بعضنا قوم مسرفون في أمور عديدة تمس مظاهر حياتنا الخاصة والعامة.
* كيف؟!
* حين نُحسنُ الظن بإنسان فنرفعه الى مستوى الحب,.
نُسكنه هامَ القمر,.
نوقد له من شعاع الشمس قناديل,.
نترنّم باسمه وخصاله,, سَحَرا وأصيلا!
***
* بعضنا قوم مسرفون,, حين نرضى عن امرئٍ فلا نرى من فرط رضانا عنه عيباً له,, ولا زللاً!
* حين نظن بإنسان ظنَّ السوء,.
* فنكره الأرض التي تطؤها قدماه,, ونسمة الهواء التي تستقبلها رئتاه!
***
* نعم,, بعضنا قوم مسرفون في تعاملنا مع الطعام حتى يبلغ بنا الشبع أحيانا حدَّ التخمة,.
* مسرفون في إقامة الولائم,, إما إرضاءً لطبع الكرم في أخلاقنا,, او اتقاءً لكلام الناس, من حولنا، وفي كلا الحالين نغلو,, فنولم لخمسةٍ من البشر ما يطعم عشرين,, وربما أكثر! ثم نُفتَن بالفائض من الطعام فلا ندري ما نصنع به,, نفكّر لحظتئذٍ في الفقراء الذين لا يجدون زاداً,, ولا يسألون الناس عفّة، لكننا نستصعب سبل الوصول لهم,, في ليل أو نهار,, وتكون (حاويةُ البلدية) هي الحل الأخير!!
***
نعم,, بعضنا قوم مسرفون في حربنا ضد تراكم السعرات الحرارية في أجسادنا التماساً للرشاقة,.
* نهجر بسببها الطعام والشراب,, ونجهد أنفسنا بحثاً عن (الوصفات) عبر الصحف والمجلات والأفواه,.
* ننسى أن (الإفراط) في حرمان النفس من أطايب الطعام، بحثاً عن الرشاقة، لا يقلُّ أذىً وبأسا عن (التفريط) في تناول الطعام,, حلوه ومالحه، وغثِّه وسمينه!
***
* بعضنا قوم مسرفون في ملبسنا,, تظاهراً، والنساء منا خاصة، وقد تعمد إحداهن الى هجر العديد مما تحويه (ترسانةُ) ملابسها، بحجة أن الناس قد شاهدوها مرتديةً هذا الرداء أو ذاك!
* تسرفُ إحداهن حيناً في شراء الغريب من الملابس أو الجواهر أو العطور,, كي لا تهتدي اليه أخرى,, محاكاةً لها وتقليداً!
* وحيناً آخر، تبتاع من الملابس أثمنها أو الحليّ,, مما لا يقوى أحد على اقتنائه اقتداءً بها!
وقد تنتقل العدوى إلى أثاث المنزل,, ورياشه,, وحتى (اكسسواراته).
**
* حتى في عبادتنا,, يُسرف بعضنا أحياناً!
* يمارس بعضنا الغلوَّ أحياناً في أمور اجتهادية لم يرد بها نص ولا رجَح بها قياس,, ولا صحّت بها فتوى من لدن ذي علم وبصيرة,, فنقسو على أنفسنا,, وعلى غيرنا، نحمُّلها ما لا نطيق,, والله يقول في كتابه العزيز (اتقوا الله ما استطعتم),, كي لا نغلو في العبادة غلواً يرتب مشقة لا يطيقها البدن,, أو عسراً تعاني منه النفس!
**
* ومن مظاهر هذا الغلو إصرارُ البعض منا على الحج كل عام,, في الوقت الذي تضيق فيه المشاعر المقدسة بما رحبت، ولو اقتصد المواطن في هذا الصدد، لكان ذلك واحداً من سبل تخفيف الزحام، وتمكين من لم يؤدِّ الشعيرة من فعل ذلك، مواطناً كان أو وافداً من الخارج أو مقيماً!
**
وبعد:
فالأمثلة كثيرة,, تتجاوز قدرة هذه السطور وصاحبها على الحصر، وقد سقتُ بعضها تدليلاً على وجود ممارسين للأفعال المشار اليها، لا تعميماً لها,, ولا تشهيراً بفاعليها!
* ورأس الحكمة في تقديري ألا نسرف,, بأفعالنا وأقوالنا,, فيما يمسّ شئون حياتنا الخاصة والعامة,.
* ألا نغلو في حبٍّ أو كرهٍ أو رضىً عن أحدٍ من الناس، ولو كانوا أقربَ الناس لنا أو أغربهم عنا!
* ألا نسرف في أكل أو شرب أو ملبس!
* ألا نشذّ غلواً عن الناس,, بحصار أنفسنا,, حرماناً مما أحلّه الله من متاع الدنيا وزينتها إما زهداً,, أو طلباً ل(الرشاقة)!
**
* الإسراف,, والغلوّ ومرادفاتهما,, كلمات أتمنى أن تختفي من قاموسنا السلوكي والاجتماعي!
* أتمنى أن نعتق منها أنفسنا ورقابنا وإراداتنا!
فلا تصيّرنا مغلوبي الإرادة,, فاقدي الحيلة والبصيرة!
* وتبقىالوسطية في معظم الظروف والأوقات,, سيدةَ الأحكام!
فاكس الرياض: 4939533
|