| الثقافية
* السنسكريتية SANSKRIT
هي اللغة الأدبية في الهند القديمة OIND التي استعملت في الوظائف العديدة للأدب، وهي الأصل والأقدم في كل اللغات التي انبثقت على مر العصور والدهور، وعن اللغة السنسكريتية انبثقت الفيدا VEDA,, عبارات وتعبيرات دينية استعملت في الغناء في القرن الثاني قبل الميلاد, ومنذ القديم وحتى وقتنا هذا لا تزال الفيدا تُسمع في التراتيل الدينية الهندية, في الأصل لم تكن مدونة أو مكتوبة، لكنها كانت تُلقى من أفواه رجال الدين ملفوظة شفاهة ORAL، أما في العصر الحاضر فلا يكاد رجال الدين أنفسهم يفهمون منها كثيراً لتقادمها من ناحية، ولألفاظها المهجورة من ناحية أخرى، رغم أنها لغة كتب الهندوس الدينية الأربعة.
بعدها دخلت تعبيرات وعبارات فاتنة سحرية MAGIC استعملت خاصة في النثر الأدبي الهندي عرفت باسم البراهما BRAHMA لغة يفهمها المثقفون من أبناء الطبقة العليا، والبراهمانية BRAHMANISM هي النظام الديني والاجتماعي الهندوسي، امتدت هذه التعبيرات والعبارات إلى الشعر وعرفت باسم أوبانيساد UPANISAD أبرز بها الشعراء الجانب الطقوسي السري والفلسفي لشعائرهم, وفي النصف الثاني من القرن الأول قبل الميلاد خرجت الآداب التي تتعامل مع القوانين والعلوم والفلك.
* الشعر الهندي:
كما في العالم أجمع، يولد الشعر الهندي من الملاحم EPIC، شعر يتحدث عن الملاحم ويزخر بالبطولات سلسلة أحداث أو مجموعة أساطير أو تقاليد جديرة بأن تكون موضوعاً لملحمة, برزت الملحمة الأدبية الدينية بهاجا فال جيتا BHAGAVAD - GITA ومهدت بعد انتشارها جماهيرياً للملحمة الهندية الشائعة المهابهاراتا MAHABHARATA المعروفة حتى اليوم, وبينما خرجت الفيدا على ألسنة رجال الدين، جاءت الملاحم وقد احتضنها رجال البلاطات الحاكمة وأولي الأمر في غنائياتهم, ثم جاء انتشارها شعبياً عندما قدمها مغنون متجولون في الشوارع والميادين على جماهير غفيرة لا تعرف القراءة ولا الكتابة في العصور القريبة, وزاملت ملحمة المهابهاراتا ملحمة أخرى شهيرة هي رامايانا RAMAIANA ألقيت في البداية باللغة السنسكريتية، ثم تحولت إلى استعمال اللغة الشعبية في القرن 15 ميلادي، ظلت الملحمتان نبعاً أدبياً هندياً حتى نهاية القرن 19 ميلادي المهابهاراتا تشرح الحرب بين أخوين، ورامايانا عن بطولة عودة زوجة مخطوفة.
* البورانا,, القصة الهندية:
كان طبيعياً أن تتطور اللغة وكذلك الأسلوب في أدبيات الهند، ومع هذا التطور فقد ظلت الأعمال الأدبية تحتفظ بالشكل والمضمون الدينيين القديمين، وقد برز هذا الانتماء الديني واضحاً في ميلاد القصة الأسطورية البورانا PURANA في منتصف القرن الأول قبل الميلاد، والتي مهدت لأدب كامل عُرف باسم الأدب البوراني استعمل عبارات ساحرة آسرة ألهبت حماس جماهير الهند حتى القرن الثاني الميلادي، كانت أشهر قصصه ما أن أطلق عليه تانترا TANTRA.
* بدء عصر كلاسيكية الأدب:
استلهاماً من القصيدتين الشعبيتين المهابهاراتا ورامايانا ومن بعض مشاهدهما خرجت القصائد الهندية الاصطناعية كافيا KAVIA والتي تميزت مرة ثانية بلغة أدبية عالية لم يفهمها إلا طبقة خاصة من المثقفين، وجاءت الكافيا ارتفاعاً بقيمة الآداب ومستواها، ومثلت قصيدة كاليداسا KALIDASA النموذج الأمثل للكلاسيكية في تاريخ الآداب الهندية، وفي عودة جديدة إلى اللغة السنسكريتية، التي سيطرت على الفترة الكلاسيكية ما بين القرنين الرابع والثاني عشر الميلاديين، ثم امتدت بعد ذلك في القصائد الاصطناعية حتى القرن العشرين.
أما الشعر الغنائي فقدظهر مع التاريخ الميلادي منذ القديم، وفي الهند فقد تركز في أغلب انتاجه على الابيجرام القصيدة القصيرة التي تختتم بفكرة بارعة أو ساخرة، وعلى قصص الغرام أمارو AMARU، وبعض قصص أخلاقية عرفت باسم بهارتريهاري BHARTRIHARI.
