| الاقتصادية
بريدي يزخر بالدعوات لحضور ندوات ومؤتمرات اقتصادية على مدى الوطن العربي الكبير، وتطرز صفحات الجرائد بعناوين اخبارية عن تلك الندوات والمؤتمرات، تشرح المواضيع المطروحة على جدول أعمالها، ثم فيما بعد التوصيات التي اتفق عليها المؤتمرون لتطوير وتحسين الاقتصاد العربي.
ونسمع أيضاً عن اجتماعات مسؤولين اقتصاديين عرب، وعن لقاءاتهم المعطرة بالولائم والعزائم، ويرشح عنهما ما يرشح من قرارات تسبقها توصيات وتمنيات.
ومع هذا، فالتنفيذ يكاد يكون معدوماً، والأدراج مع الأسف ولا أقول سلال المهملات رموس الوأد الحديث، حيث الأقوال لا تقترن بالأفعال، فالساحة الاقتصادية العربية لم تشهد لسنوات عديدة أي عمل اقتصادي عربي مشترك.
قال لي أحد المراقبين، إن هذه المؤتمرات والندوات الاقتصادية، لا تقام لحفز الاقتصاد أو رفده أو توحيده أو حتى تكامله أو تطويره، بل تعقد لأهداف أخرى يخرج منها المنظمون ببعض الشهرة والمال، والتقرب إلى المسؤولين الذين يرعون ذلك المؤتمر أو تلك الندوة.
لست أميل لهذا الرأي، فالتعميم آفة محبطة للمخلصين من الاقتصاديين العرب الذين يعملون في مناخات سياسية متباينة.
لكني أتمنى لو أن المؤتمرين الاقتصاديين العرب يعقدون مؤتمراً سنوياً لتقييم مؤتمراتهم الاقتصادية خلال العام، بماذا أوصوا؟ وماذا تحقق؟ وما هي العقبات ومن هو المعيق؟
نصر بن عاصم دخل التاريخ العربي عندما نقط الحروف العربية، فوحد قراءة النصوص وأزال اللبس فيها، وتحول ما فعله على مرور الزمن إلى كناية عن فعل الايضاح والشفافية وتحديد المسؤولية ، ويا ليت الاقتصاديين العرب مسؤولين ومتخصصين يضعون النقاط على الحروف وعلى الكلمات والمصطلحات الاقتصادية العربية.
الجعجعة أذى، والطحين غذاء، ونقطة التعادل أن ينجم عن الأذى غذاء، وإلا تحول إلى ضرر يوجب التعويض وفق كافة الشرائع السماوية.
|
|
|
|
|