| الاقتصادية
لقد دخلنا الألفية الثالثة وهي قرن تراكم المعلومات وإطلاق قوى العقل، عصر الابتكارات والمخترعات السريعة، عصر العلم والعولمة.
لكل عصر عدة وعدد، وعدة هذا العصر وسلاحه هم البشر أغلى رأس مال عرفه التاريخ، وهم أغلى أنواع الاستثمار على الإطلاق.
العالم يدخل عصر الكومبيوتر والانترنت والبريد الإلكتروني، أصبح التسوق يجري عبر الإنترنت ويحتل مواقع التسوق التقليدي تدريجيا، ملايين الناس يعتمدون على الكومبيوتر في الكشف عن حساباتهم النقدية وتحويلاتهم البنكية وإجراء معاملاتهم اليومية ويعقدون أنجح الصفقات التجارية وهم بعيدون آلاف الأميال عن مكان الصفقة.
نحن الآن أمام مرحلة جديدة من سماتها إلغاء الحواجز الجمركية وفتح أسواق على بعضها البعض وتشتد من خلالها المباراة والتنافس التجاري بين الدول.
وسوف يواجه القطاع الخاص النامي اختبارا صعبا، إما أن يصمد بمؤسساته وإداراته التقليدية أو يضعف ويتلاشى أمام الشركات الأجنبية العملاقة من بنوك وبيوت استثمارية عريقة,, وشركات مدعومة برؤوس أموال ضخمة وكفاءات بشرية قادرة على التكيف والتلاؤم والتفاعل مع عصر السرعة واستخدام مخترعاته بمستوى تقني مرتفع.
في المملكة العربية السعودية لدينا القدرات البشرية والإمكانات المالية والمادية وهما عاملان أساسيان يؤهلاننا من التنافس إذا ما أحسنا الاختيار وبدأنا مبكرا في خوض هذه التجربة, نحن بحاجة إلى قرارات تضع النقاط على الحروف، فالتشخيص الموضعي يشير إلى أننا بحاجة إلى زيادة معدلات الإنتاج الذي برأيي لا يزال دون الطموحات ويعاني من انخفاض بسبب النقص الواضح في كفاءة وكفاية شاغلي الوظائف القيادية في الشركات والمؤسسات المساهمة, علينا مراعاة عوامل التطور الزمني والتغييرات السريعة التي باتت تتطلب بإلحاح قبل أي وقت مضى العناية بالموارد البشرية, إن عنصر النجاح الحقيقي لأي منشأة إنتاجية هو الأفراد، فالنجاح والرقي يتوقف على مدى جهودهم، فهم القوة المحركة، وهم الشرط الأساسي للنمو الاقتصادي.
إن التخطيط الاستيراتيجي للموارد البشرية لابد أن يضع في الاعتبار التغيرات الجديدة في العالم التي من شروطها تأهيل قيادات شابة وتسخير طاقاتها لرفع الإنتاج وزيادة وتيرة التنمية، فالقيادة هي حجر الأساس في كل عملية بناء، ومتى ما أتحنا الفرص لأصحاب الطاقات الجديدة كي تطلق طاقاتها الكامنة وترتقي بالعمل الإنتاجي وفي وقت مبكر كان الحظ أوفر في تحسين عمليات الإنتاج وصمود مؤسساتنا في وجه شركات العولمة.
فالإدارات العليا أنيط بها مسئولية دفع حركة التطور والتجديد والابتكار عن طريق عمليات البحث والتطوير والتخطيط والرقابة والتحديث,,، إن الخطط الاستراتيجية لن يستطيع ترجمتها في هذا العصر التكنولوجي المتطور السريع سوى الكفاءات الشابة التي يواجه الكثير منهم الإحباط في ظل ضيق الفرص وبسبب شغر الوظائف القيادية من قبل الصف الأول التقليدي الذي بذل جهدا مخلصا ولم يبخل في عطائه، وقد جاء الوقت الذي يتنحى فيه بعضهم بقناعة كي يعطي القيادات الواعدة الفرصة لإطلاق طاقاتهم وإبداعاتهم الفكرية.
إن تخطيط وتطوير المستقبل ومواجهة التطورات السريعة مرهون بمدى قدرتنا على تطبيق خطة إحلال القيادات الشابة لتطعيم الأجهزة الإدارية المترهلة وأعطائهم الفرصة لتنمية ما لديهم من روح المبادرة واتخاذ القرار وبناء الذات ورفع الروح المعنوية لمواجهة جميع المراحل التي تواجههم وبالذات إدارة الأزمات التي تتطلب مسئوليات ذات نمط خاص وجديد، قيادات تتمتع بالمرونة وتحمل المسئولية والحماس والغيرة الوطنية والمقدرة على تحمل الصعاب وضبط النفس والهدوء.
لقد حان الوقت لاتخاذ خطوات فعلية للتكامل، فالموارد الطبيعية متوفرة ورأس المال المادي ايضا متوفر ولله الحمد ولا ينقصنا سوى إعداد مناخ فيه مساحة للقيادات الشابة كي يبدعوا من خلال إطلاق سراح طاقاتهم المجمدة المركونة.
وعلى وجه الإجمال فإن وزارة التجارة مطالبة بأن يكون لها دور عن طريق نص نظام جديد يحدد مدة عضوية أعضاء مجلس الإدارات في الغرف التجارية والشركات المساهمة وبقية المنشآت الصناعية على ألا تتجاوز دورتين متتاليتين لإتاحة الفرصة للمجددين,, يقول فرنسوا بيرو : حتى لو كانت معظم البلدان المتخلفة في وضع يسمح لها بالاستفادة من الاختراعات الغربية، فإن الأمر يتطلب وجود الأشخاص القادرين على خلق نشاطات جديدة عبر التطبيق العقلاني والتكيف المعقول للتقنيات المناسبة بالعلاقة مع الحاجات الخاصة بهذه المجتمعات .
لقد آن الأوان لنعد أنفسنا بشكل علمي ومدروس لتطوير المستقبل ومواكبة التطورات السريعة, لقد آن الأوان لإعداد جيل من القياديين الشباب يتفهم معنى وروح التطورات السريعة، دماء جديدة تصب في عضد مؤسساتنا الإنتاجية وتنقلها فعلا للألفية الجديدة.
|
|
|
|
|