| الفنيــة
دأب التلفزيون السعودي في المناسبات الدينية مثل شهر رمضان وذي الحجة على عرض تمثيليات اصطلح تسميتها بالتمثيليات الدينية يتحدث الممثلون فيها باللغة العربية الفصحى، وتتعرض لقصص واحداث من التراث العربي ولاهمية هذه التمثيليات والمواضيع التي تتطرق إليها احب ان اعرض بعض الملاحظات عنها:
أولاً: لا شك لدينا ان لهذه التمثيليات فوائد كثيرة منها التعريف بالتاريخ العربي والاسلامي وربط النشء برموزهم وتعويد المشاهدين على سماع اللغة العربية الفصحى بدل اللهجات العامية التي تحفل بها التمثيليات الاخرى, واغلب الحلقات تبرز الاخلاق الحميدة التي يتحلى بها اسلافنا مثل الوفاء بالعهد والشجاعة والكرم والصدق والامانة وعرضها على المشاهد تأصل هذه الصفات في المتلقي وخصوصاً في فئة الشباب وهي اكثر فائدة من المسلسلات الاخرى التي تشجع سلوكيات سيئة مثل عدم الثقة بالاقارب والمنافسة غير الشريفة والوصول للثروة بطرق غير مشروعة.
ثانياً: عدم اجادة بعض الممثلين للغة العربية، وبعضهم ينطق الحروف بالطريقة المصرية، وارى ان يستعان بالممثلين الذين لهم خبرة في هذا المجال واشتهروا بحسن الالقاء والقدرة على الاداء باللغة العربية الفصحى مثل رشيد علامة وعبدالمجيد مجذوب ومحمود سعيد.
ثالثاً: التكلف في طريقة الضحك والحديث: في هذه التمثيليات يتحدث الممثلون بصوت عالٍ ويتقعرون في الكلام ويضحكون بطريقة هستيرية مما لم يعرف عن العرب فقد كانوا يحكون الطرائف عن المتقعرين.
رابعاً: عدم الاهتمام الكافي بلباس الممثلين، فبعضهم ملابسه الوانها غير متناسقة، فالعمامة خضراء والقميص برتقالي والسروال من لون آخر، فيبدو الممثل وكأنه طاووس.
وهذا لم يعرف عن العرب الاولين، والأمريكان في أفلام رعاة البقر وحرصاً منهم على تلميع تاريخهم يلبسون الممثل قبعة بيضاء وملابس (آخر شياكة) وحذاء لامعا، مع أن المنطق غير ذلك، فرجل يعمل في الحظيرة مع الابقار والخيول وتظل ملابسه نظيفة، بينما المسلمون الذين كانوا في أوج حضارتهم في ذلك الوقت، والذين بنوا قصورا ومساجد في الاندلس والشام وبغداد والتي تثير الاعجاب حتى وقتنا الحاضر ملابسهم بهذا الشكل الذي تعرضه هذه التمثيليات من قلة الذوق,
والغريب انه عندما يقوم ممثل بدور احد جنود الفرس او الروم فإنه يكون أكثر اناقة!!!
خامساً: مشاركة العنصر السعودي في مثل هذه التمثيليات أجدى له من المشاركة في مسلسلات باللهجة المصرية او السورية يكون فيها عنصر نشاز ودوره ليس له قيمة، وقد شاهدت مسلسلا دينيا شارك فيه الممثل عبدالاله السناني وكان أداؤه مقنعاً جداً.
سادساً: طول الفترة الزمنية التي تحكي عنها هذه التمثيليات وغناها بالاحداث ستكون مجالاً خصباً وثرياً للإبداع، تمدّ الكاتب بموضوعات متنوعة وبعيدة عن التكرار الموجود في المسلسلات والتمثيليات الاخرى، ودرجة تقبل المشاهدين لها كثيرة متى ما وجدت العناية الكافية، واكبر مثال نجاح مسلسل (الاسكافي) الذي قدمه حسين عبدالرضا العام الماضي.
سابعاً: التدقيق في اختيار الممثلين الذين يقومون بادوار رئيسية مثل شخصيات الصحابة او القواد، فمن غير المعقول ان يسند دور لمثل هذه الشخصيات العظيمة لممثل يؤدي في افلام اخرى ادواراً ماجنة، وحبذا لو يقوم التلفزيون السعودي بإنتاج بعضها على حسابه.
آمل في النهاية الاكثار من عرض هذه المسلسلات وان لا يقتصر عرضها في المناسبات الدينية فقط، لانها تحكي عن ما قدمه الاسلام والحضارة الاسلامية للعالم اجمع.
محمد عبدالله الماضي
|
|
|
|
|