| الفنيــة
طبيعة الانسان ساعدته على اختراع السينما، ربما سائل يسأل وكيف ذلك؟ والجواب هو ان الصورة المتحركة امام انظارنا هي عبارة عن حركة متقطعة متصلة يفصل بينهما خطوط لا يمكن ان تراها العين لتخلق لدينا وهم الحركة لان الصورة التي ترتسم على الشبكية لا تزول فوراً وهذه الخاصية، أو هذا النقص في بصرنا هو الذي يعطينا الاحساس بالحركة علماً ان هناك خطوطا فاصلة بين كل صورة وصورة وهناك وقفة زمنية لجزء من الثانية.
هذا العامل هو الذي ساعده على البحث وراء الحركة المتصلة في القرن السابع عشر والثامن عشر على يدي (نيوتن والفارس دارسي) وفي سنة 1825م اخترع (فينون والدكتور باريس) اسطوانة من الورق المقوى تحمل على وجهها وظهرها رسمين يتطابقان في ابصارنا عندما نحركها بسرعة وتوالت التجارب للحصول على هذا الاختراع الذي شد انتباه العالم فبدأت تنهال التجارب من كافة الدول ففي امريكا هناك رجل يدعي (لولاند ستانفورد) وهو من اغنياء الامريكان قد دخل في رهان يتعلق بأشكال واوضاع الحصان اثناء العدو حيث قيل ان الحصان في احدى لحظات جريه تكون جميع اطرافه في الهواء ولكي تحقق هذه المعادلة صمم جهازا استغرق العمل فيه ست سنوات من سنة (1872 1878م) وهو عبارة عن اربع وعشرين كامرا فوتوغرافية متصلة باسلاك طولية تقطع مضمار السباق عرضاً وحين تندفع الخيول في الحلبة مصورة ذاتها بمجرد قطعها الاسلاك الموضوعة في طريقها ولم تنجح التجربة لان بعض الاسلاك لم تنقطع فجرفت في طريقها آلات التصوير والمصورين وكانت تجارب من فرنسا وانكلترا وروسيا وألمانيا واخيراً توصل الفرنسي (لويس لوميير) في آذار سنة 1895 الى صنع جهاز اسماه السينما توغراف ومنه اشتقت كلمة سينما وهو عبارة عن كامرا سينمائية تفوق على مثيلاتها وبذلك حقق انتصاراً عالمياً وعمل عشرات المصورين الذين دربهم لويس لوميير على نشر آلته في انحاء العالم فارضين على غالبية الناس كلمة السينما توغراف ومشتقاتها للدلالة على هذه الآلة الجديدة.
واراد القيصر وملك انكلترا والاسرة الامبراطورية النمساوية وجميع الشخصيات المهمة ان يروا هذه الآلة الجديدة فاصبحوا بذلك من احسن دعاتها.
وفي الولايات المتحدة عرضت المشاهد الاولى لآلة السينما توغراف بعد زمن قصير من عرض آلة اخترعها آرمان واديسون اسمياها الحياة المرئية وفي اواخر سنة 1896 خرجت السينما نهائياً من حيز المخابر، وغدت الآلات المسجلة تعد بالمئات امثال آلات لومير، ميلييس، باتيه، غومونت في فرنسا واديسون وكان ويليام يول في لندن قد ارسى قواعد الصناعة السينما توغرافية حتى صار الوف الناس يزدحمون كل مساء في قاعات السينما المظلمة حيث كانت طريقة العرض عبارة عن مشاهد من الحياة اليومية مثلاً عمال يخرجون من المصنع حلاق يحلق لرجل لاعب سرك.
ومن ضمن الطرائف التي حصلت حيث وضعت الكاميرا قرب سكة القطار وعندما اقترب القطار من الكاميرا ارعب الجمهور ففروا هاربين معتقدين ان القطار سوف يخرج من شاشة العرض ليصدمهم وحين ارادوا تصوير المشاهد الداخلية كانت تصور على خشبة المسرح والكامرا ثابتة لا تتحرك والاشخاص أو الممثلون يدخلون ويخرجون داخل منظور الكاميرا وكانت هذه البدايات لصناعة السينما ووجود الممثل ولا تتعدى الافلام المعروضة (14) دقيقة وبدأت بعدها بالتطور الى ان جاء بورتر وهو احد المهتمين باخراج الافلام ليعمل نقله سينمائية في عالم الاخراج حيث حرك الكامرا واخذ زوايا مختلفة ولقطات قريبة واضعاً بذلك فن المونتاج الى ان وصلت الى يومنا هذا واصبحت صناعة يعتمد عليها بالدخل الاقتصادي في بعض دول العالم.
|
|
|
|
|