| مقـالات
نقرأ في الروايات والقصص أحداثاً مرعبة لقتلة ولكن نردها في كثير من الأوقات الى الخيال أو في أقل الأحوال الى المبالغة بحثاً عن الإثارة والتشويق.
ولكن ونحن نتابع ما تناقل عن (سفاح صنعاء) كما أطلقت عليه الصحافة نصاب برعب مضاعف، لأن ماكتب عنه وما نقل على لسانه وما صيغت به الأحداث المتعلقة به تجعل القصص والافلام المرعبة المخيفة قليلة الشأن أمامه.
عشرات القتلى،وصور قتلى بشعة مخيفة، بقر للبطون، وقطع للرؤوس، وتقطيع للأجساد، وفرم للحم.
عندما نقرأ نصاب بخوف ووحشة، أي انسان هذا؟ وأي قسوة وجبروت وحيوانية تمتلكه,.
ونحن في خضم الخوف والرعب، تخرج الصحف علينا بأخبار تحمل تراجع (سفاح صنعاء) عن أقواله,, وتظهر بعض الضحايا أمام الناس، وهنا يكون المأزق الصحفي والإعلامي، أليس من الواجب أن يكون التأني هو الرائد في نقل الخبر، وهل البحث عن الإثارة يدفع الى نقل كل تلك الصور المخيفة التي يبدو أن عقل (سفاح صنعاء) اختلق الكثير منها، ألم يكن من واجب الصحافة البحث عما وراء الحدث نفسه بدلاً من التركيز على المجرم ليتحول إلى قضية، ويصبح بين ليلة وضحاها مسلسلاً ترقب الناس حلقاته كل يوم في خوف وفزع.
(سفاح صنعاء) هو قاتل لا شك في ذلك وهو ممثل بارع ايضاً كما يبدو، فقد وضع سيناريو دقيقا يتلاعب به بمشاعر الناس، ووضع المحكمة في متاهة ركام من الأقوال المتناقضة والأحداث الغريبة، ولكن ما هو هدفه من كل ذلك، وإلى ماذا كان يرمي، ذلك ما لا نعرفه، ولا يعرفه إلا هو ذلك القابع في ظلام السجن ينتظر جزاء ما اقترفته يداه من عمل سيىء.
|
|
|
|
|