| مقـالات
** أنا من الذين يعشقون السفر بالقطار!
أجد فيه كثيراً من الراحة والأمان والبساطة فليس فيه حزام الأمان المزعج كما في الطائرة والسيارة وأقول مزعج فعلاً ، وإن كان في إزعاجه فائدة لكن لولا خطورة الطائرة والسيارة لما تم الإلزام به.
وحقاً فالقطار آمن كثيراً من السيارة فمعروف عالمياً أن حوادثه أقل من حوادث السيارات والطائرات ، ونسبة الخطورة في حوادثه أقل من غيرها بخلاف حوادث الطائرات التي لا تبقى ولا تذر حمانا الله وإياكم إن حوادث السيارات تجمع بين الخطر والكثرة.
إن الرحلة في القطار هي بحد ذاتها رحلة تأملية للصحراء، وقراءة هادئة في سطور الأرض وأنت تطل من شرفة شباك القطار على عوالم الأرض الجميلة،والسفر في القطار سفر في عالم القراءة في جو هادئ لا يزعجك فيه هاتف، أو يقطع رحلة القراءة داخل أو خارج.
إنك في القطار كأنك في بيتك ب كراسيه المريحة وسعته التي تشرح الصدر وقبل ذلك وبعده في مكان مريح تستطيع أن تؤدي الصلاة فيه براحة واطمئنان ثم أخيراً تحس بحميمية مع ركاب القطار فأنت تشعر بتواضعهم وبساطتهم وحسبهم أنهم فضلوا بساطة القطار على جخة الطائرة!
لن أطيل في التغزل بالقطار ويبدو أنني لست العاشق الوحيد للقطار ورحلاته، لقد عرف عن الأديب الرافعي حيه وعشقه للسفر عبر القطار.
ومهما كتبت عن حب القطار فلن أصل إلى بعض عشق الزميل الكاتب القدير شريف قنديل الذي كتب مقالة أو بالأحرى قصيدة في الغزل بالقطار في صحيفة الاقتصادية وأحسب أن من قرأها سوف يدخل ديوان عشاق القطار، وأنقل سطوراً مما قاله هذا الزميل العزيز:
ركبت في مشواري الصحافي الجميل والطويل أكبر وأغلى الطائرات، وأجمل الحافلات والسيارات لكن للقطارات عندي وعند كل الأدباء والروائيين والشعراء ألف ألف قصة وحكاية وللمحطات حسنهاالكوثري وضوء اللآلئ زهر العرار ولطف اليمامات.
للقطارات رائحة أشمها واظنها الاجمل من ريف سان لوران وأظن أن ما يصدر عنها لا يحمل تلوثا بقدر مايحمل أشعة سينية وقلوباً طرية، ولنوافد القطارات سحر عجيب فخلفها تولد أحلام العشاق.
ولصافرات القطار صوت أنين،والتياع للمحب الذي لم يأت بعد .
** ما علينا من تغزلي والزميل شريف قنديل بالقطار.
ولنأت إلى الزبدة !
لقد امتطيت القطار خلال الفترة المضية إلى الدمام واضيف إلى امتطيت تلك العبارة التي كنا نكتبها في مادة الإنشاء عندما يطلب منا مدرس المادة في المرحلة المتوسطة وصف رحلتنا المدرسية ,, فأقول وقد نهب بنا القطار الأرض نهباً كفانا الله شر النهب والناهبين.
أما قبل : فلا جرم أن القطار تحسن كثيراً عربات،ومحطات وخدمات ولكننا نطمع في الكثير,, بل نطمح وهذا هو المهم في القضاء على السلبيات المهمة والتي لا تزال باقية وهي من نقص القادرين على التمام وأذكر منها أهمها:
أولا: ضرورة ترقيم المقاعد,, وهذا بقدر ما يخدم المؤسسة فهو يخدم ركابها، إذ يعطي التنظيم المطلوب ، ويجعل الأسر بجانب بعضها بدلاً من عملية الحراج داخل العربات لجمع شمل الأسرة المتفرقة بالرجاء أحياناً والإحراج آونة أخرى.
ثانياً: أخذ التذاكر قبل يوم أويومين وليس في نفس ساعة السفر، وهذا أمر مهم لتنظيم الرحلات وراحة المسافرين.
ثالثا: العمل على إمكانيةحجز العودة قبل المغادرة، ونحن نعرف أن الراكب في كثير من دول العالم يستطيع أن يحجز ويقطع تذاكر للعديد من المخحطات ذهاباً وإياباً أما قطارنا فأنت لا تستيطع أن تحجز للعودة.