عرف العصر الكلاسيكي أدب الحكايات TALES,, الذي تناول حكايات الحيوانات بان اتشتانترا PANCHATANTRA.
أولا، ثم تبعت حكايات الطيور سوماديفا SOMADEVA، وحكايات الرواية سوكاسابتاتي SUKASAPTATI التي كانت أغلب موضوعاتها قصص حب مقلقة.
ختمت قصيدة الحب الشعرية دجاياديفا DGAIADEVA ذات الدلالات الطقوسية عصر الأدب السنسكريتي الكلاسيكي، فاسحة مكانها للأدب الهندي الجديد.
الأدب الهندي الجديد
بدأت تباشيره قديما في القرن الثاني عشر الميلادي، ورويدا رويدا انتقل الأدب السنسكريتي الى اللغات التي ولدت كاللغة الهندية واللغة البنجالية , وكلها لغات تعود في أغلبها الى اللغة الأصل السنسكريتية, الأمر الذي فتت من وحدة اللغة بين تطورات اللغات المختلفة, في الشمال الغربي دخلت اللغة العربية بين المسلمين في الهند، وسيطرت معها لغة شعرية ما بين القرنين 12، 15 ميلادي، كما سار الشعر باهاكت BHAKT على مناطق الشمال الهندي زاحفا ولاغيا قصائد الحب الطقوسية الرمزية, تستبدل القصائد الشعرية باهاكت الاله فيسنو VISNU عندهم بالفلاح كريشنا KRISHNA وهو ما يرمز الى صورة النفس البشرية , وهكذا تتولد في الأدب الهندي الجديد اتجاهات هي في الاصل مستوحاة من عبارات الاله فيسنو, وتجد هذه الاتجاهات مكانها في رامايانا وفي المهابهاراتا وفي البهاجافاتا بورانا BHAGAVATA - PURANA عندما تبدأ ترجمات الآداب الهندية الى اللغات الحية.
وفي جنوب الهند تبقى عبادة الاله شيفا SHIVA قوية الى جانب عبارة فيسنو، كما تبرز ذلك قصص الأدب والتراتيل عند التاميل TAMIL، وهي آداب عاصرت فترة الأدب السنسكريتي الكلاسيكي وتطورت معها في الوقت نفسه, ومع ذلك ورغم تطور الأدب السنسكريتي ابان فترته الكلاسيكية فإنه كان على الدوام يحتفظ بالعناصر الدينية والموضوعات الطقوسية السرية، هذا بينما نجد الآداب الهندية الجديدة تقدم موضوعات عامة في الشعر، وقصص الغرام، وموضوعات تاريخية في النثر.
أما في الريف الشمالي باكستان حاليا وحول دلهي بعد الاسلام فقد تأثرت الديانة الهندية وثقافة الأدب الهندي، ودخلت اللغة الفارسية ببعض مصطلحاتها الى جانب اللغة العربية، وظهرت لغة الأوردو URDU في الهند وهي خليط من اللغتين الهندية والفارسية, وقد أثر الأدب الفارسي بأنواعه المختلفة في الآداب الهندية بأشعار الغزال GHAZAL، والقصيدة السرية الصوفية وقصص الحب الشعرية.
وفي العصر الحديث، فقد غير الأدب الانجليزي من جذور ومسار الأدب الهندي الحديث أولا في خصوصية أدب البنغال كما يتضح في اعمال مادهوسودان داتا.
MADHUSUDAN DATTA في منتصف القرن 19 ميلادي، والرواية، والقصائد الشعرية والدرامات الاجتماعية, ومع هذا التتبع لآداب الغرب، الا ان الأدب الهندي لا يزال محتفظا بعبقه وتقاليده القديمة والموروثات، كما نرى في قصائد رابندرانات تاجور RABINDRANATH TAGORE، محمد اقبال MOHAMMED HKBL وفي بداية القرن العشرين ينهض الأديب الروائي بريمتشاند 1 premchana بالقصة الهندية والادب الروائي على السواء, أما أعمال أجييا AGJEJA فقد أثارت عاصفة أدبية بما حوته قصصه من تيار تحليلي فرويدي PSYCHOANALYTIC متعلق بالنفس، يضع شخوص قصصه في خضم واسع من المشكلات، ولا يصل الى مبتغاه الا بانتصار أفكار الفرويدية، مما جعله مؤسس المدرسة الأدبية التجريبية تعرض أجيييا للعديد من نقاد العصر، ولم يكن يشفع له الا عضويته في الأكاديمية الهندية، واشتراكه في حرب التحرير القومية مع المهماتا غاندي GANDHI.
هامش
بريمتشاند 1880 1936م كاتب قصة وروائي هندي، يكتب أعماله باللغتين الأوردو والهندية بعد فترة طويلة من عمله بالتدريس بعد انتهاء الجامعة ما بين عامي 1908، 1921م تفرغ للانتاج الأدبي مؤسس اتحاد كتاب الهند وتدور أعماله الأدبية حول تطوير معيشة الفلاحين بما جعله احد رواد الواقعية النقدية في بلاده.
|
|
|
|
|