| متابعة
* صنعاء الجزيرة عبدالمنعم الجابري
وصف عدد من المسؤولين في اليمن اتفاقية ترسيم الحدود البرية والبحرية بين المملكة واليمن بأنها انجاز تاريخي صنعته قيادتا البلدين بعقلهما الراجح وحنكتهما السياسية.
وأكدوا انها تعد مكسبا مهما ليس فقط للمملكة واليمن وانما لكل البلدان العربية والإسلامية وأضافوا بان المعاهدة ستفتح الباب على مصراعيه امام تحقيق التعاون الاخوي المثمر والشراكة الحقيقية الفاعلة في مختلف المجالات,،
وقد وصف اللواء الركن دكتور حسين محمد عرب وزير الداخلية اليمني المعاهدة الجديدة التي تم التوصل اليها بأنها انجاز تاريخي عظيم صنعته قيادتا البلدين الشقيقين ممثلتان بخادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز آل سعود وأخيه فخامة الرئيس علي عبدالله صالح.
وعبر عن سعادته الغامرة وسروره البالغ لما تم التوصل اليه من اتفاق للتسوية النهائية لقضية الحدود بين المملكة واليمن,, مؤكدا ان ذلك يشكل انتصارا رائعا لصوت العقل ولغة الحكمة والمنطق والنهج المتحضر الذي اتبعه الجانبان حتى تحقق مثل هذا الانجاز.
وقال الوزير حسين محمد عرب لالجزيرة : ان اتفاقية الحدود الدولية البرية والبحرية التي وقعت في مدينة جدة تعد مكسبا مهما ليست فقط للمملكة واليمن وانما لكل البلدان العربية والاسلامية.
واضاف بأن الاتفاقية تمثل مرحلة تحول بارز ونقطة انطلاقة جديدة وقوية بالعلاقات اليمنية السعودية صوب آفاق التطور والتقدم والازدهار، وتفتح الباب على مصراعيه امام تحقيق التعاون الاخوي المثمر والشراكة الحقيقية الفاعلة في مختلف المجالات بين البلدين والشعبين الشقيقين.
واشار وزير الداخلية اليمني الى ان ما توصلت اليه المملكة العربية السعودية والجمهورية اليمنية من اتفاق تاريخي حول مسألة الحدود بصورة ودية واخوية، لا شك انه يمثل تجسيدا حيا لتطلعات الشعبين وترجمة فعلية لآمالهما وتطلعاتهما كما يعبر عن صواب الرؤية وسلامة النهج وعن حكمة وحنكة القيادتين السياسيتين وحرصهما على مصالح شعبيهما وبلديهما الشقيقين وايجاد أسس راسخة وسليمة لمستقبل العلاقات الثنائية القائمة على التعاون والتكامل والتكافل والمحبة والصفاء, منوها بأن هذه الخطوة سيكون لها مردودها الايجابي كذلك على صعيد الأمن والاستقرار والتنمية في البلدين وفي دول المنطقة عموما,, كما سيكون لها ايضا لها مردود مهم بالنسبة لتعزيز العمل العربي المشترك والمزيد من الفرص والامكانات التي من شأنها ان تساعد على تنقية الاجواء والعمل على تهيئة المناخات الملائمة للوصول الى المصالحة العربية وإعادة الروح الى التضامن العربي.
وقال اللواء الركن الدكتور حسين محمد عرب وزير الداخلية اليمني في ختام تصريحاته ان معاهدة الحدود اليمنية السعودية التي تم التوصل اليها بصورة ودية وسليمة، وعن طريق المباحثات الثنائية الاخوية امر كان لابد منه بحكم ما بين الشعبين والبلدين الشقيقين من روابط وصلات متينة وتاريخية، اهمها روابط الدين واللغة والدم والقربى والمصير الواحد المشترك.
ومن جهته قال الشيخ سلطان سعيد البركاني رئيس كتلة المؤتمر الشعبي العام في مجلس النواب: إن المعاهدة تصب في مصلحة البلدين الشقيقين وتؤدي الى خلق مصالح مشتركة بين الشعبين.