رابعاً: دورات المياه بالدرجة الأولى لا تتناسب مع التحسن الذي أدخل على العربات وعلى مقاعدها ,, بل كأن هذه الدورات من آثار القطار العثماني، فتصوروا لا يوجد فيها جهاز للتنظيف السيفون والمغسلة لا تستطيع أن تستخدم الحنفية فيها إلا بالضغط المتواصل ، ويفترض ان يتم الضغط ثم يصب قليلاً ويتوقف، وإلاكيف يستيطع الإنسان أن يغسل يديه، أو يتوضأ للصلاة ، فضلاً عن عطب المصبنة وعدم وجود شطاف وخلافها، إضافة إلى أن حاويات الزبالة مكشوفة إذ لا يوجد غطاء لها، إنني أدعو عاجلا مسؤولي المؤسسة إلى سرعة تفقد دورات المياه,, فوضعها مخجل جداً ويسيء لسمعة المؤسسة.
خامساً: تصوروا من نقص القادرين وهو امر بسيط أنه لا يوجد سوى رف واحد بجانب المقعد الذي بجانب الشباك اما صاحب المقعد الثاني فعليه أن يمسك بكوب الشاي بيده حتى يشربه، لأنه لم يوضع له رف صغير أو أي شيء يضع عليه كوب الشاي، أما نوعية الشاي المقدم والماء المستخدم لعمل الشاي فالصمت عنه أفضل.
** بقي أن أقترح من أجل تحسين الخدمة زيادة قيمة التذاكر للدرجة الأولى مقابل تحسين الخدمات، وصيانة العربات.
وأخيراً اختم سطوري بشيء سار وهوأن أجمل ما في محطات القطار هو شبابها الذين يعملون فيها ، لقد رأيت من هؤلاء الشباب في محطة الرياض والدمام ما أثلج صدري وخفف كثيراً من السلبيات التي رأيتها.
وتبقى المشكلة أنني والزميل شريف قنديل وكثيرون من محبي القطار سوف نظل محبين للقطار مهما كانت سلبياته.
أليس ذلك ضرباً من العشق؟
والعاشق يصبر على كل سلبيات المحبوب وبلاويه !
** هذا الرجل
وأعمال الخير الصامتة**
** لكم يشدك من يعملون الخير، ويصنعون المعروف ، أولئك تسكن الرحمة والسخاء نفوسهم وقلوبهم.
وحقاً فكل إنسان مجبول على احترام ومحبة هؤلاء، ألم يقل الشاعر الحكيم:
وإني لتطربني الخلال كريمة طرب الغريب بعودة وإياب |
ومن هؤلاء الرجال الأخيار الذين يعملون الخير بصمت في هذا المجتمع الخير المتكامل سمو الأمير الإنسان سلطان بن محمد بن سعود الكبير.
هذا الرجل الذي لا يحب إظهار أعماله الخيرية والإنسانية ، ولكن الله يظهرها ويدخرها له إن شاء الله سعادة في الدنيا ، وأجراً في الآخرة ,, ألم يقل الله تعالى :والذين ينفقون أموالهم سراً وعلانية فلهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون سورة البقرة 274.
لقد حدثني الصديق الأستاذ عبدالرحمن الشثري أن هذا الأمير الفاضل سلطان بن محمد طلب منه أن يقدم له دراسة ميدانيةحول حاجة بعض المدن والقرى في المنطقة الشمالية لإنشاء وحدات كلى ، وفعلاً قام أ, الشثري بذلك فما كان من هذا الشهم إلا أن بادر وتكفل بإنشاء هذه الوحدات.
وقد أكرمني الله مع سموه أكثر من مرة عندما كتبت له حول بعض أمور الخير فبادر وأعطى بكل أريحية وسخاء وبصمت بحيث لا تعلم شماله عما أنفقت يمينه.
ألا ما أسعد هذا الرجل الإنسان الذي آمن بقول الأخ حمد:
ألا إنما مالي الذي أنا منفقه وليس لي المال الذي أنا تاركه |
لقد وقى الله هذا الرجل شح نفسه, ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون .
أسأل الله أن يبارك له وأمثاله بما أبقى، وأن يخلف عليه ما أنفق ، وأن يجعل ذلك في موازين حسناته وحسنات والديه، وأن يجعله من الذين لاخوف عليهم ولا هم يحزنون كما وعد واهب الأرزاق.
** الحرية
بين الأنف والكف**
** حقاً
ما أصدق تلك المقولة التي قالها ذلك الحكيم عندما تجاوز عليه أحد الأشخاص فقال له بحزم:
إن حرية يدك تنتهي عندما تبدأ حرية أنفي
وقد صدق كثيراً.
فلوكل إنسان جعل حداً لحرية لسانه ويده وفكره عندما تبدأ حدود حريات وخصوصيات الآخرين لعاش الناس في سلام، ولعاشت المبادئ والثوابت دون أن يستطيع أن ينتهك حرمتها مكابر أو متمرد أو مستهتر.
|
|
|
|
|