| محليــات
لندن واس
أكد صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة عسير ان منطقة عسير حققت كبقية مناطق المملكة نهضة تنموية هائلة ومتوازنة في فترة قصيرة من الزمن تضاهي في نسبتها ما تحقق في أكثر المناطق تقدما بالعالم.
واوضح الامير خالد الفيصل في المحاضرة التي ألقاها مساء أمس الأول بكلية الدراسات الشرقية والأفريقية بجامعة لندن بدعوة من مركز الدراسات الإسلامية بالجامعة ان توليه مسؤولية منطقة عسير قد تزامن مع بداية خطة التنمية الخمسية الأولى بالمملكة في عام 1971م وان منطقة عسير في حقبة الستينيات من القرن الماضي كانت تتكون من مجموعات سكنية عديدة متفرقة معزولة تفتقد أية بنية تحتية تربط بينها وان أجزاء من المنطقة كانت تعيش حياة شبه بدائية إلا ان المنطقة وخلال خطط التنمية الخمسية الخمس شهدت نموا سريعا هائلا ومتوازنا في كل مجالات الحياة.
ووثق سموه حديثه بالأرقام والإحصاءات للعديد من جوانب التنمية التي شهدتها المنطقة مشيرا الى انه تم تشييد 3936 كيلومترا من الطرق الحديثة تربط المنطقة بأنحاء المملكة الأخرى بالاضافة الى 580 من الجسور و172 من الأنفاق كما تم اقامة مصنع لتحلية المياه وضخها لارتفاع 2300 متر فوق سطح البحر وتم توصيل الامدادات الكهربائية الى 95 في المائة من القرى بمنطقة عسير.
وقدم سموه مثالين محددين للتنمية في منطقة عسير وهما مثال قرية الحبلة ومنطقة الفرشة وكيف تحولت القرية والمنطقة اللتين كانتا تنقصهما أبسط مقومات الحياة الحديثة الى مناطق جذب سياحية بها العديد من الفنادق والمسارح والمقاهي وخدمات الرعاية الطبية الحديثة والمدارس بكل مراحلها للبنين والبنات وان بعض ابناء هذه القرية والمنطقة نالوا شهادات فوق الجامعية بدرجة الدكتوراه.
وشدد سموه في حديثه على انه في منطقة عسير كما في المملكة بصورة عامة تم وضع تنمية الموارد البشرية في مقدمة اولويات التنمية المتوازنة وانه تم التشديد على الحفاظ على التمسك بتعاليم الدين الإسلامي الحنيف وقوانين الشريعة وتقاليد المملكة الثقافية وقيمها الأخلاقية وان يتوازن ذلك دوما مع التنمية المتقدمة لجوانب الحياة المادية والا يؤدي ذلك الى المساس بالحياة الثقافية للمملكة وقيمها ومعتقداتها الدينية.
وقال سمو الامير خالد الفيصل: انه وعى ومنذ البداية أهمية اشراك المواطنين في عملية التنمية وانه حافظ في المنطقة على مبدأ الشورى الإسلامي المتبع من قبل المسؤولين في كل أنحاء المملكة وانه كان يلتقي بصورة منفصلة بالرجال والنساء في المنطقة والاستماع الى شكواهم وآرائهم ورؤاهم حول مشاريع التنمية المقترحة.
وأكد سموه ان عملية اشراك المواطنين ومشاركتهم كان لها دور كبير في عملية الانجازات التنموية الضخمة في فترة قصيرة من الزمن.
وقدم صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل شرحا مسهبا لنظام القرية النموذجية في عسير والتي تشمل تنمية لكل جوانب الحياة من سكن وخدمات من امدادات المياه العذبة والكهرباء والطرق والمواصلات والخدمات الصحية والتعليم وتوفير فرص العمل من خلال التنمية الزراعية والصناعية.
وتحدث سموه كيف تحولت منطقة عسير ذات الجبال والينابيع والنهيرات والطبيعة الخلابة الى منطقة جاذبة للسياحة موضحا انه تم اشراك القطاع الحكومي والخاص ومواطني المنطقة رجالا ونساء وانه قد تم جذب العديد من الاستثمارات في مجال السياحة من أبناء لمنطقة وخارجها وتم تطوير البنية التحتية للسياحة وإنشاء العديد من الفنادق والمطاعم والمحلات التجارية والمسارح وسبل الترفيه بالمنطقة كما تم بناء كلية للدراسات السياحة والفندقة بمدينة ابها واتيح للمواطنين استغلال منازلهم القديمة وتقديم الرقصات الشعبية والفنون المحلية للمنطقة للسياح,واوضح سمو الامير خالد الفيصل ان السياحة في المملكة تتم في إطار الاحترام الكامل لتقاليد وعادات قيم المواطنين الثقافية الذين عرفوا بالشجاعة والكرم والحكمة والتمسك بتعاليم الدين الإسلامي مؤكدا ان السياحة اليوم تدر ملايين الريالات على المواطنين والمنطقة.
واشار سموه الى بناء المنتزه الوطني بمنطقة عسير والذي تصل مساحته الى 450,000 هكتار وتمتد من البحر الأحمر الى الجبال في الشرق ومهيأ ببنية سياحية حديثة ووسائل الراحة والترفيه للعائلات وانه يزور المنتزه الوطني حوالي نصف مليون من الزوار خلال أشهر الصيف.
وشدد سموه في ختام حديثه على اهتمام المملكة الكبير بالتنمية الثقافية والإنسانية مشيرا الى انه في منطقة عسير اتيحت للنساء فرص كبيرة في التعليم ومحو الأمية وتعليم الكبار وانه وبالرغم من أن اول مدرسة ثانوية للبنات بالمنطقة افتتحت في عام 1974م فإن عدد المدارس في هذه المرحلة قد ازداد 36 ضعفا وان عدد الطالبات ارتفع لأكثر من 27 ضعفا وان عدد المدرسات السعوديات ارتفع 300 ضعف.
واضاف ان كلية البنات افتتحت عام 1982م وان عدد الطالبات فيها اليوم وصل الى أكثر من 11000 طالبة وانه وخلافا للكثير من المناطق النامية في العالم فإن المواطنين السعوديين قاموا بالتخطيط والتنفيذ في عملية التنمية في عسير دون الاعتماد الكبير على الخبرات الأجنبية مما ساعدهم على التمسك بمعتقداتهم الدينية وتقاليدهم الثقافية وتحقيق النمو المادي في جوانب الحياة الأخرى موضحا ان المملكة بصورة عامة تطبق الإسلام في كل جوانب الحياة وانها تمكنت من تحقيق تنمية شاملة ومتكاملة دون ان تتعرض معتقداتها وقناعاتها للاهتزاز والتغير السريع,ورافق سمو الأمير خالد الفيصل في زيارته كلية الدراسات الشرقية والأفريقية بجامعة لندن مساء امس كل من سمو الامير بندر بن خالد الفيصل وسمو الامير سعود بن خالد الفيصل وسمو الامير سلطان بن خالد الفيصل وسمو الامير بندر بن سعود بن خالد الأمين العام لمؤسسة الملك فيصل الخيرية.
وحضر المحاضرة سفير خادم الحرمين الشريفين لدى بريطانيا وايرلندا الدكتور غازي القصيبي والسفراء العرب لدى بريطانيا ونائب السفير الباكستاني لدى بريطانيا جافيد اقبال ومدير كلية الدراسات الشرقية والافريقية بجامعة لندن السير تيم لانكستر ورئيس كرسي الملك فهد للدراسات الإسلامية بجامعة لندن البروفيسور محمد عبدالحليم الذي ادار الندوة وعدد من الشخصيات العربية والإسلامية والبريطانية وعدد كبير من اساتذة وطلاب جامعة لندن والصحفيين ومراسلي شبكات التلفزيون العربية والأجنبية بلندن .
وكان سمو الامير خالد الفيصل قد قام قبل القاء المحاضرة بزيارة لمعرض الفنون الإسلامية والآسيوية والفنون الباكستانية بقاعة بروناي بكلية الدراسات الشرقية والافريقية كما زار مركز الدراسات الإسلامية بجامعة لندن.
واقامت إدارة الكلية حفل استقبال للحضور بمناسبة زيارة سمو الأمير خالد الفيصل للكلية.
|
|
|
|
|