رئيس التحرير : خالد بن حمد المالك

أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Thursday 15th June,2000العدد:10122الطبعةالاولـيالخميس 13 ,ربيع الاول 1421

الثقافية

عبد الفتاح أبومدين لـ الجزيرة الثقافية
الصحافة الأدبية غائبة عن الأندية الأدبية كلها
مكان المرأة الثقافي هو الجمعيات النسائية
حوار:جميل الفهمي
بصراحته المعهودة ومباشرته المعروفة ووضوحه الدائم، تحدث الأستاذ عبدالفتاح ابومدين رئيس النادي الأدبي الثقافي بجدة للصفحة,, حديثا لا تنقصه الصراحة في العديد من القضايا والمفاهيم الثقافية والاجتماعية والصحفية.
* وقد حاولت في اللقاء معه ألا تكون الاسئلة تقليدية وإنما فيها إن أحسنت التعبير شيء من الاستفزاز وهو ليس مقصودا لذاته وإنما الهدف منه استجلاء الحقيقة حول بعض النقاط.
* وكان السؤال الاول عن مدى إقبال الشباب على الأندية الأدبية حيث اجاب قائلاً:
كما هو معروف ومعلوم، فإن الشباب ليس لديهم رغبة ملحة للمطالعة قم الآن أنت بزيارة أي جامعة كم باحثا تجد فيها فنوادر هم الذين يتابعون المعرفة والثقافة ومع الأسف فإن حب القراءة إلى حد ما ضعيف بدليل أنك تطبع كتابا جيداً وبجانبك جامعة فيها حوالي ستة وثلاثين الف طالب وطالبة, ومع ذلك تجد ما يباع منه نسخاً محدودة ويمكن ألا تبيع شيئاً منه، في الوقت الذي يشتري البعض حذاءه أكرمك الله بمبلغ 500 ريال وبأكثر من هذا وأنت ليس لديك عصا سحرية تعدل من خلالها توجهات الشباب فهم أي الشباب لهم توجهات اخرى مثلاً يريدون الغناء والطرب واللهو والرحلات وكرة القدم، لكن الثقافة هذه مجال آخر والتوجه إليه للناس الذين لديهم عمق الرغبة والطموحات، لكن ما عداهم مع الأسف ليس لديهم الاقبال على الثقافة ففي جدة والرياض الحضور للناديين ضعيف جداً بينما في المناطق النائية الحضور فيها جيد وأنا رأيت ذلك بنفسي في الباحة والقصيم وأبها, وهذا امر يؤسف له حقيقة,! أن يكون الحضور الثقافي في ناديين كبيرين في مدينتين كبيرتين تعجان بوسائل الإعلام المسموعة والمقروءة وبها العديد من المثقفين قليلاً جداً.
* ألا ترى أن نادي جدة الأدبي مقل في الأمسيات الأدبية؟
من غير المعقول والمقبول أن نقيم أمسية ثقافية ولا يحضرها إلا عشرون شخصاً مثلاً مع تحمل النادي لتكاليف الأمسية، ثم تجد أن المحصلة لا شيء والناس قد عرفت الوجوه فما هو الجديد الذي سيقدم من قبل الذين سندعوهم؟
والنقص في الأمسيات نحن نقوم بتعويضه من خلال الإصدارات فالعملية ليست عملية كم وإنما هي عملية من يسأل عن الأمسيات ومن يحضرها ومن يشارك فيها,, فالناس منصرفون عن الثقافة؟
* يقال إن الصالونات الأدبية في العديد من مناطق المملكة يعود السبب في وجودها إلى تقصير الأندية الأدبية فيما هو مطلوب منها ماذا تقول؟
هذا كلام غير صحيح، فأصحاب الصالونات الأدبية أنفسهم يشكون فمثلاً الأستاذ عبدالمقصود خوجة رغم سعة علاقاته وصداقاته,, يشكو من ان الناس لا يأتون إليه إلا متأخرين رغم الإلحاح في الدعوة للحضور ومع الأسف فإن هذه الصالونات لا تقدم ما تقدمه الأندية، وليست بديلاً عن الأندية رغم ما فيها من تكريم ومن بعض النشاطات المنبرية,, والمهم ان تجد من لديه الرغبة في متابعة المعرفة! فالثقافة كما تعرف شاقة، والثقافة متعبة والناس لا يريدون المتاعب وإنما يريدون الشيء السهل.
