جاءت هذه المادة وذلك كأحد الجوانب الإيجابية المتعددة التي تضمنتها لائحة الاجرة العامة كتأكيد على حرص وزارة المواصلات للوصول إلى التنظيم الأمثل لنشاط الأجرة العامة بصفة خاصة ولمختلف أنشطة النقل في المملكة على وجه العموم، إن الجانب الإيجابي الناتج عن استخدام أجهزة الاتصال اللاسلكي من قبل شركات الأجرة العامة لا يقتصر على مجرد الحد من حوادث السير التي لسيارات الأجرة العامة نصيب جيد منها، وإنما هناك العديد من الجوانب الإيجابية الأخرى، منها الحد من الاختناقات المرورية والازدحامات التي تعاني منها المدن السعودية الكبرى خاصة إذا ما علمنا بأن مجموع أعداد سيارات الأجرة العامة في مدن المملكة يتجاوز الستة والعشرين ألف سيارة حيث تؤكد إحدى الدراسات الميدانية أن سائق الأجرة العامة في مدينة الرياض يعمل في المتوسط يوميا بمعدل 14,7 ساعة وهذا مخالف لما يقضي به نظام العمل والعمال والذي حدد ساعات العمل اليومية بثمان ساعات.
كذلك فإن استخدام أجهزة الاتصال اللاسلكي من قبل شركات الأجرة العامة سينعكس إيجاباً من خلال الترشيد الإنفاقي لتلك الشركات سواء فيما يتعلق بالوقود أو صيانة سيارات الأجرة العامة, أما في الجانب البيئي فإننا نجد بأن الحد من تجول سيارات الأجرة العامة كنتيجة مباشرة لاستخدام أجهزة الاتصال اللاسلكي سيعمل على الحد من التلوث البيئي الذي عادة ما تفرزه السيارات عند تجولها, وأخيراً فإن استخدام تلك الأجهزة اللاسلكية في نشاط الأجرة العامة سيعمل على تأمين تلك الخدمة لمن يريدها وهو في مكان إقامته أو عمله دون أن يتحمل عناء الخروج للبحث عنها.
إن ما يجب التأكيد عليه هنا هو أنه إذا كانت وزارة المواصلات قد أحسنت صنعاً في المبادرة باستخدام أجهزة الاتصال اللاسلكي في مجال النقل بالأجرة الذي تضمنته أحكام اللوائح المنظمة لهذا النشاط، فإنه يجب ألا يفهم من ذلك قصر الاستفادة من استخدام تلك الأجهزة اللاسلكية على مجرد نشاط الأجرة العامة وإنما يجب أن يشمل ذلك كافة وسائل النقل الأخرى من حافلات وشاحنات كذلك فإنه من الممكن ان يتم الاستفادة من ذلك من قبل العديد من الأجهزة الحكومية الأخرى نظراً لما في ذلك من الارتقاء بمستوى الخدمات التي تقدمها تلك الأجهزة للمواطنين من جراء ذلك ومن تلك الأجهزة الهلال الأحمر ومصلحة المياه والصرف الصحي وأمانات وبلديات المدن والخدمات البريدية وإدارات الاتصالات الأخرى، إضافة إلى ذلك فإنه من الممكن أن يتم الاستفادة من شبكة الاتصال اللاسلكي من قبل العديد من شركات القطاع الخاص التي تقوم بتوصيل خدماتها لزبائنها.
وأخيراً يجدر الإشادة بمبادرة وزارة المواصلات وذلك بإقرار خدمة الاتصال اللاسلكي والتي طالما انتظرناها طويلاً، مع خالص الرجاء لكافة الأجهزة الحكومية الأخرى (ذات العلاقة) بالوقوف مع ومساندة وزارة المواصلات حتى يدخل هذا المشروع في حيز التنفيذ والذي سيصب في المصلحة العامة للدولة أولاً وأخيراً, الجدير بالذكر أن معالي وزير المواصلات قد أشاد بنتائج تجربة استخدام جهاز الاتصال (اللاسلكي) بين المركبات الخاصة للنقل والتي طبقت خلال موسم حج العام الماضي, كما أكد معاليه في حديثه لجريدة المسائية بأن تعميم استخدام أجهزة الاتصال بين المركبات المخصصة للنقل كسيارات الاجرة (الليموزين) قيد التنفيد.

أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved