| مقـالات
نزاعات الحدود بين الأقطار العربية، هي إرث مرير يرثه الأحفاد من الجدود، فهي إرث الجدود وقضية الأحفاد! وهي مثل الألغام المدفونة في الأرض لا يعلم أحد متى تنفجر ولا من تصيب! ولا يمر علينا زمن في عالمنا العربي إلا وتنشب حرب سببها الأول هو الخلاف على أرض جرداء بين بلدين لم يتم ترسيمها والاتفاق عليها!.
ونحن في بلادنا المملكة العربية السعودية نتميز بكثرة الجيران الذين يشاركوننا الحدود البرية والبحرية، ونتميز بأننا من أفضل من أنهى ترسيم حدوده بمعالجات الصبر والإخوة والبال الطويل, فمن تتبع تاريخ ترسيم الحدود في بلادنا منذ توحيد المملكة العربية السعودية عام 1351ه حتى يومنا هذا يجد أن عهوداً سعودية تعاقبت خلال سبعين عاماً حملت رايات التفاوض والتفاهم والتعاهد مع الجيران بطريقة حفظت لبلادنا ولجيراننا الأشقاء حقوق الإخاء والأمن والاستقرار، ونفت عوامل الشقاق والخلاف والفرقة، ولقد كان من آخر هذه المعاهدات الحدودية الاتفاق مع اليمن، ولقد خاب ظن الذين زعموا وتمنوا الخلاف الحدودي بيننا وبين اليمن! وترى صوتهم قد خفت وخبرهم انقطع، حال إعلان توقيع معاهدة الحدود الدولية النهائية والدائمة للحدود البرية والبحرية!.
لقد كانت بشرى أهدتها القيادتان الحكيمتان إلى شعبيهما، وهي بشرى تحمل معاني الاستقرار ودلالات التفاهم، وفتح أبواب الخير والسعادة لبلادنا الكريمة ولليمن السعيد، وهي إرث نفيس وكنز ثمين لأجيال متلاحقة سترث الأرض والجوار والتفاهم بعدنا! نسلمها بعون الله وتوفيقه أرضا مستقرة آمنة وجواراً واضحاً رضيا سعيداً، نورثها ودّا وإخوة مع الجيران تسعد به، لا نورثها نزاعاً وخلافاً تحترب به وتشقى!.
لقد أثبتت القيادتان في المملكة العربية السعودية بزعامة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز وولي عهده الأمين، وفي اليمن بزعامة فخامة الرئيس علي عبد الله صالح، أنهما بذلا جهداً كبيراً غالياً اخذ منهما سنوات عديدة، تفاوضا خلالها بصمت وأناة وصبر وغلبا مصلحة مستقبل البلدين على أي مصلحة، وصبرا على تثبيط الحاقدين وكيد المرجفين وتجاوزا الخلافات الهامشية والتفاصيل الصغيرة بروح المودة والإخوة والجوار حتى بدت المعاهدة في الأفق كنور الصباح ثم أشرقت وارتفع ضوؤها وبدا للعالمين شعاعها! فهنيئا لنا جوار اليمن وهنيئا لليمن جوارنا!.
|
|
|
|
|