* ايضاً يقال إن نادي جدة الأدبي يجامل في طباعة الإنتاج من له صلة به أو يكون عضوا فيه بماذا ترد؟
هذا ايضاً غير صحيح وعلى الذين يقولون هذا أن يقول احدهم او إحداهن بأنه بعث بكتابه إلى النادي الأدبي وأنه اعتذر فنحن نعتذر في حالة واحدة فقط، حينما يكون هذا الكتاب في المستوى الذي لا يشرف النادي في جدة ان يطبعه أما إذا كان الكتاب في المستوى المطلوب فإنه يسعدنا ان نطبعه والذي يدعي علينا ويقول إننا نرفض طباعة إنتاجه عليه أن يبرز ويقدم الدليل,! اما ان يتكلم فقط بدون دليل فهذا شيء مرفوض,!
وأحب أن أضيف هنا، ان بعض الناس يعيبون عنا وأن أكثر كتاب إصدارنا والمسمى علامات هم من غير السعوديين، والسبب هو عدم تجاوب أكثر المثقفين السعوديين الذين كتبنا إليهم راجين منهم المساهمة ، ومن هؤلاء المثقفين أساتذة في الجامعات، ولم يتجاوبوا معنا، ربما لظروفهم ولانشغالهم في الجامعات وشؤون حياتهم فإذا كان مواطنوك لا يتجاوبون معك فماذا أنت صانع؟
* ما هو دور النادي الأدبي في جدة، وما هو نشاطه وجدة الآن تعيش جوها السياحي من خلال فعاليات جدة 21؟
هناك تنسيق كبير بين النادي والغرفة التجارية الصناعية بجدة، حيث طلبوا منا ذلك فرحبنا بهم، ونحن دائماً متعاونون معهم إذ تعاونا من خلال عدة مناسبات مثل معرض الكتاب الدولي بجدة، الذي اقيم قبل فترة غير بعيدة وسيكون دورنا ان شاء الله كذلك من خلال إقامة أمسيات قصصية وأمسيات شعرية وحوارات خفيفة ونحن نتعاون مع اي جهة من أجل خدمة المثقف وتحريك عملية السياحة من خلال المنابر الثقافية.
* أستاذ عبدالفتاح النساء شقائق الرجال ما هو موقع المرأة المثقفة في نادي جدة، من حيث حضور المنتديات والمشاركة وطبع الإنتاج؟
نحن لسنا اصحاب قرار في موضوع المنتديات فحينما سئل الأمير فيصل بن فهد رحمه الله عن موضوع المرأة والأندية الأدبية قال: إن سبيلها هو الجمعيات النسائية، وهي المسئولة عن موضوع الملتقيات الثقافية والحوارات الأدبية وطبعاً الجمعيات النسائية منتشرة في طول البلاد وعرضها, اما بالنسبة للإنتاج الثقافي فنحن لا نفرق بين رجل وامرأة، فأي انتاج جيد يصلنا يسعدنا ان نطبعه ونحتفي به,!
* ماهو دور الرئاسة العامة لرعاية الشباب ممثلة في سمو رئيسها في دعم نادي جدة الأدبي أسوة بسائر الأندية الأدبية؟
نادي جدة يأخذ نصيبه كما هو محدد له، وهذه مسألة تخضع لتقدير ولحسابات لدى الرئاسة ونحن في نادي جدة الأدبي، نمد لحافنا على قدر أرجلنا.
* ما هي علاقة نادي جدة الأدبي بالصحافة الأدبية؟
الصحافة الأدبية غائبة عن الأندية الأدبية كلها مع الأسف غياباً كلياً فهم لا يبحثون إلا عن النقص والاخطاء وعن المثالب، من أجل أن يبرزوها وهذا ليس خاصا بالأندية الأدبية وإنما يشمل مواقع اخرى مثل الجامعات وغيرها فقبل مدة كنت بحضرة معالي مدير جامعة الملك عبدالعزيز واشتكى لي من الصحافة حيث قال: إن الصحافة تفتش عن الأخطاء إنها لا تذكر الحسنات .
ومع الأسف هذه سمة سيئة في الصحافة، والأصل في الصحافة أن تذكر الحسنات والسيئات وهي تنتقد او تصلح,!
والصحافة كانت رسالة فأصبحت وظيفة وشتان بين الوظيفة والرسالة! وأنا أقول دائماً إن التعليم والصحافة كانا رسالتين فأصبحا وظيفتين وهناك فرق بين الوظيفة والرسالة !
فأكثر العاملين في الصحافة الآن يريدون منك ان تكون سكرتيراً لديهم ترسل لهم الاخبار بالفاكس وكفى وأنا لا اقبل هذا الوضع، لأنني لست موظفا لديهم! فالصحافة الحقيقية جهد وحركة وان تذهب بنفسك وراء الخبر ووراء اللقاءات لا أن تكتب لهم الأخبار واللقاءات وأن تزودهم بكل شيء وهم في مكاتبهم وأسماؤهم فوق صفحاتهم وعلى ملاحقهم، لذلك فإن التقصير من عندهم في متابعة كل جديد في النادي الأدبي وغيره من المؤسسات العاملة.
* أنت صحفي معروف أسست الرائد وشاركت في تحمل المسؤولية في العديد من الصحف وكتبت كثيراً كيف وجدت وكيف تجد دائماً الاستجابة لما تكتب؟
الاستجابة يمكن نسميها أنها متذبذبة يعني تصح في احيان ولا تصح في أحيان كثيرة بمعنى أننا نطرق ابواب القضايا الاجتماعية والإصلاح وفي رأيي ان كتاب القضايا الاجتماعية هم عون للدولة، وعون للمؤسسات على اساس انهم يدلون على ماينبغي أن يكون وعلى الاصلاح فنحن ككتاب لسنا ضد ولكننا مع !
فنحن في بلادنا نغار عليها، ونريد ان تكون من احسن البلاد وأنه لمن المؤسف ان يضيق البعض بالنقد الهادف,!
ويتخذ منك موقفا وربما قام بمقاطعتك ونحن ككتاب لسنا مشاركين لهذه المؤسسات في مسئولياتها في أدوارها، ولكننا عيون تجوب البلاد والشوارع ونرى الاخطاء وندل عليها، وينبغي ان يقال لنا شكراً على ما تقومون به، فنحن عامل مساعد للمؤسسات الحكومية ولسنا ضدها ولسنا نطمع في مراكزها وكما يقول الصحابي الجليل ابو ذرالغفاري رضي الله عنه: كلمة الحق لم تدع لي صديقا ,!
* ماذا ينقص الحركة الأدبية في بلادنا؟
ينقصها أن يكون هناك أناس لديهم حس ثقافي, ودائماً أردد ان الترف لا يبني أمة وإنما الشظف هو الذي يبني ويربي الأمم، فالابن اذا نجح في الابتدائية اشترينا له سيارة بدلاً من ان ننمي رغبته في المعرفة والاطلاع على أدب امته والثقافات والآداب العالمية واعتقد ان ما ينقص الحركة الأدبية عدم وجود الجيل المواكب لخطواتها بسبب انشغاله بأمور اخرى كثيرة.
* حينما يختار الاستاذ عبدالفتاح أبومدين كتاباً للقراءة هل يكون الاختيار على أساس اسم المؤلف أم موضوع الكتاب؟
طبعاً أهتم في المقام الأول بموضوع الكتاب، والمؤلف قد لا يكون شرطاً في شراء الكتاب.
* كتاب قرأته وتأثرت به؟
في الواقع الكتب التي قرأتها كثيرة والتي احتفظ لها بمكانة في نفسي منها على سبيل المثال: النظرات والعبرات للمنفلوطي، ويوميات نائب في الأرياف لتوفيق الحكيم، بالاضافة الى كتب طه حسين والمحصلة كبيرة وهي قراءات في بداية تعلقي بالحرف، ولا أستطيع أن أحصر التأثير في كتاب أو كتابين والمثقف المحتاج للمعرفة يلتهم كل ما يجده تحت يده أو تراه عيناه.
* ما هي القضية التي تشغل بالك ككاتب وصحفي وصاحب قلم؟
كثيرة هي القضايا التي تشغل بالي هموم وطني من نجاح لابنائه ومن إيجاد لفرص العمل لهم والأهم من هذا ان تستجيب جامعاتنا لمتطلبات السوق، وانه لمن المؤسف ان يكون لدينا أكثر من ستة ملايين عامل أجنبي في بلانا ومع ذلك نقول إن لدينا بطالة، والشباب لايجد وظائف لذلك فان علينا ان نطور مناهجنا الدراسية للبنين والبنات بحيث تكون مخرجات التعليم تلبي احتياجات السوق سوق العمل وهذا شيء اساسي، لكن ان تظل المناهج كما هي منذ ربع قرن او ثلاثين سنة ثم نقول ان طلبتنا غير مستعدين، والسوق يريد غيرهم يريد لغة يرد اناساً متحركين يريد اناسا ملتزمين، فهذا غير معقول وغير مقبول اذاً هناك اخطاء لدينا ويجب معالجتها!فعلى سبيل المثال، نحن الآن في عصر الكومبيوتر ويتقدم الشباب الى بعض الجامعات، يريدون دراسته فيقال لهم لايوجد إمكانية وبعضهم يرغب في دراسة الطب فيصطدم بعدم وجود الإمكانية ايضا, واقترح في هذا المجال ان يكون هناك رسوم رمزية تؤخذ من الطالب والطالبة من أجل إيجاد الدراسات التي يحتاجها الشباب من الجنسين ويحتاجها سوق العمل.
