يتذكر الناس من يحبون, ويتحدثون في مسامراتهم عن نوعية من الأناسي النادرين,, وهم لا يفعلون هذا,, إلا لأنهم عانوا من الضد, وشربوا كؤوسا مرة من أفعال من تجردوا من انسانيتهم,, فالكلمة الغليظة الفظة تجرد الانسان من انسانيته, والفعل القبيح أو المستهجن يفعل مثل ذلك ومقاطعة الأقرباء بعضهم لبعض يحدث فجوة بعيدة المسافات تولد النسيان وقد أصبح بعض الناس يميل الى الانعزالية والوحدة, لأنه لم يعد يحسن التعامل مع من حوله من الناس, فالعصر تجلل كله بالمادية,, وبعض الناس تجلبب بتلك المادية البغيضة حتى جردته من الشفقة والرحمة وتبادل الأساليب الجميلة في العلاقات,, لقد كان الناس يتعاطفون ويتعاونون,, كانوا يحدثوننا عن بناء المنازل الطينية, فيقولون بنينا بيت فلان في شهر واذا سألتهم عن الأجرة,, قالوا,, ما تيسر من الطعام يقدمه لهم غداء كالجريش والقرصان,, ولذلك كان المطر لا ينقطع,, وكانوا يتزاورون بعد صلاة الجمعة,, صلة للرحم,, وتأكيدا للعلاقات الاجتماعية في القرية الصغيرة أو حتى في المدن, ولذلك كان المطر لا ينقطع,, لقد ذابت المعاني الحسنة في افرازات هذا العصر المادي البغيض,, وقد حملت الأنفس ما لا تطيق ولذلك سمعنا بمن يقول,, فلان معصب,, لا تتحدث اليه,, ولكنهم لا يبحثون عن سبب هذا التحول الأخلاقي,, وتكدر المزاج, ولو بحث الناس حقيقة في الأسباب لأدركوا ان هناك خللا في التركيب الأخلاقي والتصرفات اليومية, والبعد عن العلاقة بالله, والاتيان بالأوامر الالهية كما هي مطلوبة من صلاة وزكاة, وعبادات مختلفة,, ان هذا كله هو سبب ذلك التكدر وتغير الأمزجة, والقرآن الكريم جاء فيه قوله تعالى,, ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض ولكن كذبوا فأخذناهم بما كانوا يكسبون .
والبركات لا حصر لها,, واذا ما جاءت فإن اعتدال الأمزجة لدى هذا الانسان يثير العجب,, لكن كيف تأتي هذه البركات,, والناس في غفلاتهم.
إن البحث عن انسان قديم، كما قال صاحبي شيء غير مستغرب في هذا الزمن المادي, يريد صاحبي,, الوجه القديم والقلب القديم للانسان,, لقد أصبح التيار جارفا,, واذا غيّر الناس ما في أنفسهم,, غيّر الله ما بهم,, إننا في حاجة ماسة لمراجعة أحوالنا وأنفسنا وطباعنا لكي يعود ذلك الانسان القديم,, الذي يبحث عنه الكثيرون.
|