وفي قضية الحدود فإن التفاهم الودي لا يجعل ايا من الاطراف خاسرا أو رابحا لأنه يجمعنا المصير العربي المشترك والدم والدين واللغة وتظل الجغرافيا ايضا احد العوامل الجامعة,, كما أنها تتيح للمواطنين في كلا البلدين وفقا لما سيتم الاتفاق عليه في هذا الجانب وما تضمنته الاتفاقيات السابقة حرية العمل والانتقال من والى الدولتين,, وباعتبار اننا في اليمن والسعودية ننظر الى ان اواصر القربى والتقاليد والعادات والروابط التي لا يمكن التفريط فيها وسيذكر التاريخ للقيادتين دورهما الكبير في التوصل الى المعاهدة,, وننظر بكل أمل الى ان ينتقل الدور الى تنمية المصالح المشتركة والاسهام الفاعل في حركة التنمية والبناء.
ومضى البركاني يقول: إن ما أكدته المراحل السابقة من حسن العلاقة والجوار وما تمتع به مواطنو البلدين كل في بلد الآخر قد أثبت انه فوق أية حساسيات، وان لا مكان للفرقة بيننا، ولكيلا يحاول من يضمرون للأمة العربية الشر ان يجعلوا من شعوبها بؤر صراع فإن ما صنعته القيادتان في اليمن والمملكة اليوم قد فوت الفرصة على كل من لا يريدون الخير للأمة العربية.
وفي تقديري ان الشعوب الواقعة في اطار الجزيرة العربية ليس امامهم الا ان يتجاوزوا حالة الخلافات وان يكون كل منهم عامل استقرار للآخر وان تتجه جميعاً نحو خلق تجمع وعمل عربي مشترك، لأن شعوبنا منذ العصور القديمة وحتى اليوم كانت رافدة بعضها للآخر، ولم يكن تاريخ هذه الشعوب يقوم على الخلافات المستمرة، كما ان القواسم المشتركة التي اشرتُ اليها سابقاً تجعلنا نلج الألفية الثالثة بروح العصر وحالة التماسك والإخاء لأن عالم الاقتصاد اليوم لا يقبل احجار الشطرنج المتناثرة ولا يقبل توجيه الامكانيات للتسلح,, وانما يتجه صوب السباق الاقتصادي بوسائله المختلفة,, وسيحسب التاريخ للقيادتين انهما غلبتا العقل واحتكمتا للمنطق وجلستا على طاولة الحوار لإزالة ما صنعه المغرضون والاعداء من نتوءات وكان البعض يراهن على إراقة الدم العربي باستمرار وان تتحول اوطاننا الى ساحات صراع وان تخلق جرحاً عميقاً في حياة شعوبنا، وحسبنا في ذلك قول الشاعر:
اذا احتربت يوماً وسالت دماؤها تذكرت القربى فسالت دموعها |
ونحمد الله ان دماءنا لم تسل وان دموع الفرح هي التي حلت,, وها نحن نفتح صفحة جديدة ونسير نحو المستقبل المشرق بعيداً عن احقاد المغرضين فقد تجاوزنا والى الأبد أية محاولات للوقيعة وتحولت معاولنا جميعاً الى معاول بناء تجعل احلامنا بتحقيق سويسرا شبه الجزيرة العربية امراً واقعياً، لننعم بالسلام والخير والمحبة.
والمعاهدة في حقيقة الامر اتت وستأتي بمكاسب كبيرة ومهمة للبلدين والشعبين الشقيقين وشعوب المنطقة عموماً.
انها الحكمة العربية التي جسدتها قيادتا البلدين من خلال المعاهدة التي ضربتا بها اروع الامثلة لمقدرة العربي على تجاوز المحن وتجاوز بعض التشبيه بأن العربي البدوي الذي تربى في الصحراء لا يستطيع ان يسلك سلوكاً حضارياً طالما ظل يحمل بين اجنحته حقد جمال الصحراء.
ومن جهته عبر الاستاذ احمد الحماطي وكيل وزارة الاعلام عن سعادته بهذه المعاهدة وقال لقد شعرت الجماهير في البلدين الشقيقين بارتياح عميق وأرجعت ذلك الى حنكة القيادتين السياسيتين وبإرادتهما القوية وتوصلهما الى المعاهدة التي استبشر بها الناس خيراً كثيراً,, وهناك تفاؤل لدى الجميع في ان تتنامى العلاقات وتزدهر بين البلدين الشقيقين الجارين لما فيه مصالحهما وشعبيهما في كل الجوانب,, وهذه هي العلاقة الطبيعية التي تربط اليمن بالسعودية طوال حقب التاريخ الماضية,.