كما انني ارى ألا تمنح المكافأة الجامعية إلا للمحتاج إليها، سواء كان طالباً ام طالبة واستثمار مايتبقى من المكافأة في تطوير المناهج وفي فتح أقسام جديدة وفي إحضار اساتذة وفي إقامة كليات جديدة ونحن الآن في حاجة ماسة الى الكليات التقنية ، فالناظر الان الى السوق يلاحظ سيطرة الاجنبي على الورش الفنية من إصلاح للسيارات والأجهزة التي تستعمل وغيرها وهذا يدل على وجود خلل ما لدينا ومسؤول عنه الأجهزة الرسمية من البلديات والأمانات والكليات التي تخرج لك اصحاب العلوم النظرية من الجغرافيا والتاريخ والعلاقات العامة,, الخ, فينبغي علينا ان نكتفي بما هو لدينا من اصحاب العلوم النظرية وان نلتفت لأصحاب العلوم التطبيقية أو هي التي نحتاج الى خريجيها وإلا فإننا سوف نكون متخلفين عن الركب!
* أنت أحد المفكرين ماذا تقول للمفكر السعودي والمفكر العربي؟
انا لست مفكرا ولا منظرا، وانا اريد ان يكون الناس ملتزمين فالمواطن المسلم يجب ان يكون ملتزماً والالتزام يعني الالتزام بعقيدته وبخلقه وبمبادئه، وهذه هي بعض مقاييسه وليس المقياس بالمال, فليس المقياس بالمال أو الوظيفة فهذه اشياء غير دائمة.
والالتزام هو مبدأ الإنسان الناجح والإنسان اذا لم يكن ملتزماً فلا قيمة لدوره ولا قيمة له إذا لم يكن صادقاً وخلوقاً في تعامله مع الناس، فإذا حافظنا على هذه الصورة الإسلامية، فسنكون من الأمم المتقدمة بفكرها وبعقائدها وبعملها والله سبحانه وتعالى يقول في كتابه الكريم وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون , واقول للمفكر العربي أيضا أن يكون ملتزماً ايضا ولكن مشكلة المفكر العربي انه متشرذم والتيارات تأخذه وتجذبه، وكثير من المفكرين العرب يتحدثون ويكتبون وليس في وجدانهم العقيدة والإسلام وهم مسلمون وانا حضرت ندوات لهم ومناسبات، ولم أر أحداً منهم يقول بسم الله الرحمن الرحيم وهو يتحدث أو يحاضر والمفكر العربي يعيش الخصومات والتفرقة والسبب انه لايوجد خط واضح ينطلق منه المفكر العربي فالمفكرون العرب يختصمون على الشكليات والقشور وكثير من مفكري العرب غير ملتزمين بالعقيدة الإسلامية وتعتبر لديهم شيئا ثانوياً، وانا اعني بكلامي هذا المسلمين منهم اما من كان غير مسلم فلا حجة لنا عليه والالتزام في كل شيء هو المنطلق الصحيح، والصدق والمبدأ والأمانة كلها اشياء مطلوبة.
والله يقول يا ايها الذين آمنوا لِمَ تقولون ما لا تفعلون كبر مقتاً عند الله ان تقولوا ما لا تفعلون , اذاً الالتزام هو الارتباط بصدقك في وعدك، في مسلكك من أجل ان تكون صورة مشرفة في مدرستك في جامعتك في منزلك.
وانت اذا لم تكن صورة مشرفة فلا تسأل الآخرين لماذا انحرفوا ولماذا فشلوا؟ فأنت كن القدوة لهم، ولآلك قبل ذلك ولوطنك الذي تنتسب اليه، حين تلتزم وتصدق.
* في ختام هذا اللقاء, ماذا تود ان تقول للقراء؟
اقول لهم ابحثوا عن الحق وعن الصدق واتبعوا السبل التي توصلكم إليهما وان علينا جميعا ان يكون اتصالنا بالله سبحانه وتعالى بشكل دائم في وقت الرخاء ووقت الشدة, لأن المسلم يحمل رسالة جديرة بالتبليغ للعالم أجمع فإذا صدقنا مع خالقنا سنكون خير أمة أخرجت للناس تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر وتؤمن بالله.

أعلـىالصفحةرجوع















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][البحث][الجزيرة][موقعنا]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved