| الريـاضيـة
منذ ربع قرن، وحين تولى الفقيد الراحل الأمير فيصل بن فهد بن عبدالعزيز مقاليد العمل كمسؤول عن الشباب في هذا البلد المبارك، افصح رحمه الله عن عقلية فذة وعمق شيخ سبق عمره، وعمل في سباق مع عقارب الساعة لاختصار الزمن أمام شباب الوطن فتحققت للرياضة السعودية على يده انجازات اقل ما توصف به بأنها علامة ابهار في خارطة الشعوب وفي ميادين تنمية الشباب ولقد ظل طوال الرحلة التأسيسية الصعبة يعمل رحمه الله فلم يئن من ثقل الدور ولم يثن من عزائمه المعجزات بل واصل البناء الذي وضع حجره طوبة طوبة حتى كانت النتيجة هذا الاساس الراسخ على ارضية صلبة في اسلوب متوازن بين الرياضة والثقافة والجوانب الاجتماعية حتى وصل شبابنا في المجال الرياضي الى الميادين العالمية بعد ان كان الطموح لا يتجاوز المحيط الخليجي.
وهذا ما يؤكد عليه الأمير نواف وهو يدعو الشباب العربي، ويستحثهم على الاهتمام بالثقافة والعمل للنهوض بحضارتهم في مؤتمر صحفي عقده نائب الرئيس العام لرعاية الشباب في بيروت مساء يوم الخميس 22/2/1421ه وحضره مندوبو وكالات الانباء وممثلو الصحافة السعودية واللبنانية تحدث الامير نواف عن اهمية الكتاب مشددا على ضرورة ان تظل له مكانته على الرغم من سطوة التلفزيون والفضائيات وسيطرتها على عقول الشباب ودعا الشباب الى ايلاء المطالعة العربية اهمية كبيرة لما لها من دور فعال في تنمية الجيل وتعزيز ثقافته مؤكدا حرصه الشخصي وحرص المملكة العربية السعودية على تقديم الدعم للنشاطات الفكرية في مختلف مجالاتها من رياضة وثقافة وغيرها من المجالات الحضارية الراقية التي لا تتعارض مع القيم العربية والإسلامية، آملا ان يعود ذلك بالفائدة على الشباب العربي بأسره.
وأمام تلك النقلات السريعة التي ارتسمت على اصعدة الثقافة والرياضة والجوانب الاجتماعية جسد سموه المعاني الحقيقية للحكمة القائلة ان العقل السليم في الجسم السليم وفي اطار حالة التفوق هذه اصبح الشباب السعودي مثار اعجاب في كل مشاركة يخوضها سواء كانت رياضية او ثقافية لأن تأسيسه جاء انطلاقا من مرتكزات ثابتة مبنية على قواعد قوامها التعليم السليم الذي يبدأ باحترام الآخرين اولا ثم البحث عن التفوق,, تلك الصورة التي عايشناها عن كثب خلال السنوات الماضية ولهذا عندما فقدنا أميرنا الراحل فيصل بن فهد فجأة كانت الفاجعة كبيرة للمكانة السامقة التي تبوأها هذا الرجل في قلوبنا بقدر النقلة الكبيرة التي حققها لنا، ولكن وكما يقول المثل: ان الارض الخصبة لا تظهر الا النبات الطيب ، ولهذا فقد كان القرار بتولية اميرنا الشاب نواف بن فيصل نائبا للرئيس العام لرعاية الشباب بجانب عمه صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن فهد بن عبدالعزيز الرئيس العام لرعاية الشباب كان اختيارا موفقا وثقة في محلها.
وما اشبه الليلة بالبارحة فأميرنا الراحل فيصل بن فهد تولى قيادة دفة الرياضة والشباب وكان في ذلك الوقت من عمر الزهور وجاء تنصيب الأمير نواف بن فيصل في ذات الصورة والمدة من حيث توقد الشباب والطموح والرغبة في تحقيق معطيات سامقة للرياضة والثقافة وقد تجلت ارهاصات ذلك خلال اجتماع الجمعية العمومية للاتحاد العربي للألعاب الرياضية في مصر على هامش فعاليات البطولة العربية للأندية ابطال الدوري على كأس الامير فيصل,, فحديث سموه كان يؤكد ان لديه الشيء الكثير وان طموحه هو النهوض بالشباب رياضيا وثقافيا حيث اكد على اهمية الثقافة لأنها هي الوعاء الذي يدفع من قيمة الشباب من الناحية الفكرية ويسمو بها الى العلياء,, والى الأمام دائما وابدا في ظل دعم وتوجيه ورعاية القيادة الحكيمة لحكومة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين.
* مسؤول الإعلام بجمعية الثقافة والفنون
|
|
|
|
|