وهذا هو الوضع الطبيعي لها.
فقد جاء خبر التوقيع على المعاهدة مبشراً بآفاق مستقبلية رائعة نستطيع ان نتصورها من الآن,.
وهذه فوتت الفرصة على الكثير من أعداء الأمتين العربية والاسلامية الذين كانوا يريدون لهذه المعاهدة ألا تتم,, وعموماً فحكمة القيادتين تجلت اليوم في هذا الحدث الرائع.
وايضاً عبر الاستاذ احمد محمد الجبلي مدير تحرير جريدة 26 سبتمبر عن فرحته الغامرة بتوقيع الاتفاقية وقال حقيقة لم تسعني الفرحة وانا استمع الى ما توصل اليه البلدان الشقيقان الجاران من اتفاق انهيا به ملفاً من اصعب الملفات التي كانت تشكل عائقاً امام المزيد من الخلود والعطاء في علاقات البلدين وافساح المجال امام ابناء الشعبين للانطلاق اكثر والتعاون اكثر في مختلف المجالات.
والفضل في هذا الانجاز الذي يعد تاريخياً بحق يعود الى حكمة القيادتين الفذتين في البلدين الشقيقين وصواب رؤيتهما وبُعد نظرتهما في تحقيق انجاز بهذا المستوى الكبير، يصون مستقبل الاجيال ويعمق معاني الاخاء والاخلاص والتعاون من اجل خير البلدين والشعبين اليمني والسعودي وشعوب المنطقة بكاملها.
ولاشك بأن ما توصل اليه البلدان في هذا الوقت بالذات الذي تشهد فيه امتنا العربية حالة من التباعد والشتات يعد نموذجاً طيباً ومثالياً لما يجب ان يحدث بين الأشقاء باعتبار ان مشاكل الحدود في الغالب قنابل موقوتة زرعها الاستعمار في جسد الامة العربية قبل رحيله.
وأتوقع ان تشهد علاقات البلدين الشقيقين المملكة العربية السعودية والجمهورية اليمنية ازدهاراً متنامياً في المرحلة القادمة ستنعكس آثاره ايجاباً على مجمل الاوضاع فيهما باذن الله تعالى.
الاستاذ عبده محمد الجندي وكيل وزارة العمل والتدريب المهني امين عام الحزب الديمقراطي الناصري قال ان المعاهدة تعد منجزاً كبيراً لمصلحة الشعبين اليمني والسعودي وتفتح صفحة جديدة للعلاقات بين البلدين تقوم على الاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية، وتقريب جوانب التعاون والتكامل وعدم الالتفاف الى الوشايات التي تؤدي الى خلق الصراعات الموجبة لتبديد الكثير من الطاقات والإمكانيات في متاهات الدروب الفرعية,, ونحن الان نحتاج الى ان نعزز هذه الامكانيات في مجال تطوير المصالح المشتركة بين البلدين والشعبين، لاسيما وان المعاهدة هي اكبر من اتفاق على ترسيم حدود، وهي تفتح مجالاً واسعاً ورحباً للتعاون وتشابك المصالح في الجوانب الاقتصادية والسياسية والاجتماعية,, وكل يمني وسعودي لا يملك إلا ان يبارك مثل هذه الخطوات التي قامت على قاعدة لا ضرر ولا ضرار,.
ويفترض من الآن اغلاق ملفات الماضي بكل مافيها من الاشكاليات والتركيز على قضايا الحاضر والمستقبل، لاسيما وان ثقل البلدين والقيادتين قد يسهم في تقوية الدعوة الى الوفاق والتضامن العربي، وفي ذلك بالتأكيد مصلحة للامة العربية التي وصلت الى أسوأ مرحلة من مراحل التاريخ الحديث.
وهكذا فنحن مستبشرون ان يكون التوقيع على المعاهدة بداية مرحلة جديدة واعدة بالكثير من الخيرات الكفيلة بتحقيق الرخاء والازدهار الحضاري للبلدين والشعبين الشقيقين,
|
|
|
|
|