| مقـالات
الذين لا يقبلون الناس كما هم ولا تتسع صدورهم لمخلوقات الله الأخرى بتصرفاتها وحركتها في العام من الكون لا يعرفون أن الناس الذين يجاملونهم بالقبول لا يوافقونهم رأياً بالضرورة ولكنهم يقبلونهم كما هم بصفتهم شيئاً من النسق العام.
لم أستوعب بنفسي هذا المعنى من القبول والرفض ومن الحب والكره في مدخلها الفلسفي إلا عندما قربت المسألة وأيقنت أن الله لم يخلق الفراشات والزهور فقط، بل خلق إلى جانبها العقارب والأعواد الشائكة وكثيراً من الهوام التي لا نرى نفعها في الكون العام.
المسألة تعتمد على ما شرح الله به صدرك (سعة صدرك) لفهم إرادة الخالق في عباده وعدم الافتراض مسبقاً أنك زهرة أو شجرة نافعة بينما الآخرون حجراً وعوسجاً وزيادة في عدد الأفراد لا معنى له.
وإذا ما ابتعدنا عن ذلك قليلاً فسنجد من الغرابة من يفرق باللون والجنس والمرجع وادعاء الحق والوصاية بين أناس عاديين ويجعل قبولهم عن عدمه بناء على مقاييس الأنوف والقامات طولاً وعرضاً.
هذه القضايا كلها من النسق العام أوجدها الخالق لبدع ديناميكية الكون لكنها ليست للوقوف في صف دون آخر، ومع اتجاه دون آخر خصوصاً في عالم التفكير حيث علينا السماع وليس بالضرورة القبول والمناقشة وليس بالضرورة تغيير المواقف.
|
|
|
|
|